سعر الذهب عيار 21 الآن في بداية تعاملات اليوم الإثنين 29 أبريل 2024    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 29 أبريل    انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا    مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل    كاف يحسم منافس الزمالك بنهائي الكونفدرالية بعد انسحاب اتحاد العاصمة    أخبار مصر: حواس يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة، وفد حماس في القاهرة لحسم الهدنة، حقيقة رفض شيكابالا لعب مباراة دريمز، السديس يطلب وجبة إندومي    صحيفة بريطانية تكشف تطورات جديدة في أزمة محمد صلاح وكلوب    صحة قنا: خروج 9 مصابين بعد تلقيهم العلاج في واقعة تسرب غاز الكلور    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    عم باسم خندقجي يكشف أصعب محطات في حياته: توفي والده دون توديعه (خاص)    عمر عبد الحليم ل«بين السطور»: فيلم «السرب» أثر في وجداني ولن أنساه طيلة حياتي    أدعية للحفظ من الحسد وفك الكرب والهم.. رددها لتحصين نفسك    السعودية تصدر بيانا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    الأعاصير تتسبب في مقتل أربعة أشخاص بولاية أوكلاهوما الأمريكية    اسقاط 5 طائرات جوية بدون طيار فوق البحر الأحمر    شبانة: الزمالك يحتاج للتتويج ببطولة تشعر لاعبيه بجماهيرية النادي وحجم الانتصارات    المؤتمر الدولي للنشر العربي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 بالمصانع بعد التحديث الأخير    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    تكلف 3 ملايين دولار.. تفاصيل حفل زفاف الملياردير الهندي في الأهرامات    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    مواعيد مباريات اي سي ميلان المتبقية في الدوري الإيطالي 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلب الشهباء .. عروس ازدانت في عرسها الثقافي
نشر في محيط يوم 15 - 07 - 2007


عروس ازدانت لعرسها الثقافي
حلب هي فيروز في الصباح .. "سيرة الحب" في ليلٍ شاميٍ طويل .. موالٍ شجي عتيق على أنغام قدٍ حلبي .. حلب هي خوف صبية عائدة إلى البيت في مساء متأخر، حب مراهق لبنت الجيران، وجوه الناس التي ألفناها وقصص البيوت التي تناقلناها، هي النميمة في صبحية "نسوان"، و"قعدة" رجالية في مقهى بين طاولة الزهر وعبق الدخان..
حلب هي جلسة حول "بحرة" في دار قديم تجمعنا "قرقعة أرجيلة وهي ترسم تنهيدة ألم في الهواء، هي عدوى الضحك على طرفة "بايخة" تنتشر بين الأصحاب وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا بالمكان ولا بالزمان.. لأنها حلب : لابد إذاً من زيارتها لا بد من التعرف على مكنوناتها الحضارية والثقافية والتاريخية .
محيط : هاني ضوَّه
مرت سوريا بحوادث تاريخية عديدة، وحوت العديد من الآثار التي يفوح منها عبق التاريخ والحضارة الإسلامية، وضمت في أرجائها شخصيات أثرت في تاريخ العالم الإسلامي في حقبة من الزمان، فكانت جديرة بحق لأن تكون إحدى مدنها وهي مدينة حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1427 ه/ 2006م، ويمثل هذا الحدث فرصة جيدة للتعريف بآثارها وإبداعات أهلها وحضارتها الزاهية على امتداد أكثر من عشرة آلاف سنة، فهذه المدينة العريقة تعدّ من أعرق الحواضر في العالم، بل يمكن القول بكل ثقة إنها أقدم المدن التي مازالت قائمة حتى اليوم، وتتنافس بذلك مع مدينة دمشق التاريخية، ولكن حلب تتميز عنها بحجارتها الصلدة التي عرف الإنسان الحلبي كيف يستخدمها ويشذّبها ويجعلها قادرة على مقاومة عاديات الزمان والاحتفاظ بخطوطها ومعالمها الأولى منذ الألف الثالث قبل الميلاد، في حين اندثرت مراكز مدن وممالك وحواضر كثيرة كانت معروفة في العالم القديم، وبقيت حلب صامدة، شاهدة على تاريخ موغل في القدم وصلة الوصل بين حضارات وحقب عديدة وعناصر حضارية وفنية قلّ وجودها في أي مكان من العالم .. مدارسها منشآت علمية كان يأوي إليها طلاب العلم والمعرفة من شتى أصقاع العالم، وضمن حديثنا سوف نتوقف عند أحد أهم معالمها الأثرية الشاهدة على حضارتها وجمال وروعة عمارتها، ونعني بذلك مدارسها الأثرية العديدة التي كانت في العصور والعهود العربية الإسلامية الزاهية، منشآت علمية يأوي إليها طلاب العلم والمعرفة من شتى البقاع.
