الثلاثاء.. أكاديمية البحث العلمي تعقد أنشطة احتفالا بيوم اليتيم    كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس البوسنة والهِرسِك    الرئيس السيسي: مصر تحملت مسئوليتها كدولة راعية للسلام في العالم من خلال مشاركتها بعملية حفظ وبناء سلام البوسنة والهرسك    قبل الأعياد.. ضبط نصف طن لحوم وأسماك فاسدة في مطاعم وأسواق المنيا    قبل الحلقة المنتظرة.. ياسمين عبد العزيز وصاحبة السعادة يتصدران التريند    تحرير 186 مخالفة عدم التزام بقرار الغلق للمحلات لترشيد استهلاك الكهرباء    السفارة الكويتية بالقاهرة: زيارة أمير الكويت لمصر تعود بالنفع على البلدين الشقيقين    «لازم اعتذار يليق».. شوبير يكشف كواليس جلسة استماع الشيبي في أزمة الشحات    أنشيلوتي لا يعرف الخسارة أمام بايرن في دوري أبطال أوروبا    «اقتصادية قناة السويس» تستقبل نائب وزير التجارة والصناعة الإندونيسي والوفد المرافق له    «الشيوخ» يبدأ مناقشة سياسة الحكومة لتحقيق جودة التعليم العالي    بعد رحيله.. تعرف على أبرز المعلومات عن المخرج والسيناريست عصام الشماع (صور)    الجندي المجهول ل عمرو دياب وخطفت قلب مصطفى شعبان.. من هي هدى الناظر ؟    التضامن الاجتماعي: إتاحة سينما للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية    إيرادات قوية لأحدث أفلام هشام ماجد في السينما (بالأرقام)    عيار 21 الآن.. انخفاض جديد ل سعر الذهب اليوم الإثنين 29-4-2024 بالصاغة    وزير الصحة: توفير رعاية طبية جيدة وبأسعار معقولة حق أساسي لجميع الأفراد    كيف احتفلت الجامعة العربية باليوم العالمي للملكية الفكرية؟    محمد شحاتة: التأهل لنهائي الكونفدرالية فرحة كانت تنتظرها جماهير الزمالك    صعود سيدات وادي دجلة لكرة السلة الدرجة الأولى ل"الدوري الممتاز أ"    عرض صيني لاستضافة السوبر السعودي    عواد: كنت أمر بفترة من التشويش لعدم تحديد مستقبلي.. وأولويتي هي الزمالك    محافظ أسيوط يشيد بمركز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارئ بديوان عام المحافظة    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    «أزهر الشرقية»: لا شكاوى من امتحانات «النحو والتوحيد» لطلاب النقل الثانوي    استمرار حبس 4 لسرقتهم 14 لفة سلك نحاس من مدرسة في أطفيح    1.3 مليار جنيه أرباح اموك بعد الضريبة خلال 9 أشهر    فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا.. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعية شاملة بمناسبة عيد العمال    «العمل» تنظم فعاليات سلامتك تهمنا بمنشآت الجيزة    الأنبا بشارة يشارك في صلاة ليلة الاثنين من البصخة المقدسة بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري    إعلام عبري: عشرات الضباط والجنود يرفضون المشاركة في اجتياح رفح    أبو الغيط يهنئ الأديب الفلسطيني الأسير باسم الخندقجي بفوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    مصرع 42 شخصًا على الأقل في انهيار سد شمال نيروبي    محافظ الغربية يتابع أعمال تطوير طريق طنطا محلة منوف    عامر حسين: لماذا الناس تعايرنا بسبب الدوري؟.. وانظروا إلى البريميرليج    الوادي الجديد تبدأ تنفيذ برنامج "الجيوماتكس" بمشاركة طلاب آداب جامعة حلوان    بالاسماء ..مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    مركز تدريب «الطاقة الذرية» يتسلم شهادة الأيزو لاعتماد جودة البرامج    دراسة تكشف العلاقة بين زيادة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم    ولع في الشقة .. رجل ينتقم من زوجته لسبب مثير بالمقطم    مصرع شخض مجهول الهوية دهسا أسفل عجلات القطار بالمنيا    المشاط: تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري يدعم النمو الشامل والتنمية المستدامة    مؤسسة أبو العينين الخيرية و«خريجي الأزهر» يكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين.. صور    التعاون الاقتصادي وحرب غزة يتصدران مباحثات السيسي ورئيس البوسنة والهرسك بالاتحادية    ضحايا بأعاصير وسط أمريكا وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل    كشف ملابسات واقعة مقتل تاجر خردة بالإسماعيلية.. وضبط مرتكب الواقعة    «الرعاية الصحية» تشارك بمؤتمر هيمس 2024 في دبي    خلي بالك.. جمال شعبان يحذر أصحاب الأمراض المزمنة من تناول الفسيخ    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    رئيس الوزراء: 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة تدهورت حياتهم نتيجة الحرب    رمضان السيد: الأهلي قادر على التتويج بدوري أبطال إفريقيا.. وهؤلاء اللاعبين يستحقوا الإشادة    سعر الذهب اليوم الاثنين في مصر يتراجع في بداية التعاملات    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    البحوث الفلكية: غرة شهر ذي القعدة فلكيًا الخميس 9 مايو    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مقاهي بيروت» من برلمانات سياسية ثقافية ثورية الى كافيهات شبابية
نشر في محيط يوم 18 - 03 - 2014

لطالما كانت المقاهي إحدى سمات الحياة الاجتماعية في العاصمة اللبنانية بيروت، وملتقى السياسيين وكبار رجالات الدولة حيث كانت تسقط حكومات وتشكل أخرى.
اليوم وبعد انسحاب الساسة إلى مجالسهم الخاصة وانزوائهم في منازلهم ومناطقهم بمعظم الأحيان لأسباب أمنية، تحولت معظم هذه المقاهي لما بات يُعرف ب"كافيهات" يرتادها الشباب للاستفادة من خدمة الانترنت المجانية والغوص في عالم التواصل الاجتماعي الالكتروني.
الترفية وقصص الحكواتي
وقبل عشرات السنوات كان "البيارتة" (أي أهل بيروت) يرتادون المقاهي للترفيه عن النفس من خلال لقاء الأصدقاء والاستماع إلى قصص الحكواتي وتناول القهوة التركية، وهي عادة عثمانية نشأت في اسطنبول ثم انتشرت في مختلف المدن العربية التي كانت تخضع للحكم العثماني .
وكانت هذه المقاهي "ملتقى للسياسيين ولجميع العاملين في القطاع العام ولكن مع الوقت تراجع الحضور السياسي في المقهى فتحول من برلمان سياسي ثقافي فكري ادبي الى برلمان ثقافي محض"، بحسب الإعلامي زاهي وهبي الذي تحدث لوكالة "الاناضول" الإخبارية في أحد هذه المقاهي في منطقة المنارة المطلة على البحر في بيروت، والتي يرتادها بشكل يومي.
ويرد وهبي أسباب تراجع الحضور السياسي في المقهى إلى أن "الطبقة السياسية الحالية أصبحت اقل ثقافة مما كانت عليه في الماضي، فالأجيال القديمة من السياسيين كانت أكثر صلة بالمعرفة والثقافة"، خصوصا أن معظم مؤسسي الأحزاب في المشرق العربي كانوا من "كبار الأدباء والمثقفين، بينما أن نظرنا في رجال السياسة اليوم لرأينا نادرا سياسيا يقرأ كتابا او يعلم ماذا يدور في عالم الفكر والأدب".
ويستذكر بعض المقاهي القديمة، مثل ال"دولشي فيتا" ومطعم "فيصل" في بيروت، والتي كانت "ملتقى رجال السياسة حيث في بعضها كانت الحكومات تؤلف او تسقط ".
الحوار واللقاء
ويعطي وهبي مثالا عن الدور الكبير للمقاهي في الماضي، ففي اواخر الستينيات منع الامن العام اللبناني مسرحية "محترف بيروت" للممثلة نضال الاشقر، الا ان الاشقر تحدت هذا القرار وقدمت مسرحيتها على الرصيف المقابل لمقهى "الهورس شو" الشهير في شارع الحمرا.
ولفت آسفا إلى أنه لم يعد للمقهى اليوم أي دور في هذا الإطار، فمع "تطور وسائل الميديا الحديثة، أصبح الشباب يعبرون عن آرائهم وأفكارهم وهم في البيت أو في السيارة أو في الجامعة، وبات المقهى مكانا للحوار واللقاء أكثر مما هو لوبي أو مجموعة ضغط على الحياة السياسية".
