زادت أعداد حالات الإصابة بالأمراض المعدية مثل الحصبة وحمى التيفوئيد ومرض السل في سوريا، بسبب سوء الظروف الصحية جراء الأحداث في سوريا. ومع تواصل الحرب في سوريا لأكثر من ثلاث سنوات، غادر مئات آلاف السوريين منازلهم وأماكن إقامتهم، فيما يكافح العديد ممن بقوا ضد المشاكل التي تواجههم، مع تزايد احتياجاتهم المتعلقة بالصحة والغذاء والسكن. وأوضح اختصاصي الأمراض المعدية "محمد سعد" لوكالة "الأناضول" الإخبارية أن شبكة الإنذار والاستجابة المبكرة التابعة لوحدة تنسيق الدعم السورية، تراقب الأمراض المعدية في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري، ويحصلون أسبوعياً على بيانات من 150 مركزاً يُجرى فيها فحص من قبل أطباء مختصين وصيادلة، مضيفاً أنهم نشروا تقريراً في شهر حزيران/ يونيو العام الفائت حول الأمراض المعدية. وأشار سعد أن السبب الرئيسي في انتشار الأمراض هو عدم إجراء التطعيم الروتيني الواجب ونقص اللقاحات، لافتاً أنه ولأول مرة منذ عام 1999، بدأت تظهر إصابات بمرض شلل الأطفال في سوريا بسبب الحرب، إذ تم إثبات 58 إصابة بشلل الأطفال، وأن وزارة الصحة التركية والهلال الأحمر التركي قاما بحملة تطعيم ضد شلل الأطفال بعد تأكيد 13 حالة مصابة بفيروس شلل الأطفال في المختبر. وتطرق سعد إلى عمليات التطعيم للسوريين التي جرت على ثلاث مراحل وحققت نسبة نجاح 90% في سوريا وتركيا وبعض البلدان الأخرى، موضحاً أنه تم إثبات حالات مصابة بمرض الحصبة وخصوصاً في مدن ادلب ودير الزور، بسبب الشروط الصحية السيئة وشرب الناس لمياه الآبار والأنهار الغير معقمة، إضافة إلى توقف عمليات التطعيم الروتينية، إذ تم تسجيل 3500 حالة إصابة بالحصبة اعتباراً من شهر تموز/ يوليو العام الماضي. وفي نفس السياق، أفاد سعد أن منطقة حارم في ريف محافظة ادلب تشهد انتشار على نطاق واسع لمرض حمى التيفوئيد، إضافة لانتشاره في المناطق الشرقية بمحافظة الرقة، وساهم ذلك بانتشار مرض التهاب الكبد الوبائي "أ" في مناطق حارم ودير الزور وحلب. وأشار سعد إلى ازدياد حالات الموت والإصابة بعدوى السل الذي يعتبر من أخطر الأمراض، بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة لعلاجه، لافتاً إلى تخوفهم من ظهور إصابات بمرض الكوليرا، لأنه يؤدي إلى حالات وفاة جماعية في حال انتشاره، إضافة إلى أنه ينتقل عن طريق المياه. وتوجه سعد إلى منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، معرباً عن خوفه من انتشار الأمراض الوبائية إلى جميع العام في حال لم يتم تأمين الأدوية لمكافحة تلك الأمراض، مطالباً المسئولين بإيصال الأدوية والعلاج إلى جميع المناطق في سوريا سواء الخاضعة تحت سيطرة النظام أو المعارضة.