تمر حاليا ذكرى ميلاد الكاتب والروائي والمسرحي الأمريكي آرثر ميلر (أكتوبر 1915 - فبراير 2005)، الذي يعد من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية منددا بكل أشكال القمع وأدان دولة إسرائيل. أدان ميلر الأنظمة القمعية حول العالم إلى جانب سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان . محيط - سميرة سليمان كان آرثر ميلر من أبرز الكتاب المسرحيين الأمريكيين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولمست أعمال ميلر وترا حساسا لدى جيل كامل من مرتادي المسرح في أنحاء العالم بتناولها التأملي في الجانب المظلم من "الحلم الأمريكي". أزمات متتالية ولد ميلر لعائلة يهودية بمدينة نيويورك كان والده أيسدور ميللر بولوني هاجر إلى الولاياتالمتحدة قبل الحرب العالمية الأولى وكان مصمم وصاحب محل أزياء نسائية دمر في فترة الكساد العظيم 1929 مما كان سبباً في تأثر آرثر لتنقله من حالة ميسورة إلى الفقر . يقول ميلر: "كان أبي بالكاد يعرف بعض المعلومات الأكاديمية. فقد هاجر قبل الحرب العالمية الأولى من بولونيا إلى أمريكا. وصار لبضعة أعوام مالكاً لمصنع ملابس نسائية وكان المصنع يعمل بشكل ممتاز جداً. وفي عام 1927 وظف أبي رأسماله في البورصة فكان يربح أضعاف ما يمكن أن يربحه في صنع المعاطف وهكذا حتى خسر كل أمواله في انهيار البورصة سنة 1929، ولكنه على الأقل قد بقي محتفظاً بالمصنع وإن أصبح من الصعب عليه دفع أجور العمال.. إن الأشخاص لا يتغيرون كثيراً، دائماً الحكاية نفسها.. وأنا أتفهم ذلك أيضاً، الإغراء في أن تكون ثروة دون أن تضطر للعمل، إنه لشيء مغري.. بل مغري جدا"ً. ميللر شابا بسبب هذه الهزة الاقتصادية اضطر ميلر أن يمارس بعض المهن البسيطة فمن عامل في كافتيريا إلي سائق شاحنة وعامل في مصنع ولكن كان كل ذلك بجانب دراسته في جامعة ميشيجان، غير انه سرعان ما تمكن من كسب معيشته من كتاباته فقام بالإلتحاق بحلقة للتدرب على كتابة المسرحية وبدأ ميلر بممارسة الكتابة الدرامية عام 1938. بعد تخرجه كان أول عمل له عرض على مسرح في برودواي "الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ"،و تأثر حينذاك بالأفكار الاشتراكية وأعجب بالمسرح الثوري و تتلمذ على أعمال المسرحي النروجي هنريك إبسن ورغب مثله في أن يبرز النظام الذي يقمع الانسان . زواج العقل والجمال "الرجل في حبه يحب دائماً أن يعرف كل ما تفعله المرأة . . في حين أن المرأة تحب أن تنسى ما فعلته" عام 1956 تزوج ميللر مارلين مونرو والتي قابلها منذ 8 سنوات وحينها تحولت مارلين إلى اليهودية، ولم تكن مارلين هي الزواج الأول له فقد تزوج قبلها زميلته مارى جريس سلاترى بعد قصة حب وأنجبا جان وروبرت (مخرج وكاتب ومنتج) . وفي عام 1961 حصلت مارلين مونرو على الطلاق من ميللر، وبعدها بقليل تزوج ميللر من المصورة الفوتوغرافية إينج موراث وأنجبا طفلين دانييل وريبيكا وإستمر زواجهما 40 عاما حتى وفاتها في 30 يناير 2002. يقول ميللر انه في السنوات الخمس من زواج مارلين مونرو حاول أن يصلحها.. أن يقومها.. لم يفلح. ولما فشل كان لا بد من الطلاق. ويمكن اعتبار مسرحيته الاخيرة (انهاء المشهد) امتداد لمسرحيته ( بعد السقوط) ولفيلمه ( اللامنتمون) حيث حاول ميلر من خلال كتابة هذه الأعمال معالجة موضوع مارلين مونرو ففي مسرحيته الأخيرة بدت البطلة غير مستقرة وغير قادرة أن تتحكم بمشاعرها وعواطفها وهذه شخصية ترمز الى مارلين مونرو التي كانت في سنواتها الاخيرة ضائعة وتثير غضب المخرجين والممثلين لعدم تقيدها بمواعيد التصوير . وفي مذكراته التي صدرت مؤخرا في نيويورك يعترف ميللر أنه لم