حلب وكيف كانت البداية ؟
على ضفة نهر كان يضج بالحركة والحيوية ويتدفق خصباً وخيراً، وفي عهد مغرق في القدم، اختارت جماعة ساميّة موقعا لسكنها، وفي هذا الموقع بدأت الحياة، بدأت الزراعة في الأرض الخصبة، وقام السكان بحفر كهوف في مرتفعات الموقع لتشكل هذه الكهوف أول تجمع سكاني إنساني في الجنوب الغربي من مدينة حلب الحالية؛ ثم لم تلبث تلك الجماعة أن تركت الكهوف بعد أن ازداد عددها لتبحث عن مكان أرحب، فاتجهت شمالا مقتربة أكثر فأكثر من النهر متخذة بيوتاً في مكان (تلة السودا)، وانتقلت الجماعة الساميّة بعد أن استوطنت ذلك التل سنوات طويلة إلى مكان مرتفع آخر قريب جداً من قويق هو حي ( العقبة ) حالياً, فنشأ تجمع في هذا الموقع, تجمع غداً ذات يوم عاصمة مملكة يمحاض، ثم غدا مدينة حلب التي نعرفها اليوم .

تقع مدينة حلب في الجزء الشمالي من القطر العربي السوري، وتبلغ مساحتها 16142كم مربع وعدد سكانها 3.283.000 نسمة، وترتفع عن سطح البحر 370 متراً، وهي ذات مناخ جاف، لطيف في الربيع، معتدل في الخريف، حار في الصيف، وبارد في الشتاء، كانت في القديم قاعدة لجند قنسرين، اتخذها المسلمون مركزاً لصد هجمات الروم وخاصة أيام الأمير سيف الدولة الحمداني، فقد كانت مقراً له، قصده فيها كبار الشعراء والعلماء، فكانت مركزاً ثقافياً مهماً، كما كانت مركزاً تجارياً ذا شأن، وخاصة قبل شق قناة السويس.
خريطة-حلب
اشتُهرت بمسجدها الأموي الكبير، الذي يُعَدُّ من أكبر جوامع المدينة التي تحوي ما يقارب ألف جامع ومسجد، وقد بُني هذا الجامع في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، ويتميز بمنارته الجميلة والمربعة الشكل، ومنبره الرائع المصنوع من خشب الأبنوس، والمطعّم بالعاج، ومحرابه المصنوع من الحجر الأصفر، والمزين بالمقرنصات، وأروقته المتناظرة المتناسقة.
خرج منها الكثير من العلماء والشعراء والأدباء، أمثال: ابن العديم المؤرخ صاحب كتاب (زبدة الحلب في تاريخ حلب) وابن الشحنة المؤرخ صاحب كتاب (الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب) وكبار الشعراء أمثال: المتنبي والبحتري وأبي فراس وغيرهم.
توالت الحضارات المختلفة على هذه المنطقة (السومرية - العمورية - الكنعانية - الفارسية - المقدونية - الآرامية - السلجوقية - الرومانية - البيزنطية) تاركة بصماتها في الآثار الموجودة في العديد من مدنها الميّتة وتلالها الأثرية المتوزعة في المحافظة، وفي عام 636م، فتحها العرب المسلمون بقيادة الصحابي الجليل أبي عبيدة الجراح، والبطل العظيم خالد بن الوليد، رضي الله عنهما، ثم دخلت تحت حكم الدولة الأموية، وبعد انهيار الحكم الأموي، أصبحت حلب خاضعة للحكم العباسي، ثم للحكم الإخشيدي، وبذلك تعد مدينة حلب متحفاً كبيراً للحضارات المتعاقبة منذ القدم وصولاً إلى الحضارة العربية الإسلامية، فهي من المدن الفريدة التي تتجمع فيها النقوش الأثرية والمعالم الحضارية التي توضح بشكل متصل تاريخ العمارة والفنون عبر العصور.
