محافظ المنيا يفتتح مجمع المواقف المطوّر بمدينة المنيا بتكلفة 11 مليون جنيه    وزير الخارجية يلتقي مع نظيره السوري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة    مستشار الرئيس الفلسطيني: الاعترافات الدولية بفلسطين صفعة لنتنياهو    كأس العالم تحت 20 سنة شهادة ميلاد لعدد كبير من النجوم مع منتخب مصر    تشكيل ريال مدريد المتوقع أمام أتلتيكو مدريد.. مبابي يقود الهجوم    الهجان ومروان والإخوان!    وزيرة التضامن تقرر مضاعفة المساعدات المالية لأسر ضحايا حادث مصنع المحلة    الوزير يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة لتخطيط مشروعات النقل    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يرتكب مجازر في النصيرات والزوايدة ومدينة غزة تحت النار    وكيل جهاز المخابرات الأسبق: تجاوزنا خلافات حماس بعد ثورة 30 يونيو لأن هدفنا كان أسمى    ارتفاع جديد.. أسعار الذهب اليوم في مصر تسجل قفزة قوية    اسعار الفاكهة اليوم السبت 27 سبتمبر 2025 فى أسواق الأقصر    الدوري الفرنسي.. موعد مباراة باريس سان جيرمان وأوكسير والقناة الناقلة    سيد عبد الحفيظ يتصدر تريند إكس بعد هجومه على مدحت شلبي    موعد مباراة نانت وتولوز عبر القناة الناقلة    مصلحة الطب الشرعي تطلق فعاليات المؤتمر الدولي السادس للعلوم الطبية الشرعية والذكاء الاصطناعي    الخطيب يستقر على ضم 3 وجوه جديدة لقائمته الانتخابية    المشدد 3 سنوات لعاطل أصاب طالبًا بعاهة مستديمة في المرج    من أول أكتوبر ولمدة 15 يومًا.. "الوطنية للصحافة" تفتح باب التقديم لجوائز الامتياز الصحفي    المطربة السورية لينا شاماميان: مصر الحاضنة الكبرى للفن العربي    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع ضد بيرنلي في الدوري الإنجليزي    لاعب الأهلي السابق: كنت قريبًا من العودة مرتين    مواعيد مباريات اليوم السبت في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    وزير الكهرباء يبحث مع «روسآتوم» تطورات مشروع محطة الضبعة النووية    بدء العد التنازلي...موعد التطبيق الشتوى 2025    رئيس جامعة كفر الشيخ يتفقد سير العملية التعليمية بالجامعة الأهلية    أجواء خريفية.. حالة الطقس اليوم السبت 27 سبتمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 9 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    وزير الخارجية يؤكد أهمية تعزيز التسويات المالية بالعملات المحلية بين دول «البريكس»    الصفدي يؤكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة    عاجل- شبكة قنوات ON تستضيف باسم يوسف في سلسلة حوارات عبر «كلمة أخيرة»    بعد شهر ونصف من زواجهما.. من هو أحمد جمال زوج رانيا يوسف؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-9-2025 في محافظة الأقصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 27-9-2025 في محافظة قنا    مصر تفوز بجائزة دولية من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لمكافحة السمنة    تفاصيل انطلاق مهرجان 100 مليون صحة الرياضي تحت مظلة وزارة الصحة    بتسجيل أكثر من مليون طالب.. مكتب تنسيق القبول بالجامعات ينهي أعماله بنجاح    مصرع عنصر شديد الخطورة وضبط نصف طن مخدرات ب136 مليون جنيه| صور    الإسكان: غدًا الموعد النهائي لحجز "سكن لكل المصريين 7"    مدبولي يوجه بالاهتمام بشكاوى واستغاثات المواطنين من ذوي الهمم    تنسيق أكثر من مليون طالب وطالبة للالتحاق بالعام الجامعي 2025/2026    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :هنيئا للأهل ببقطارس نجاحهم!?    ممدح حبيشي: المحتوى الأدبي في المناهج الدراسية لا يعبر عن التنوع والعمق للمشهد الأدبي ومنفر للطلاب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الصبر والصلاة !?    الرعاية الصحية: نقل خبرات روسيا في التكنولوجيا الحيوية والعلاج عن بُعد لمصر    غدا الأحد.. آخر موعد لسداد مبالغ جدية حجز مشروع سكن لكل المصريين 7    ماجد الكدوانى وغادة عادل وأبطال فيها إيه يعنى يحتفلون بالعرض الخاص الثلاثاء    الدكتور عباس شراقي يكشف عن موعد غلق بوابات مفيض سد النهضة    طبيب يحذر: الهيموجلوبين الطبيعي لا ينفي الإصابة بالأنيميا    مرشح لمنصب مهم، مفاجأة عن سر استقالة أشرف زكي بشكل مفاجئ    مباحث البحيرة تنقذ تلميذًا من أيدي خاطفيه خلال ساعات.. والمتهم نجل عم والده    الاتحاد الأوروبي يعتمد خطة لإنشاء "جدار مضاد للمسيرات" لحماية المجال الجوي    وزير الخارجية يلتقي الجالية المصرية في نيويورك    أقوى رجل فى العالم يستعد اليوم لجر باخرة تزن 700 طن بأسنانه فى الغردقة    العراق يعقد مؤتمرًا دوليًا في الأمم المتحدة لإنهاء أزمة مخيم الهول السوري    حريق مصنع المحلة.. عمرو أديب: مين يتحاسب؟.. هل أرواح الناس تساوي الاستمرار في مصنع آيل للسقوط    نائب رئيس«المعاهد التعليمية» يتفقد عدداً من المستشفيات لمتابعة انتظام العمل    تعرف مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الجمعة 2692025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق دير سانت كاترين تؤكد حقيقة "عهد الأمان " الممنوح للنصاري / عبد الرحيم ريحان
نشر في محيط يوم 22 - 12 - 2009