يتمالك نفسه عن الوقوع في شراك مارلين مونرو كما انه لم ينكر هوسه وانجذابه الجارف نحو الجمال الصارخ ولهذا ظل طيف مارلين يرافقه كالظل حتى لحظة وفاته كانت شخصية المسرحية الأخيرة التي قدمها لا تقول سوى كلمات قليلة فيما كانت صورتها الجميلة هي الطاغية . لكن المشكلة الأساسية التي حاول معالجتها تكمن في محاولته المستمرة إخراج الشقراء الساحرة من المقولة التي جعلتها مجرد رمز للاثارة الاستهلاكية فهو يرى انها كانت مثقفة وتميل الى قراءة الكتب الأدبية التي كانت تصلها كهدايا من كبار الكتاب والشعراء. اتهامات بالشيوعية رغم نفيه الدائم لإنتمائه للشيوعية إلا أنه يعترف بأنه حضر عدد من الاجتماعات مع كتاب آخرين ، كما أنه أيضا كان مهتما بالرد على من يهاجمون الشيوعية. في عام 1957 تم وضع اسم "ميلر" في لائحة ال320 من العاملين في مختلف اختصاصات صناعة "التسلية" Entertainment، والذين مُنعوا من العمل في هذه الصناعة بقرار من لجنة النشاطات المعادية لأمريكا. وتم في عهد هذه اللجنة استجواب ما عُرف بعدئذ باسم "عَشْرة هوليوود" ممن رفضوا التعاون مع اللجنة، فصدرت ضدهم أحكام بالسجن حيث يُشتبه في انتمائهم إلى الحزب الشيوعي، ورفضهم الإدلاء بمعلومات عن زملائهم إلى اللجنة ، وقد تعرض "ميلر" خلال هذه الحملة لاضطهاد شديد نظرا لانتمائه اليساري. ولأنه عرف عنه ميوله اليسارية اعتقد البعض أن زواجه من مارلين مونرو كان للتغطية على نشاطاته الشيوعية وقد تابع مكتب التحقيقات الفيدرالي نشاطه من الأربعينيات وحتى 1956 حين توقفت المباحث الفيدرالية عن متابعته وحين أفرجت المباحث الفيدرالية عن وثائق متابعة آرثر ميللر بعد موته قالت إنه لم يكن منضماً إلى الشيوعيين بل كان منشقاً عنهم. ضد أمريكا انقطع ميللر عن العمل في أمريكا، وقال انه يرى أن الكتاب يعاملون كأدوات للتسلية والترفيه وليس باعتبارهم مفكرون ومعلمون للأخلاق. وشن حملة ضد ما وصفه بتجارية برودواي التي تركز فقط على الربح. وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 قال ميللر إن الهجمات هي جزء من "حرب ضد الإنسانية". كان لميللر موقف معادي من السياسة الأمريكية، خارجية كانت أو داخلية وقد انتقد جورج بوش أكثر من مرة كما كان دائم النقد لأوضاع المجتمع الأمريكي، وقد وقف ميللر ضد الحرب على فيتنام وكانت له نشاطات في مجال حقوق الإنسان. ويشهد ل"ميللر" أيضا إعلانه سخطه وكراهيته لكل ما يبشر به "جورج بوش" من فتوحات في سبيل الخير، وحروب صليبية ضد الشر، والدليل على ذلك ما صرح به في حوار شهير مع "الإكسبريس الفرنسية" قائلا: "إن هذه الإدارة تقود الولاياتالمتحدة من مصيبة إلى أخرى، وتلقي القبض على الناس في الشوارع، لا لشيء إلا بسبب أن وجوههم تدل على انتمائهم إلى جنس معين، كما أنها تريد تحويل الأمريكيين إلى مباحث". رفض ميلر خلال الجلسة ذكر أسماء أصدقائه في 31 مايو 1957 أتهم ميللر بازدراء الكونجرس الأمريكي وأدين من "لجنة تحقيق النشاط المعادي لأمريكا" لرفضه الإفصاح عن أسماء حلقة أدبية مشتبه في إنتسابها للشيوعية ، وقال ميلر وقتها "اشعر الآن كما شعرت دائما من قبل، وهو إنني لا اعتقد انه يجب على الشخص أن يكون واشيا ليمارس مهنته بحرية في الولاياتالمتحدة". في مسرحية "إتصالات مستر بيتر" (1999) وجه ميلر نقدا شديد اللهجة لأخلاقيات الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعندما تم توجيه سؤال اليه عن كيفية إحتفاظه بصفات الثائر الأخلاقي وهو بعمر ال84 ، قال ميلر: لا أشعر بأنني بريء بما فيه الكفاية إلى درجة إعفاء نفسي من شتم الآخرين، وعلى أية حال إن المرء كلما كبر في السن يضحك مع نفسه