حلب الشهباء وأصل التسمية
يقال إن مدينة حلب سميت باسم بانيها الأول, وهو حلب بن مهر بن خاب، وقيل إنها سميت بقول العرب: (إبراهيم حَلَبَ الشهباء) حينما كان سيدنا إبراهيم خليل الرحمن مقيماً في تل القلعة، يحلب كل يوم بقرة له شهباء ويوزع لبنها على العرب المخيمين جواره. وهذه هي التسمية الغالبة, فكثيراً ما يروي الحلبيون حكاية تناقلوها عبر الأجيال تفيد بأن سيدنا إبراهيم الخليل لدى مكوثه في حلب في طريقه من (أور) التي نزح عنها متوجها إلى بلاد كنعان ( فلسطين ) استقر في أحد مرتفعات المدينة وكان لديه بقرة شهباء اللون يحلبها كل صباح ليطعم الآهلين الذين يستبشرون بأنه "حلب الشهباء"، وبعد ذلك قامت المدينة التي حملت الاسم .
حلب عبر العصور الإسلامية
فتح المسلمون حلب في سنة 636م بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد – رضي الله عنهما - وازدهرت حلب في العصر الأموي والعصر العباسي، وحكمها في القرن 4ه/10م بنو حمدان، وبلغت ذروة مجدها في أيام سيف الدولة الحمداني، وكان له فضل كبير في قيادة الحروب التي دارت رحاها بين المسلمين والروم، وقد غزا هؤلاء في عقر ديارهم، في قلب الأناضول، ولكنه غلب على أمره أخيراً، واستطاع نيقفور فوكاس غزو حلب، فخربها تخريبًا شنيعًا وإن لم يتمكن من قلعتها، وقاد كثيرًا من سكانها أسرى حينما غادرها، ثم عاد إليها سيف الدولة فرمَّمها وأسكن بها سكان قنسرين عوضًا عن سكانها الأصليين الذين أسرهم الروم، وكان سيف الدولة يكرم الشعراء والكتاب والعلماء، ومن أشهرهم الشاعر أبو فراس الحمداني وأبو الطيب المتنبي.
ثم تناوب الحكم على حلب العبيديون في سنة 406ه/ 1015م والمراداسيون سنة 415ه/ 1024م، والسلجوقيون سنة 475ه/ 1086م، وحين زحف الصليبيون على سوريا واستولوا على أنطاكية سنة 492ه/ 1098م سعى رضوان أمير حلب السلوجقي، مع سائر الأمراء المسلمين إلى استعادة أنطاكية فلم يفلح، وقد حاصر الصليبيون حلب مراراً وفرضوا الجزية عليها، ثم استعان الحلبيون بعماد الدين بن زنكي أمير الموصل الذي قبل اعتلاء عرش حلب، ونجت هذه في عهده من الكابوس الصليبي، وخلف نور الدين محمود والده وتكاثرت انتصارات المسلمين على الصليبيين وتمكن جيوش حلب من أسر كثير من رؤوس الصليبيين والروم ومن بينهم بووان الثاني ملك القدس، ورينودي شاتيون أمير أنطاكية، وجوسلان كونت اديسا (الرها - اروفه).
وحكم حلب بعد وفاة نور الدين ابنه، ثم آلت إلى صلاح الدين الأيوبي الذي وضع أخاه حاكماً عليها، ثم أعطاها إلى ابنه الملك الظاهر غازي، وكان هذا من أعظم ملوكها ومصلحيها، فقد رمَّم أسوارها وحصَّن قلعتها وجعلها مركزاً له ولبلاطه، وخلف الملك الظاهر ابنه الملك العزيز ثم الملك الناصر الثاني يوسف، وقد استولى المغول في عهد الأخير على حلب بقيادة هولاكو وذلك سنة 658ه/1260م، وقد أحرقها هذا وسبى سكانها وتمكن من قلعتها بعد حصارها ووعده باحترامها واحترام من فيها، ولكنه قتل حماتها وخربها.
وخرج المغول من حلب بعد انتصارات المماليك عليهم في عين جالوت وحمص، ورمم الملك الأشرف قلاوون المدينة والقلعة، وما لبث المغول أن عادوا إلى حلب واحتلوها في عهد تيمورلنك سنة 804ه/ 1401م، وهدموها وأحرقوها ودمروها من جديد، ولكنهم لم يمكثوا فيها طويلاً، فعاد إليها المماليك ورمموها وظلوا فيها إلى عام 922ه/ 1516م.
