أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس ان الوثائق المزعومة التي تم تسريبها عن محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين تخلط عن عمد مواقف الجانبين. جاء ذلك بعد ان عرضت قناة الجزيرة الفضائية وثائق سربت اليها تشمل اكثر من عشرة أعوام من المحادثات السرية بين اسرائيل والفلسطينيين. وصرح عباس بأن المقصود هو الخلط مضيفا انهم عرضوا شيئا يقال انه فلسطيني وهو اسرائيلي. وأوضح انه ليس لدى السلطة الفلسطينية اي سر وهذا أمر تعرفه جميع الدول العربية مجتمعة ومنفردة. وأكد أن المحادثات جرت بشكل مفتوح.. وأظهرت الوثائق المسربة ان المفاوضين الفلسطينيين ابلغوا اسرائيل سرا ان بإمكانها الاحتفاظ بمساحات شاسعة من القدسالشرقيةالمحتلة. وتشير تلك الوثائق الى ان الفلسطينيين عرضوا تنازلات أكبر بكثير مما كشف عنه سابقا. وقالت قناة الجزيرة ان لديها وثائق اخرى ستنشرها قريبا تظهر ان الفلسطينيين كانوا مستعدين ايضا لتقديم تنازلات كبيرة بشأن القضية البالغة الحساسية المتعلقة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. وأظهرت التفاصيل المسربة لاجتماع عقد عام 2008 بين مسؤولين امريكيين وفلسطينيين وإسرائيليين ان المفاوض الفلسطيني البارز احمد قريع اقترح أن تضم اسرائيل كل المستوطنات في القدس باستثناء مستوطنة هار حوما (جبل أبو غنيم) في اطار اتفاق واسع لانهاء الصراع الدائر بين الجانبين منذ عشرات السنين. ونقلت الوثائق المسربة عن احمد قريع قوله ان هذه اول مرة في التاريخ يقدم الفلسطينيون مثل هذا الاقتراح. واضاف ان الفلسطينيين رفضوا تقديم مثل هذا التنازل خلال مفاوضات ترأسها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 2000. وقالت قناة الجزيرة ان نص ما دار في اجتماع 2008 هو وثيقة من بين حوالي 1600 وثيقة تتعلق بعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية حصلت عليها من مصادر مختلفة. وتشير الوثائق إلى ان إسرائيل لم تقدم شيئا مقابل هذه التنازلات ورفضت العرض قائلة انه غير كاف. وتقول اسرائيل دائما انها ستحتفظ بالكتل الاستيطانية الرئيسية حول القدس ولكن القيادة الفلسطينية انتهجت موقفا اكثر تشددا في تصريحاتها العلنية ولم تفصح قط انها مستعدة لتقديم مثل هذه الاراضي. وكان عباس قال الأسبوع الماضي إن مصير القدس ليس مطروحا للنقاش. وأوضح انه لا تفاوض على القدس لكنه أوضح ايضا ان القدسالغربية اسرائيلية ويمكن ان تكون عاصمة الدولة اليهودية. ورفض كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الوثائق المسربة بوصفها حفنة اكاذيب في تصريح له بعد فترة وجيزة من كشف الوثائق.. وشن ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هجوما على أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني على خلفية ما نشرته قناة الجزيرة من وثائق تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية. واتهم عبد ربه الجزيرة بتزييف الوثائق وتغيير النصوص واقتطاع كلمة من هنا وكلمة من هناك وبتركيب صور لأناس لا علاقة لهم بالمفاوضات لخدمة موقف القناة المسبق من هذه القضية.