ألقى المعماري الفرنسي تيري جراندين، ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الاسلامية، محاضرة بالانجليزية بعنوان "قلعة حلب" بمركز الميدان الثقافي، ادارها بدر احمد البعيجان رئيس اللجنة التأسيسية لاصدقاء الدار. ووفقا لصحيفة "القبس" الكويتية أوضح جراندين اهمية عمارة قلعة حلب من الناحيتين التاريخية والمعمارية، فهي تعد نموذجا رائعا للعمارة الحربية في الشرق الاوسط. ويؤرخ المعبد الموجود بالتل للحضور الانساني منذ بداية الالفية الثالثة ق. م، بينما تؤرخ معظم الابنية الموجودة حاليا في العهد الايوبي، وتحمل القلعة دلائل تعاقب فترات تاريخية متعددة. واستعرض المحاضر الطبوغرافيا التاريخية للتل الذي تحتله القلعة، وعرض خصائص هذه الفترات المختلفة: اولها الفترة القديمة ومحراب اله العواصف ثم ما كانت عليه برويا (حاليا في بلغاريا) زمن سيليقوس نيكاتور ودورها في الاقليم الروماني. واوضح جراندين ان القلعة بلغت ذروة اهميتها خلال العصر الايوبي خاصة في عهد السلطان الملك الظاهر غازي، الذي امر باعادة تحصين حلب حتى صارت معقلا استراتيجيا قويا. ولم تقتصر القلعة على كونها حصنا منيعا، بل كانت ايضا سكنا فخما للبلاط الايوبي. وتناول المرحلة المملوكية من تاريخ القلعة، موضحا انه عقب انتصار السلطان بيبرس على المغول حكم المماليك سوريا من عاصمتهم في القاهرة. ولكن على الرغم من التحصينات المتوالية على الحدود الشمالية لدولتهم استطاعت جيوش العثمانيين الاستيلاء على سوريا في 1516، عندئذ اصبحت حلب في قلب الدولة، ولم تعد هناك تهديدات من العدو الخارجي مما اضعف من اهمية القلعة. وانهى المحاضر حديثه بتناول مرحلة الوجود الاستعماري بسوريا وكيف نظمت فرنسا اول بعثة تنقيب وترميم للقلعة، وكيف استمرت هذه المهمة بعد استقلال سوريا.