ودخلت حلب في حوزة العثمانيين بعد معركة مرج دابق – شمال حلب – وظلت خاضعة للعثمانيين حتى سنة 1247ه/1831م، حيث استولى عليها إبراهيم باشا بن محمد علي باشا والي مصر، وظلت خاضعة للحكم المصري حتى عام 1256ه/1840م، وعاد إليها العثمانيون من جديد بمعونة إلى الدول الأوروبية وعلى رأسها إنجلترا وروسيا والنمسا وظلوا فيها إلى آخر الحرب العالمية الأولى، وحينئذ دخلت في حكم الأمير فيصل بمساعدة الحلفاء، ثم خضعت مع المدن السورية للحكم الفرنسي منذ عام 1920م حتى عام 1946م وقد كانت هذه الفترة مليئة بالثورات والانتفاضات التي انتهت جميعا بالاستقلال والخلاص من كل حكم أجنبي ، حتى نالت سوريا استقلالها.
مساجد ومدارس حلب
جامع حلب الكبير:
بُنِي جامع حلب الكبير في العهد الأموي على هيئة جامع دمشق في أيام الخليفة سليمان بن عبد الملك، ثم تهدم أكثر من مرة، كانت الأولى حين غزا الإمبراطور "نقفور فوكاس" مدينة حلب وخربها، والأخيرة كانت على يد تيمورلنك، وجدد في العهد المملوكي، وأقدم شيء فيه مئذنته الرائعة شيدت في عام 1090م، ويشتهر أيضاً بمنبره الخشبي المصنوع من خشب الأبنوس المطعم بالعاج، صنع في أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون في القرن 8ه/ 14م .

لمسجد الأموي الكبير بحلب
أو (جامع النبي زكريا) بناه الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك على غرار الجامع الأموي في دمشق، وقد تم بناؤه على حديقة الكنيسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين إمبراطور بيزنطة، والمعروفة الآن بالمدرسة الحلوية، يتألف الجامع من ثلاثة أروقة وأربعة أبواب، وفي صحنه بئران ومئذنة مربعة الشكل تمثل رائعة من روائع العمارة العربية الإسلامية، وعليها كتابات بالخطين الكوفي المورق، والثلثي المزخرف .
أما المنبر الخشبي في الجامع فيعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، وهو مزخزف ومرصع بالعاج وخشب الأبنوس، وفي قبلة الجامع محاريب ثلاثة، وعلى يسار المحراب الحجرة النبوية وفيها مقام النبي زكريا عليه السلام حيث تفوح رائحة المسك .
جامع العدلية
وهو أقدم جامع عثماني في حلب, وهو مزركش بقطع السيراميك الملون ذو الطراز العثماني، وفي حلب كثير من المساجد أهمها جامع الأطروش وهو من العهد المملوكي، ثم جامع الخسروية وجامع العادية والبهرمية وهي من العهد العثماني، جامع التوته، والمهمندار.
الأسوار والقلاع
ما تزال مدينة حلب تحتفظ كأكثر مدن الشرق بجزء من أسوارها الحصينة وعدد من بواباتها الضخمة، وقد تهدم سورها مرات خلال الغزوات التي اجتاحت المدينة في أيام الروم والتتار ثم أعيد ترميمه، وما يشاهد منه اليوم يرجع إلى العهدين الأيوبي والمملوكي، وأهم أبواب السور الباقية : باب النصر، وباب الحديد، وباب أنطاكية - وباب قنسرين .
قلعة حلب

تعَد قلعة حلب معلماً سياحياً من أجمل المعالم الأثرية في مدينة حلب السورية، لما تحمله من طابع معماري فريد وهي من أقدم القلاع في العالم الإسلامي وأكبرها، وتنتصب فوق رابية تتوسط مدينة حلب.ويقال أنه تم فتح القلعة بمحاولة عدد من الفدائيين العرب الذين تخفّوا بجلد الماعز، فبدوا كقطيعاً يقضم العشب من سفح الرابية، وكان الروم في احتفال وسكر ونشوة، فقتل الفدائيون حامية البوابة، وفتحوا الأبواب بعد إشعال النيران علامة من المهاجمين الذين دخلوا القلعة، وأجلوا من فيها من جند وسكان .