ساخراً من كل شيء.. وكان يقول: لاحظ هذه المناظر الهستيرية حول الإجهاض، بحيث أن من يستمع إلى ساستنا وهم يتحدثون عنه سيعتقد بأن المشكلة الجوهرية للمواطن الأمريكي البسيط هي الإجهاض.. اللعنة.. ألا يريد هؤلاء النماذج من السياسيين إلا المتاجرة بنا..؟. لماذا وصل الحال إلى وجود الآلاف من أطفال أمريكا يعيشون تحت مستوى الفقر؟. ألا يوقظ هذا في الساسة الضمير؟.. إن المراقبين لم يكفوا عن التأسف والشكوى من أن هذا البلد يحتاج إلى استعادة وإنقاذ قيمه الأخلاقية.. ولكن السخرية تكمن أيضاً في أن هؤلاء المراقبون أنفسهم يشغلون حيزهم في هذه المنظومة التي تدمر قيمنا يوماً بعد يوم. إن غالبية الأمريكان يتعايشون مع الإحساس بأنه لا شئ يسير على ما يرام في حياتهم. وعلى الرغم من ذلك فهم يستيقظون في كل صباح وهم على يقين بأنهم سيحققون مبتغاهم هذا اليوم بشكل أو بآخر – هكذا قال عنهم ميلر- مضيفا: إن واحد من المبادئ الأخلاقية في هذا البلد هي التشبث بأية ومضة أمل مهما تكن صغيرة. في أوربا أعرف بأنه ثمة ما هو أكثر يأساً وتشكياً، يشعر المرء بأنه داخل كاتدرائية قديمة ويعتقد بأن التاريخ قد مضى. الأمريكي على العكس من ذلك، فهو يعتقد بأن كل شئ يمكن تغييره، أي مثلاً: لا يعجبك هذا البيت؟ حسناً. اهدمه وابنِ بيتاً جديداً غيره. وينتقد ميللر السياسة الأمريكية بقوله: بعد موت الاشتراكية بقيت الرأسمالية الأمريكية وكأنها الوحيدة للاقتناع والإقتداء. ولكن: ما الذي سيحدث مع نظام لم يعد يمتلك خصوماً ومعارضين؟. لابد أنه سيسمن بشكل رهيب ويبدأ بارتكاب أخطاء فادحة لأنه لا وجود لأي منافس له. فحتى أعوام الثمانينات كان العالم جالساً على كرسي بثلاث قوائم هي: أمريكا، روسيا والصين. أما الآن فإن العالم يجد نفسه جالساً على كرسي بقائمة واحدة هي أمريكا. فإلى متى يستطيع أحد أن يبقى جالساً على كرسي بقائمة واحدة؟. يرفض إسرائيل لم يكن ميللر يهودياً متديناً في بداية حياته، أما حين تزوج مارلين مونرو فقد قابلها بحاخام يهودي لمدة ساعتين ونصف تحولت بعدهم إلى اليهودية. ويروي د. عبد الوهاب المسيري مؤلف أشهر الموسوعات عن الصهيونية عن "ميللر" في مقال له في مجلة التايمز اللندنية (3 يوليو 2003) يقول: إنه عند إعلان الدولة الصهيونية عام 1948، تصور ميلر أن ذلك الحدث السياسي يشبه أحداث العهد القديم، واهتزت مشاعره بعنف، ولكنه تنبه بعد ذلك إلى أن أبطال هذا الحدث بشر عاديون، تجد من بينهم سائقي الحافلات ورجال الشرطة والكناسين والقضاة والمجرمين ونجمات السينما والنجارين ووزراء الخارجية. وبعبارةٍ أخرى، فإن "ميللر" يعترف بأنه أخطأ في تصنيف دولة إسرائيل ولم يستطع التمييز بين الدولة اليهودية ودولة اليهود. فالدولة اليهودية، كما تصورها، لا تنتمي إلى التاريخ لأنها خرجت من صفحات الكتب المقدسة، أما دولة اليهود فتخضع للقوانين التاريخية التي تنطبق على الظواهر المماثلة. وحينما راجع "ميلر" حساباته، صنف الدولة الصهيونية التصنيف الصحيح، وسجل احتجاجه عليها . وقد فكر ميللر في رفض جائزة القدس ولكنه قبِلها بعدما أرسل شريط فيديو ينتقد فيه سياسة الإستيطان وقتل المدنيين قائلاً : "ان قمع الفلسطينيين والمستوطنات في الضفة الغربية خيانة لمثل التوراة العادلة التي ألهمت تأسيس دولة إسرائيل". آرثر ميللر ودعا إلى قيام دولة فلسطينية وقال "ان ما بقي من الحلم بمجتمع تقدمي مسالم في 1948 هو الضد تماماً: مجتمع مسلح يائس على خلاف مع جيرانه والعالم" . ورفض أن يتسلم الجائزة من رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون أو أحد وزرائه، قائلاً إن سياستهم لا تستحق أي احترام. وأضاف