القدس المحتلة : في سياق ردود الفعل على نشر قناة "الجزيرة" القطرية وثائق حول سير المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، شكك الممثل الخاص للرباعية الدولية للشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في لقاء مع قناة "سي إن إن " الاخبارية الأمريكية بمصداقية الوثائق التي سربتها "الجزيرة" ، وقال إنه "لا يصدق" بأن رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس قد عرض بالفعل هذا الحجم من الأراضي على إسرائيل. وقال بلير: "فكرة أن تقوم القيادة الفلسطينية سرا بعرض تقديم امتيازات من هذا النوع بشكل يتعارض مع اتجاه المفاوضات الدولية المعلنة هي سخيفة." وأضاف: "لقد كنا ننظر على الدوام نحو القيادة الفلسطينية على أنها ربما متشددة كثيرا بالنسبة لنا في الدفاع عن المصالح الفلسطينية،" معتبرا أن هذه الحقائق تدفع للشك في مصداقية المعلومات المسربة. في غضون ذلك ، نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مصادر امنية قولها ان الرئيس الفلسطيني عباس يدفع الان شعبيا وسياسيا ثمن رفضه العودة للمفاوضات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت المصادر ان ما حدث خلال المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في عهد اولمرت هو تهريج كبير غير جدي وان السلطة حاولت خداع الطرف الاسرائيلي والحصول على تنازلات مقابل وعود لفظية بالسلام ودولة فلسطينية بجانب اسرائيل. واوضحت المصادر ان اسرائيل ترغب في شريك فلسطيني جدي وليس كما "عباس الكاذب" الذي يزعم انه مع السلام ولكنه لا يفعل شيئا ملموسا الا محاولة نزع الشرعية عن اسرائيل في المحافل الدولية. ونوهت المصادر الى تصريحات نتنياهو امام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسبوع الماضي بكشف حقيقة ابو مازن خلال اسابيع ليعرف العالم ان شخوص السلطة غير مؤهلة للتفاوض مع اسرائيل. واوضحت المصادر ان اجهزة الامن الاسرائيلية كانت على علم بنية "الجزيرة" نشر وثائق هامة عن تلك المفاوضات لكنها لم تدرك ان النشر سيتم بهذا الحجم الذي يهدد اركان السلطة الفلسطينية. وتابعت ان اسرائيل لا يمكنها الان التفاوض مع سلطة ضعيفة مكروهة شعبيا في الضفة ولا تسيطر على غزة فيما حماس تزداد صعودا وتاييدا في الاراضي الفلسطينية ويزداد دعمها عربيا واسلاميا. من جهتها نقلت صحيفة "هآرتس "عن مساعدين لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قولهم ان نشر الوثائق جاء في توقيت صحيح وانه يثبت ان التناقض في موقف عباس الذي وافق على ضم المستوطنات الى السيادة اليهودية في القدس بينما يرفض الان البدء في المفاوضات ويصر على وقف الاستيطان ما يدل على عدم جديته. وكانت قناة "الجزيرة" القطرية اطلقت الأحد الماضي 23 يناير/كانون الثاني موقع "كشف المستور" على شبكة الانترنت للكشف عن وثائق سرية بشأن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، مشيرة الى انها حصلت على 1600 وثيقة في6500 صفحة. وكشفت الوثائق عن تنازلات كبيرة قدمها المفاوض الفلسطيني لإسرائيل بشأن القدسالشرقيةالمحتلة وحق عودة اللاجئين . ووفقا لما جاء في تلك الوثائق ، فإن مطالب المفاوض الفلسطيني فيما يتعلق بحق العودة وصلت إلى حدود متدنية للغاية ، حيث أظهرت وثيقة تعود إلى عام 2007 أن الجانب الفلسطيني اقترح عودة 10 آلاف لاجيء سنويا ولمدة 10 سنوات . ورغم ما سبق ، إلا أن إسرائيل بحسب الوثيقة رفضت هذا الأمر واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت حينها عودة ألف لاجيء سنويا ولمدة 5 أعوام فقط ، إلا أنه بعد ذلك خرجت زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني لتؤكد أنه لا أحد في إسرائيل يدعم حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، قائلة: "عدد اللاجئين المسموح بعودتهم إلى أراضيهم داخل إسرائيل هو صفر ". وكشفت الوثيقة أيضا أن الهدف من محاولة تقليل أعداد اللاجئين العائدين هو تجنب وجود اكتظاظ سكاني مشابه لوضع غزة .وبالإضافة إلى ما سبق ، كشفت وثيقة سرية تعود إلى 2008 أيضا أن الجانب الفلسطيني استخدم حق العودة كورقة للمساومة وليس كقضية محورية بل وأكد أيضا اقتصار أي استفتاء بشأن مصير اللاجئين على الضفة الغربيةوالقدسوغزة دون أخذ رأي اللاجئين في الشتات . ورغم التنازلات السابقة إلا أنها قوبلت أيضا بالرفض من قبل تل أبيب التي سارعت لطرح "يهودية إسرائيل " للقضاء على حق العودة .