قلعة حلب
واستقر الحكم العربي الإسلامي منذ ذلك الوقت في حلب وقلعتها المنيعة التي صدت هجوم الروم والمغول والتتار، وكان أول من استعملها سيف الدولة الحمداني ثم المرداسيون وبعدهم آل سنقر ثم رضوان بن تتش أصلح فيها، ولكن الأيوبيين هم بناتها كما هي اليوم.
قلعة نجم
وهي قلعة عربية تقع فوق تل بجوار نهر الفرات, سورها مبني بآجر على الطراز الذي كان شائعاً أيام صلاح الدين, حيث يوجد فوق المدخل مخطوطات باللغة العربية تتحدث عن القلعة, ويؤدي الممر الرئيسي المقنطر إلى الغرف الموجودة على كل جانب, التي تتوزع القلعة فوقها , كما تضم القلعة إيواناً ومسجداً .
مدارس حلب علم وتاريخ
ويوجد عدة مدارس قديمة في حلب , من بينها :
المدرسة الخسروفية :
أو (المدرسة الخسروية) هي أول مدرسة بنيت في العصر العثماني، وضمت مسجداً ومدرسة، بنيت المدرسة الخسروفية في زمن والي حلب خسرو باشا عام (951ه)، وتحتل اليوم هذه المدرسة المرتبة الأولى في العالم الإسلامي من حيث الخريجين، وهي تضم جميع المدارس الشرعية والمعهد الشرعي في مدينة حلب.
مدرسة الفراديس :
هي أحد أجمل المباني الدينية في حلب حيث تستطيع أن ترى السماء منعكسة في ماء البركة في الوسط, ويوجد قبور لبعض المماليك في غرفة ذات قبتين .
المدرسة الشاذبختية :
أنشأها الأمير جمال الدين شاذ بخت الهندي الأثايكي، وذلك تلبية لأمر نور الدين محمود سنة 589ه/ 1193م، وتقع المدرسة في السوق المعروفة باسم سوق العزب، وهي تعرف حالياً باسم جامع المعروف.
المدرسة الجوانية (السلطانية) :
من المدارس ذات الإيوانين بحلب المدرسة الجوانية أو السلطانية التي بدأ في تأسيسها الملك الظاهر بن صلاح الدين، إلا أنه تُوُفِّي سنة 613ه قبل إتمامها، وبقيت مدة بعد وفاته حتى شرع في تكملتها شهاب الدين طغرل أتابك الملك العزيز فعمرها وأكملها سنة 620ه/ 1223م، وقد كانت مدرسة مشتركة فقد خصصت لتدريس المذهبين الشافعي والحنفي.
المدرسة الكواكبية :
عزم أحد رجال بني الكواكبي وهو " أحمد بن أبي السعود الكواكبي المولود في حلب سنة 1130 ه / 1718 م والمتوفى في 21 شعبان 1197ه / 22 يونيو 1782م على إنشاء مدرسة لتعليم اللغة العربية وكافة العلوم لا تتعارض مع الحظر الرسمي لتعليم العربية بطريقة خصصها فيها بالأسرة الكواكبي فأسماها "مدرسة الكواكبي"، وكان آخر من درس فيها ودَرّس هو "عبد الرحمن الكواكبي".
أبواب حلب
ولحلب تسعة أبواب بعضها مازال قائماً وهي :
باب النيرب وباب الأحمر:
أنشأهما المماليك ولكنهما اندثرا الآن.
باب قنسرين :
ويقع في الجنوب، وهو يعود إلى الحمدانيين وجدده الناصر يوسف الثاني 654ه/1256م، ودعمه بطاحونة وأفران ومعصرة وصهاريج وثكنة عسكرية؛ ثم قام المماليك بترميمات لاحقة.

باب المقام :
سمي بالمقام لأنه يؤدي إلى مقام الصالحين جنوبي حلب، أنشأه أولاً الملك الظاهر غازي وجدد أيام برسباي، ثم أيام قايتباي سنة 898ه/1493م، وهو يتألف من ثلاثة مداخل عرض الأوسط 4م وعرض البابين الأماميين 2م.
باب الحديد :
وكان يسمى باب القناة وباب بان قوسها لأنه كان يستطيع الشخص الذي يقف خلفه أن يرى الأقواس التي خلفه مباشرة، وأنشأه الملك الظاهر غازي ورمم عام 917ه/1510م.
باب النصر:
أنشأه الملك الظاهر غازي 612 ه/1215م وعليه كتابات تؤكد تاريخه ويضم مقامين واحد لأبي العباس والثاني للخضر.
