أثري مصري يتقدم بمشروع لتعمير سيناء من خلال إحياء الطرق التاريخية محيط خاص مشروع قومي لتعمير سيناء من خلال إستغلال الطرق التاريخية وإحيائها, تقدم به الأثرى عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع وأمين لجنة الإعلام بالإتحاد العام للآثاريين العرب, وذلك خلال ملتقي الأثريين في الأثار الإسلامية والقبطية الذي عقد بالمجلس الأعلي للآثار منذ أيام. وإنصب هذا المشروع القومي علي أن تصبح الآثار مادة للتنمية من خلال الإستغلال الأمثل للطرق التاريخية بسيناء, وقد تبنت هذا المشرع رئاسة الجلسة التى ألقى فيها هذه المحاضرة, ووعدت بطرحه على مستوى عال بالمجلس الأعلى للآثار, ووضعه ضمن التوصيات الرئيسية للملتقى. وقد أوضح ريحان أن هناك عدة طرق حربية - تجارية - دينية تخترق سيناء من الشرق للغرب وما زال بعضها مطروقاً إلى اليوم, ف حين أنه لو تم إستغلال هذه الطرق الإستغلال الأمثل لكانت سيناء هى المخرج لكل مشاكلنا الإقتصادية والمشروع القومى لمصر الذى يستوعب كل طاقات الشباب ضمن مشروع إعمار سيناء وهو خير وسيلة للدفاع عنها وتأمينها. وهذه الطرق حسب التسلسل التاريخى طريق سيتى الأول الشهير بطريق حورس، طريق خروج بنى إسرائيل، طريق العرب الأنباط، الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء (درب الشعوى)، طريق الحج المسيحى ويشمل طريق العائلة المقدسة، درب الحج المصرى القديم إلى مكةالمكرمة. وتحوى هذه الطرق كل مقومات السياحة بسيناء من سياحة ثقافية مثمثلة فى الآثار والتراث الشعبى السينائى، سياحة سفارى من جبال بأنواعها وأشكالها المبهرة من منحوتات صنعتها الطبيعة تفوق فى جمالها أعمال أعظم الفنانيين ووديان تحوى داخلها عيون مائية ونباتات نادرة ونقوش أثرية لكل الحضارات التى تعاقبت على سيناء، وسياحة علاجية من مياه كبريتية ونباتات طبية وشواطئ حيث أن العديد من محطات هذه الطرق مناطق ساحلية. طريق خروج بنى إسرائيل دير وادى طور سيناء عن طريق خروج بنى إسرائيل أوضح ريحان أنه يمثل قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرّم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكةوالقدس, ولهذا الطريق مكانة خاصة فى المسيحية حيث ذكرت الوثائق التاريخية أن المبانى الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت فى محطات هذا الطريق تبركاً بهذه الأماكن وخصوصاً أشهر هذه الأماكن وهو دير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان لبنائه فى حضن الشجرة المقدسة (شجرة العليقة) وهو نبات خاص لم يوجد فى أى بقعة بسيناء وفشلت محاولة إنباته فى أى مكان بالعالم ، كما بنى المسلمون مسجداً داخل الدير فى العصر الفاطمى تبركاً بهذا المكان المقدس فتلاقت الأديان فى بقعة واحدة . وإختلفت الأراء حول تحديد محطات طريق خروج بنى إسرائيل فى سيناء ولكن هناك بعض الشواهد الباقية حتى الآن تتفق مع ما ذكر فى القرآن الكريم والعهد القديم ومنها منطقة عيون موسى 35كم جنوب شرق السويس والمنطقة الآن بها أربع عيون واضحة ، قطر أحد هذه العيون 4م ولقد اختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال وتحتاج إلى رفع هذه الرمال للوصول لمستوى الصخر لاكتشاف بقية العيون الإثنى عشرة التى تفجرت لنبى الله موسى وبنى إسرائيل ، وأثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جداً وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل ، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرن 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك. والمحطة الثانية هى منطقة معبد سرابيت الخادم 138كم جنوب شرق السويس الذى مر عليها بنو إسرائيل طبقاً لنص القرآن فى سورة الأعراف آية 138وهى المنطقة الوحيدة النى تقع فى طريقهم من عيون موسى بها تماثيل حيث طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهاَ من هذه التماثيل وكلمة سرابيت مفردها سربوت وتعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها ، أما الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة ولهذا سمى معبد سرابيت الخادم ، وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز ينقشوا أخبار الحملة