وأشار إلى أن عددا كبيرا من مقاهي شارع الحمرا الشهير، الذي كان يشبه في الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي بشارع "الشانزليزيه" الباريسي الشهير، أمثال "الويمبي" و"المودكا" و"الكافيه دوباري" و"الاكسبرس" أقفلت، مقابل ظهور مقاهي جديدة "تشبه العصر".
الحرية الوحيدة بالحياة
من جهته، يشبّه الشاعر عصام عبدلله المقهى "بالملعب، وبدل الكرة يكون الكلام هو الاداة والوسيلة للعب".
فبعد مرور أكثر من 40 عاما على ارتياده مقاهي بيروت، يؤكد عبد لله أن المقهى يشكل "حركة الحرية الوحيدة في حياته"، ويقول "في البيت انت لست حرا، وعندما تزور الناس انت لست حرا، بينما في القهوة تكون حرا، تتكلم ساعة ماتشاء وتسكت ساعة ماتشاء، لا سلطة لاحد عليك، فقط انت وساعتك والحرية".
وأشار عبدلله إلى أن "نظرية المقهى وفلسفته قائمة على اجتماع مجموعة من الاشخاص دون موعد"، واصفا كل جالس بالمقهى ب"الحكوتجي، ولكل طاولة هوية واختصاص تعود إلى أصحاب الطاولة، فالقضاة يجلسون مع بعضهم البعض، والأدباء ايضا وكذلك الصحفيون،" ما يعكس توزيع الفئات الاجتماعية في البلاد.
ولفت إلى أن معظم المثقفين من شعراء وأدباء ومؤلفين أصبحوا يرتادون المقاهي اليوم فقط "للتسلية والسخرية من كل ماهو محيط بنا من تدهور للقيم الاخلاقية"، مضيفا ان المقهى مكان لائق لكن تزيده قيمة نوعية الزبائن الذين يرتادونه.
ويتجمع طلاب الجامعات والثانويات عادة في ساعات ما بعد الظهر والمساء في مقاهي وسط بيروت ومنطقة الحمرا لتبادل أطراف الأحاديث أو إعداد واجباتهم المدرسية، فيما يقصدها معظمهم للاستفادة من خدمة الإنترنت المجانية والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعية.
"لا شيء يبقى على حاله"
واعتبر الصحفي شربل عبود أن المقاهي في "عصرنا هذا صورة مصغرة عن (التنوع في) البلد، وهنا للقهوة الأمريكية طقوسها الخاصة ورائحتها أيضا".
ولفت عبود إلى أن أسباب ارتياده لهذا النوع من المقاهي يعود إلى "نوعية الاشخاص الذين يزورونها، اضافة الى خدمة الانترنت التي تتوفر فيها."
"لا شيء يبقى على حاله"، هكذا يصف ابو خالد واقع المقاهي اليوم ، فالرجل الذي يرتاد "قهوة صليبا" في منطقة بربور البيروتية منذ اكثر من 32 عاما يفضل المقاهي القديمة وتراثها وروادها حيث يلتقى الاصدقاء للعب الورق.
وبمجرد الدخول الى "قهوة صليبا"، تعيدك هندسة الطاولات وكراسيها المعتقة بالذكريات والجدران المزينة بلوحات توثق حياة سكان بيروت القديمة بالابيض والاسود، الى ماض جميل ضاع من كثرة الحروب التي غيرت الكثير من معالم هذا البلد.
الجلوس إلى جانب أبو خالد ممتع، خاصة أنه هو المسؤول عن توثيق "الربح والخسارة" لكل لاعب على لوح خشب مستخدما الطبشور، فاللعب هنا يستمر ساعات وساعات يقطعه من وقت لاخر اصوات اللاعبين التي تعلو معلنة فوز احدهم او لاستنكار"حركة خاطئة" قام بها شريك احدهم باللعب. فالامر هنا يعود لمدى تناغم الشريكان مع بعضهم البعض.
ويقول أبو خالد "كل شىء تغير.. في السابق كانوا يجتمعون في المقهى (بسبب) محبة بعضهم البعض.. للقاء الاصدقاء .. كل شىء كان اجمل في الماضي".
وأكثر ما يخشاه أبو خالد هو أن تغلق ما تبقى من مقاهي بيروت القديمة أبوابها، باعتبار أن "شباب اليوم" لم يعودوا يتحمسون لارتيادها، ويفضلون الحديثة منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.