باب الفرج :
أنشأه الملك الظاهر غازي باسم باب الفراديس، ولقد هدم سنة 1904، وكان المماليك قد رمموه تباعاً.
باب الجنان :
لم يبق منه إلا البرج الجنوبي ويعود تجديده إلى عام 918ه/1513م أيام قانصوه الغوري.
وباب أنطاكية :
ويقع في السور الغربي للمدينة ويؤدي إلى أنطاكية، وهو قديم يتألف من برجين بارزين ويقوم الباب بينهما، وهو من الحجارة الضخمة، أنشئ عام 407ه/1016م ثم جدد عام 792ه/1389م في عصر السلطان المملوكي برقوق.
خانات حلب ومستشفياتها
ولأننا نتكلم عن حلب ممر القوافل التجارية الواقعة على طريق الحرير، كان لا بد لنا من الحديث عن بعض أسواقها وخاناتها التي كان يؤمها المسافرون للراحة من عناء السفر الطويل، فتأتي أسواق حلب القديمة المغطاة التي تمتد أكثر من عشرة كيلو مترات في طليعة أسواق المدن العربية والإسلامية من حيث جمالها واختلاطها بطابعها الأصلي ويعود أكثرها إلى القرنين الخامس والسادس عشر وتعتبر بحق متاحف شعبية حية، أما الخانات فيقع أكثرها في منطقة الأسواق باعتبارها كانت مخصصة لإقامة المسافرين من التجار.
ويتألف الخان من صحن واسع، تتوسطه بركة ماء، ومستودعات ومخازن وحوانيت مفتوحة على الصحن لإيداع البضائع، وفي الطوابق العليا غرف للسكن تقوم فوق المستودعات أو المخازن التجارية، ومما يميز الخانات هي واجهاتها ذوات المداخل العالية وأبوابها الخشبية الضخمة المقنطرة والمدعمة بالنحاس وغيره من المعادن,
وأهم خان في حلب هو ( خان الجمرك ) وقد بنى حاكم حلب( خان الصابون ) في بدايات القرن السادس عشر الميلادي, ويشد ( خان الوزير ) الأنظار الذي يضم نافذتين رائعتين والذي يعود إلى القرن السابع عشر أثناء الفترة العثمانية.
ومن الخانات الموجودة في حلب أيضاًُ ( خان النحاسين) و( خان البندقية ) و( خان العطارين ) و( خان العلبية ) و( خان الحرير)، وزاد عدد خانات حلب قديماً على مائة وخمسين خاناً منها (27) خاناً في أسواق المدينة.
وفي مدينة حلب عدد من المشافي البيمارستانات الإسلامية، تدل علي تطور حضاري وعلمي وعلي تطور معماري بآن ٍ معاً، وأشهرها بيمارستان الأرجوني ، ويعتبر هذا البيمارستان من آيات العمارة الإسلامية ويوجد الآن مشروع لإعادة ترميم وتأهيل هذه البيمارستانات.
هذا بالإضافة إلي العديد من الآثار من قصور بيوت قديمة وغيرها ومن أبرزها المطبخ العجمي وهو قصر قديم من القرن 6ه/12م، يقع إلى جوار خان الوزير بحلب، كما تضم مدينة حلب عدة بيوت عثمانية مشهورة بباحاتها الواسعة وكتاباتها المنقوشة وأسقفها المزخرفة, ومن تلك البيوت : بيت الغزالة القرن السابع عشر الميلادي، بيت رجب باشا (القرن السادس عشر الميلادي)، بيت أجمبش : (القرن الثامن عشر الميلادي)، بيت باصيل أو باسيل : (القرن الثامن عشر الميلادي)، وبيت جمبلاط ، ويوجد في حلب حوالي ست حمامات , وبني بعضها منذ أكثر من ثمانمائة عام، وحمام يلبغا النصر بنيت في القرن الرابع عشر وكانت قد رممتها وزارة السياحة وفتحتها أمام الناس عام 1985 م ومن بين أقدم الحمامات الموجودة في المدينة هي حمام النحاسين .