على هذه الصخور المنفصلة بالمعبد . شجرة العليقة المقدسة داخل دير سانت كاترين والمحطة الثالثة هى طور سيناء 280كم جنوبالسويس وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى وكانت هذه المنطقة تشرف على بحر فلقد خاطب سبحانه وتعالى السامرى بأن هذا العجل سيحرق ثم ينسف فى اليم (سورة طه آية 97) . والمحطة الرابعة منطقة الجبل المقدس (سانت كاترين حالياً) وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى يتجمع فيها عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر وجبل كاترين 2642م وجبل المناجاة ، والمنطقة التى تلقى فيها نبى الله موسى ألواح الشريعة هى منطقة ذو جبال مرتفعة والمحطة الخامسة هى منطقة (عين حضرة) 70كم فى الطريق من سانت كاترين إلى نويبع وهى عين ماء طبيعية مشهورة بسيناء ثم اتخذوا الطريق الساحلى الموازى لخليج العقبة حتى وصلوا إلى برية فاران أو باران نسبة إلى وادى باران فى جنوبفلسطين غرب وادى عربة طريق الحج المسيحى عبر ميناء الطور ويوضح ريحان أن هناك طريقان مشهوران للحج المسيحى بسيناء طريق شرقى وطريق غربى الطريق الشرقى هو للحجاج القادمون من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) إلى النقب وعبر عدة أودية إلى الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حالياً وطول هذا الطريق 200كم، أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس عسقلان ، غزة ، رافيا (رفح) ، رينوكورورا (العريش) أوستراسينى (الفلوسيات) كاسيوم (القلس) ، بيلوزيوم (الفرما) ، سرابيوم (الإسماعيلية) ، القلزم (السويس) ، عيون موسى ، وادى غرندل وادى المغارة ، وادى المكتّب، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى القلزم 245كم ، ومن القلزم حتى جبل سيناء 130كم ، فيكون الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم كما استخدم ميناء الطور فى العصر المملوكى (648-922هجرية، 1250-1516م) علاوة على دوره فى خدمة التجارة بين الشرق والغرب طريقاً للحج المسيحى. رنك السلطان الغورى وكانت السفن تبحر من موانئ إيطاليا جنوة أو البندقية (فينيسيا) إلى الإسكندرية ثم تتوجه بالنيل إلى القاهرة وبعد أن يحصلوا على عهد الأمان أو الفرمان من سلطان المماليك يقيم الحجاج فترة فى استراحة للحجاج بالقاهرة حيث يتم إعطاء أطعمة للحجاج الفقراء المتوجهين إلى سانت كاترين ويعود الحجاج المسيحيون إلى أوربا عن طريق الإسكندرية على سفن البندقية التى تنتظر التجارة المصدرة إلى الإسكندرية من الشرق ويشير عبد الرحيم أن إحياء هذا الطريق سيكون له مردود سريع فى كل أوربا لأنه يمثل قيمة كبيرة لديهم ويمكن عمل إنشاءات سياحية جديدة فى محطات هذا الطريق مستوحاة من العمارة البيزنطية خصوصاً وأن خامات البناء متوفرة بسيناء من أحجار جرانيتية ورملية وجيرية والرخام متوفر فى مصر درب الحج المصرى القديم وكان أول طريق للحج المصرى إلى مكة هو طريق عيذاب عبر نهر النيل من الفسطاط إلى قوص ومنها عبر الصحراء إلى ميناء جدة بالبحر الأحمر واستمر ذلك حتى جاء السلطان بيبرس واسترجع أيلة (العقبة حالياً) من الصليبيين عام 665هجرية -1267م واخترق طريق السويس عبر سيناء حتى أيلة وزار مكة وكساها وعمل لها مفتاحاً وأصبح هذا الطريق منذ ذلك الحين وحتى عام 1885م هو طريق الحج المصرى القديم، وكان يتجمع الحجاج من أهل مصر والمغرب والسودان فى منطقة بركة الحاج (تقع شرق المرج) ثم يسير ركب الحجاج عبر صحراء السويس ماراً بقلعة عجرود التى أنشئت فى القرن الثالث عشر الميلادى ثم يمر بعدة أودية حتى يصل لقلعة نخل (130كم شرق السويس) التى بناها السلطان الغورى 922هجرية-1516م ومن قلعة نخل يسير الركب نحو الشرق فيقطع فروع وادى العريش إلى بئر التمد إلى دبة البغلة (200كم شرق السويس) وبها نقش خاص على صخرة من الحجر الجيرى تشمل رنك للسلطان الغورى نصه (لمولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغورى عز نصره) ونقش خاص للسلطان الغورى عن إعمار طريق الحج بسيناء والعقبة والحجاز ، ومن دبة البغلة إلى منطقة النقب ومنها إلى سطح العقبة حتى يصل لقلعة العقبة التى بناها الغورى ومنها عبر الأراضى الحجازية إلى مكةالمكرمة.