ميلر في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن لجنة الجائزة أوضحت له أنها جائزة تقديرية من المثقفين ورجال الفكر الإسرائيليين لذلك وافق على الحصول عليها. لكنّه يرفض تسلّمها من رموز السلطة! وأشار إلى أن "دولة إسرائيل بقيادة شارون تفقد تقدير العقلاء في العالم، ما يعرض مكانتها للخطر"، معرباً عن اشمئزازه من تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين. وطالب ميللر إسرائيل بإخلاء المستوطنات واللجوء إلى خيار السلام والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. ويشار إلى أن ميللر حصل على الجائزة المذكورة "تقديراً لعمله في توسيع نطاق الدراما وملاءمتها مع الحياة العصرية والوعي الحديث وكسر حاجز اللغة الإنجليزية، وتحوله إلى جزء لا يتجزأ من ثقافات الشعوب الأخرى التي تبنت أعماله". يذكر ان يهودية ميللر لم تظهر في كتاباته عدا مسرحية "بعد السقوط" التى تناولت الهولوكوست ومعاداة السامية وروايته الوحيدة "التركيز". إبداعات ادبية "إن فن الكتابة المسرحية يكمن بشكل جوهري في طبيعة التعامل مع الزمن، يجب أن يكون كل شيء مركزا". أنتج ميللر الكثير من الأعمال في جميع فروع الكتابة بدءاً من المسرح حتى كتابة المقال وكان أغزر إنتاجاً في المسرح وتنوعت كتاباته بين المسرحيات والروايات والقصص القصيرة والمقالات والشعر والنثر ومن أعماله: الرجل المحظوظ، التركيز، جميع أبنائي، موت بائع متجول، عدو الشعب، نظرة من الجسر، سيئو الحظ، بعد السقوط، حادثة في فيشي، وغيرها من الأعمال. بزغ نجم آرثر ميللر بمسرحية "كلهم أبنائي" عام 1947 والتى تدور حول صاحب مصنع قام ببيع قطع غيار محركات طائرات معطوبة للجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية. مسرحية المحنة تم إفتتاح مسرحيته "المحنة" في برودواى في 22 يناير 1953 وهى أكثر أعمال ميللر إنتاجاً كمسرحيات أو أفلام وفيها يربط ميللر بين الحرب الباردة والمكارثية وبين محاكمة سحرة سالم وهي تعالج موضوع معاقبة السحر والشعوذة في إحدى مدن أمريكا وهى مدينة سالم بولاية ماساشوستس ضد حملة لجنة تحقيق النشاط المعادي لأمريكا. استبعد ميللر من الحياة الثقافية الأمريكية عقب الحملة "الأدبية" الشهيرة التي شنت عليه في عام 1972 عندما كتب مسرحيته "خلق العالم وأعمال أخرى" وتدور المسرحية حول فكرة الصراع بين الخير والشر بطريقة كوميدية من خلال قصة حواء وآدم وقد توقفت هذه المسرحية عن العرض بعد عشرين ليلة. آخر مسرحيات ميللر كانت دراما كوميدية بعنوان "إنهاء الصورة" وهذه المسرحية هى توثيق للوقت الذي قضاه ميللر ومونرو في تصوير فيلم "سيئو الحظ" عام 1961 في مسرحياته الأخيرة كان ميللر يطرح وجهة نظره حول المستقبل السياسي للولايات المتحدة حيث كان ميللر يعتقد بأن السياسة في بلده تدار من قبل أصحاب رؤوس الأموال وليس السياسيين. تحول الكثير من كتابات آرثر ميللر إلى أفلام سينيمائية أو حلقات تليفزيونية منها مسرحيته "كلهم أبنائي"، مسرحية "المحنة"، وغيرها من الأعمال الأخري. في 1 مايو 2002 حصل على لقب رائد الدراما الحديثة من أسبانيا وفي العام التالي حصل على جائزة القدس. توفي أرثر ميللر عن عمر ناهز 89 عاماً بسكتة قلبية بعد معاناة مع مرض السرطان وأمراض القلب والرئتين في 10 فبراير 2005، وقد كتب ميللر سيرته الذاتية في كتاب أسماه "منعطفات زمنية". وبرغم شهرته ونجاحه كان يقول: إنه كان يتدبر أموره الحياتية بصعوبة، كسائر البشر، وخاصة في السنوات الأخيرة بسبب عزلته في منزله في (كونتيكيت) حيث كان يعيش مع زوجته الثالثة "إينجي موراث"، يزرع الطماطم ويصنع قطع الأثاث والحلي من الخشب.