حلب وموسوعة جينس
وفي مدينة حلب أثران مسجلان في موسوعة جينس للأرقام القياسية، أولهما قلعتها التي يتجاوز عمرها تسعة آلاف سنة والأكبر مساحة بين القلاع إذ تمتد مساحتها علي (11) هكتاراً - (الهكتار = 10 آلاف متر مربع)- ، ومع الخندق المحيط بها تبلغ (20) هكتاراً، والأثر الثاني يكمن في أسواقها المسقوفة بالحجر حيث يبلغ عددها (39) سوقاً، مجموع أطوالها (15) كم. كما يحيط بمدينة حلب سور قديم فيه تسعة أبواب، وقد اشتهرت حلب بصناعاتها النسيجية والحرفية، كما اشتهرت كمحطة قوافل وتجارة، وفيها أُنشئت أول قنصلية إيطالية وفرنسية وبريطانية، لتسهيل أمور التجارة، واشتهرت في حلب فنون الطرب والغناء ولا زالت تحتفظ بلون القدود الحلبية الأصيل فيها، والذي يعتقد البعض أنه هاجر إلي الأندلس فتطور إلي الموشحات، ومن ثمّ عاد إليها بعد انهيار إمارات ملوك الطوائف.
الحياة الثقافية في حلب
اشتهرت الحياة الثقافية في مدينة حلب، حتي أنّ الشاعر الفرنسي الشهير لامارتين الذي عاش فيها ردحاً من الزمن دعاها أثينا الآسيوية إذ ارتفع عدد المطابع فيها بداية القرن المنصرم إلي (16) مطبعة ووصل إلي (38) في عام 1956، وأول صحيفة صدرت في حلب عام 1867باللغتين التركية والعربية، ثم أضيفت لها اللغة الأرمنية بعد العدد الخمسين. وقد تعاقب علي تحريرها عدد من الأسماء أهمهم المناضل عبد الرحمن الكواكبي، إلي أن ألغيت سنة 1916.
كما صدرت صحف حلب الشهباء الاعتدال جريدة العرب جريدة حلب، وخلال مرحلة الانتداب الفرنسي صدرت الصحف التالية الجهاد الشباب الميثاق الاتحاد الأهالي النذير التقدّم الوقت الحوادث وأخيراً برق الشام التي صدرت بالفرنسية وتحوّلت إلي العربية بعد الاستقلال، كما ظهرت لاحقاً صحف الميزان الوطن التربية الصباح النهضة الأمل المرأة رسالة العمال حتى جاءت قرارات تأميم الصحافة مطلع الستينات، فاقتصرت علي صحيفة محلية باسم الجماهير تصدر عن دار الوحدة التي تصدر صحيفة الثورة في دمشق، ومجموعة الصحف المحلية في المحافظات.
حلب في العصر الحديث
أما في العصر الحديث فقد احتضنت حلب أول مطبعة عربية في الشرق، وقد صدر في حلب ما بين نهاية القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين أكثر من مائة صحيفة، وتضم أقدم جمعية تاريخية في سورية هي «جمعية العاديات» التي أسسها المؤرخ الشيخ كامل الغزي عام 1924، كما تحتضن جامعتها المعهد العربي الوحيد للتراث العلمي العربي.
وإذا كانت حلب قد عرفت أسماء مهمة في الثقافة والفن عبر التاريخ حيث أمّ بلاط الأمير سيف الدولة كل من الفارابي فيلسوفاً، والمتنبي شاعراً، وابن جنّي نحوياً والصنوبري في علوم الطبيعة، والأصفهاني مؤرخاً، فإنها أنجبت أسماء لامعة في العصر الحديث كالشاعر عمر أبو ريشة والكاتب وليد إخلاصي والقاص فاضل السباعي والناقد عبد الرحمن قلعجي وصولاً إلي الفنانين التشكيليين لؤي كيالي فاتح المدرّس سعد يكن إضافة لأسماء لا تقل أهمية في عالم الطرب أمثال صبري مدلل وصباح فخري وخيري حمام والمطربتين فاتن وميادة الحناوي،
كذلك فرق التراث الشعبي وأهمها فرقة شيوخ سلاطين الطرب، وقد برز في حلب أعلام ومصلحون في العصر الحديث، ولعل سيرة المصلح عبدالرحمن الكواكبي تمثل نموذجاً لحال المثقف في حلب طيلة القرن العشرين، فلطالما كانت حلب موطن جذب واحتضان للعلماء والمثقفين عبر التاريخ .
