" ترمي بشرر " للسعودي عبده خال تتوج بجائزة "البوكر" للرواية عبده خال أبوظبي: توج الروائي السعودي عبده خال بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2010 في دورتها الثالثة، وذلك عن روايته "ترمي بشرر" الصادرة عن دار الجمل، بيروت / بغداد 2009. وكانت لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة برئاسة الكاتب الكويتي طالب الرفاعي قد أعلنت عن اسم الفائز بالجائزة خلال حفل عشاء رسمي أقيم بالعاصمة الإماراتيةأبوظبي، وذلك بحضور أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة وهم رجاء بن سلامة، أستاذة محاضرة في كليّة الآداب والفنون والإنسانيات في منوبة، من تونس؛ سيف الرحبي، شاعر وكاتب عُماني؛ وفريدريك لاغرانج، باحث أكاديمي ومترجم ومدير قسم الدراسات العربية والعبرية في جامعة السوربون - فرنسا، وبحضور جمهور من المفكرين والنقاد والناشرين والكتاب والصحفيين. وقد صعدت رواية "ترمي بشرر" لتتوج بالجائزة والتي كان يتنافس عليها ست روايات أعلن خلال ديسمبر الماضي وصولها للائحة القصيرة للجائزة وهي "يوم غائم في البر الغربي" للمصري محمد المنسي قنديل و "عندما تشيخ الذئاب" للأردني جمال ناجي، و "أمريكا" للبناني ربيع جابر و "وراء الفردوس" للمصرية منصورة عز الدين، و "السيدة في تل أبيب" للفلسطيني ربعي المدهون إلى جانب الرواية الفائزة "ترمي بشرر" للسعودي عبده خال. ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" علّق رئيس لجنة التحكيم طالب الرفاعي قائلا: " لقد مارست لجنة التحكيم عملها خلال المراحل المختلفة للجائزة محتفظة باستقلالية قرارها ونزاهة تعاملها مع جميع الأعمال الروائية المتقدمة للجائزة، مع التأكيد على وجود روايات جيدة وممتعة لم يُكتب لها الوصول إلى القائمتين الطويلة أو القصيرة". مضيفاً : "تصور الرواية برمزية فائقة عوالم السلطة المطلقة، بقدرتها على تدمير الأشخاص والنفوس والأمكنة. وقد جاء ذلك من خلال منظور شخصية منفّرة، لا ترى العالم إلا في إطار ثنائيات فجة. فالرواية تقدم للقارئ راهناً إنسانياً مرعباً، يصور عالماً روائياً تغلب عليه شعرية الفظاعة والإفراط والغلو". ومن المقرر أن يحصل كل من المرشّحين الستة النهائيين على 10000 دولار، أما الرابح فيفوز ب 50000 دولار إضافية، كما ينعم كتّابها بالقدرة على الوصول إلى جمهور واسع من القرّاء على الصعيدين العربي والعالمي في آن واحد، وعلى تأمين عقود ترجمة لأعمالهم. غلاف الرواية جدير بالذكر أن هذه الجائزة أطلقت في أبوظبي في إبريل 2007، بالشراكة مع مؤسسة جائزة "بوكر" الدولية ومعهد وايدنفيلد للحوار الاستراتيجي في لندن، مساهمةً في لفت الانتباه العالمي إلى المنجز الروائي العربي الجديد، بمنح الأعمال الفائزة فرصة ترجمتها إلى أكبر عدد ممكن من اللغات، وترعى الجائزة وتمولها "مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي" أما عبده الخال فهو روائي سعودي له عدة أعمال تتنوع بين المجموعات القصصية والروايات، وهو من مواليد إحدى قرى منطقة جازان عام 1962، عمل بالصحافة منذ عام 1982، ويشغل منصب مدير تحرير جريدة عكاظ السعودية، وهو عضو في العديد من الأندية الأدبية، وشارك في إحياء أمسيات قصصية وحوارية، ويشارك في تحرير دورية الراوي الصادرة عن نادي جدة الأدبي والمعنية بالسرد في الجزيرة العربية، وتحرير مجلة النص الجديد وتعنى بالأدب الحديث لكتاب المملكة العربية السعودية. حصد عدة جوائز على مدار حياته الأدبية والصحفية منها مجموعة من الدروع والميداليات والشهادات من الأندية والجمعيات الثقافية التي شارك بها، وتم تكريمه في جمعية الثقافة والفنون بالدمام وقدمت دراسات عن تجربته الروائية، كما تم تكريمه من قبل اثنينية عبدالمقصود خوجة. وله عدة مؤلفات أدبية نذكر منها المجموعات القصصية "حوار على بوابة الأرض، "لا أحد"، "ليس هناك مايبهج"، "الموت يمر من هنا"، " من يغني في هذا الليل "، "حكايات المداد" مجموعة قصص للأطفال، إضافة لروايات "مدن تأكل العشب"، "الأيام لاتخبىء أحدا"، "الطين (ذلك البعيد كان أنا)"، "فسوق"، و"ترمي بشرر" والفائزة بالبوكر لعام 2010. عن الرواية " ترمي بشرر " تسعى لتعرية الواقع وتكشف ما يصنعه المال في نفوس البشر حيث يلهث الإنسان وراءه رامياً بكافة القيم والمبادئ عرض الحائط . وتدور أحداث الرواية في مشهد متناقض يجمع ما بين قصر منيف يشع بالأنوار، وتنضح كل تفاصيله بالمباهج والبذخ والترف، وفي مقابله حارة شعبية معتمة تسكنها شرائح معدمة من صغار الصيادين والحرفيين والباعة. طارق فاضل بطل الرواية والذي يستعرض المؤلف قصة حياته التي بدأها بحارة الحفرة بجدة، وهي الحارة التي تغوص في أعماق الفقر المدقع وتبتعد عن أي مظهر من مظاهر التطور والمدنية. ثم تأتي القفزة في حياته بعد أن يظهر في الأحداث السيد الغني صاحب القصر العملاق والذي يتهافت جميع أهل الحارة للولوج بداخله لكي يصبحوا خدماً لهذا السيد لعلهم يحظون بحفنة من الأوراق المالية التي تزخر بها خزائنه، وفي المقابل يستخدمهم هذا الرجل الغني ويستغلهم في أحقر المهن، والتي تذل الإنسان وتقلل من شأنه. وجاء طارق فاضل كأحد أبناء الحارة لكي يحظى بدوره في فرصة لتغيير حياته المتواضعة فيرضخ لاستغلال هذا السيد الغني والذي جعل منه وسيلته لمعاقبة كل من يخالفه أو يقف بطريقه من خلال جلبه بالقوة وإجبار طارق على اغتصابه أمام عيون السيد وكاميراته التي تصور هذا الفعل المشين. وتبدأ بعد ذلك حياة طارق في التداعي والانهيار وتقف له عمته التي تكرهه بسبب كرهها لوالدته لتذكره بأفعاله المشينة، فما يلبث أن يعذبها ويحبسها بغرفة داخل فلته حتى بتخلص من نظراتها القاسية، وعلى الرغم من محاولة طارق المستمرة للتخلص من ماضيه إلا انه يظل يلاحقه. وعلى الرغم من لهث أهل الحارة جميعهم وراء الدخول إلى القصر متغاضين عما يرتكبوه من شذوذ، وخداع ورياء ديني وإتيان الفواحش والمنكرات، إلا أنهم يعانوا من جحيمه بعد ذلك ولا يحصلوا على المال الذي في خيالهم، وتنتهي حياتهم نهاية تراجيدية لا ينفع معها الحسرة والندم.