شعر في حلب :
قال المتنبي :
لا أقمنا في مكان وإن طاب
ولا يمكن المكان الرحيل
كلما رحبت بنا الروض قلنا
حلب قصدنا وأنت السبيل
أبو العلاء المعري : ( أمه حلبية من بني سبيكة )
حلب للوارد جنة عدن
وهي للغادرين نار سعير
والعظيم العظيم يكبرفي
عينه منها قدر الصغير الصغير
أبو فراس الحمداني :
ففي حلب سلوتي
وعزي والمفخر
لقد طفت في الآفاق شرقا و مغربا
وقلبت طرفي بينها متقلبا
فلم أر كالشهباء في الأرض منزلا
ولا كقويق في المشارب مشربا
ابن أبي حصينة ( العهد المرداسي ) :
حلب هي الدنيا تلذ و طعمها طعمان شهد في المذاق و علقم
قد راقها صيد الملوك فما انثنوا إلا و نار في الحشا تتضرم
سعيد الحريري ( العهد الأيوبي ) :
حلب شامة الشام و قد زيدت جمالا بيوسف وجمالاً
من خواها مملكاً ملكا الأرض قتسارا سهولها والجبالا
كشاجم ( من شعراء سيف الدولة ) :
وما أمتعت جارها بلدة
كما أمتعت حلب جارها
الملك الناصر :
إذا حلب وافيتها حيّ أهلها
وقل لهم : مشتاقكم لم يهوّم
قسطاكي حمصي :
يا موطن الأدب الصحيح ومجمع الشيم الكريمة
أهلوك خير الناس أخلاقا وأصدقهم عزيمة
? وصف الرحالة والمستشرقين لحلب عبر القرون :
ياقوت الحموي ( معجم البلدان ) :
"إن الله خص حلب بالبركة وفضلها على جميع البلدان ".
عز الدين بن شداد :
"حلب أعظم البلاد جمالا وأفخرها زينة وجلالاً، مشهورة بالفخار، علية البناء والمنار، ظلها ضاف وماؤها صاف وسعدها واف، لم تزل منهلا لكل وارد وملجأ لكل قاصد، لم تر العين أجمل من بهائها ولا أطيب من هوائها ولا أظرف من أبنائها ".
ابن بطوطة :
"حلب من أعز البلاد التي لا نظير لها في حسن الوضع وإتقان الترتيب واتساع الأسواق وانتظام بعضها ببعض وأسواقها مسقفة بالخشب فأهلها دائما في ظل ممدود وقيسارتها التي لا تماثل حسناً وكبراً وهي تحيط بمسجدها وهي من المدن التي تصلح للخلافة ".
ابن جبير :
"حلب قدرها خطير وذكرها في كل مكان يطير، خطابها من الملوك كثير، ومحلها في النفوس أثير، فكم هاجت من كفاح وسلّ عليها من بيض الصفاح، هذه حلب كم أدخلت ملوكها في خبر كان، ونسخت صرف الزمان بالمكان .. هيهات سيهرم شباب ويعدم خطابها ويسرع فيما بعد حين خرابها".
جون الدرد ( القرن 16 م ) :
"حلب فيها من كل جنس ، فهناك اليهود والتتر والفرس والأرمن والمصريون والهنود وأنواع عدة من الأوربيين، والكل يتمتع بحرية العقيدة ".
الرحالة الفرنسي فولني ( القرن 18 ) :
قد تكون حلب أنظف مدينة في السلطنة العثمانية وأجملها بناء وألطفها عشرة وأصحاها مناخا والحلبيون هم أكثر أهل السلطنة تمدناً.
الرحالة الإنجليزي رامبلز 1858 :
حلب كأنها لندن الصغيرة لمن يقصدها بعد زيارته المدن الخراب والبادية الصحراوية فانه يجد فيها الراحة والانشراح وسكانها هادئون ومسالمون .
قنصل فرنسا في حلب لورانسز ( القرن 19 ) :
حلب من أجمل مدن السلطنة يحكمها باشا بثلاث شرابات، حلب تفضل القاهرة .. آه حقا حلب ملكة الشرق .
وأخيراً الرحالة "جرتلود بل" عن حلب (مطلع القرن العشرين) :
لا أعرف حتى الآن مدينة تعتبر بوابة للدخول إلى آسيا أفضل من مدينة حلب ذلك أن هذه المدينة تتميز برجولة مواطنيها، وبعظيم فنونها المعمارية ومحافظتها على روح وذوق التراث العربي مما جعلها تحظى بتقدير خاص دون سائر المدن السورية الأخرى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.