وثائق دير سانت كاترين تؤكد حقيقة
"عهد الأمان" الممنوح للنصاري

* عبد الرحيم ريحان

صورة وثيقة عهد الامان النبوي
تحتفظ مكتبة دير سانت كاترين بصورة معتمدة من عهد الأمان الذى أعطاه رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) للنصارى يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وبيعهم ويعرف بالعهدة النبوية وذلك بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهذه مقتطفات من العهد :

( " بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين بشيراً ونذيراً ومؤتمناً على وديعة الله فى خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها فصيحها وعجميها معروفها ومجهولها كتاباً جعله لهم عهداً فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره كان لعهد الله ناكثاً ولميثاقه ناقضاً وبدينه مستهزئاً وللّعنة مستوجباً سلطاناً كان أو غيره من المسلمين المؤمنين

- لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه

- ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا

- ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد - وكتب على بن ابى طالب هذا العهد بخطه فى مسجد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وشهد بهذا العهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم
ابو بكر بن ابى قحافه ، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفان ، على بن أبى طالب ، عبد الله بن مسعود ، العباس بن عبد المطلب ، الزبير بن العوام ") .

وقد كان هذا العهد حينما أرسل النبى محمد (صلّى الله عليه وسلم) كتبه فى السنة السابعة للهجرة 628 – 629م إلى الملوك والأمراء مثل كسرى وقيصر والمقوقس نائب الرومان فى مصر يدعوهم للإسلام وأن المقوقس أكرم رسول النبى وزوده بالهدايا إلى النبى وليس لرسول النبى طريق مختصر إلى مصر سوى طريق سيناء المار بالدير فمن المعقول جداً أن يكون الرسول الذى أرسله النبى قد مرّ بدير سيناء ذهاباً وإياباً وأن رهبان سيناء قد احتاطوا لأنفسهم وأرسلوا معه وفداً يطلع النبى على حال ديرهم ويطلب منه العهد تأميناً للطريق وصيانة لديرهم ومصالحهم هذا من جهة الرهبان.

وأما النبى محمد (صلّى الله عليه وسلم) فمن المؤكد أن يكون قد أعطاهم العهد وأمّنهم وأوصى بهم خيراً للأسباب الآتية:-

1 – أن دير طور سيناء هو فى طريق مصر من بلاد العرب ومن مصلحة العرب كما هو من مصلحة الرهبان تأمين الطريق إلى مصر .

2 – ان التاريخ يدلّنا على أن النبى قد حبب إليه النسك والزهد وكان كثيراً ما يذهب إلى غار حراء قرب مكة ليتعبد ويذكر الله فيه حتى بعث للناس بشيراً ونذيراً لذلك كان يميل إلى الرهبان والنسّاك ويوصى بهم خيراً
( لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدّن أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ) سورة المائدة آية 82 .

وقد ورّث النبى هذا الميل لخلفائه من بعده ، فلقد خطب ابو بكر الصديق فى جيشه عند إرساله لفتح سوريا فقال :
(إذا لقيتم العدو فقاتلوه مستبسلين والموت أولى بكم من القهقرى ، وإذا انتصرتم فلا تقتلوا الشيوخ ولا النساء ولا الأطفال ولا تقطعوا النخيل ولا تحرقوا الزرع ولا تذبحوا من الماشية إلاّ ما كنتم فى حاجة إليه لقوتكم وأمّنوا من ذل لكم ورغب فى أداء الجزية ولا تخلفوا وعدكم ولو لأعدائكم وسترون فى طريقكم رجالاً متوحدين ناسكين فاحتفظوا بهم ولا تمسوا أديارهم بضرر ، وأهلكوا اليهود إلاّ أن يسلموا ).

3 – لقد جرت عادة النبى وخلفائه من بعده إعطاء العهود للنصارى ومعاملتهم بروح التسامح من ذلك :

- عهد النبى لأهل أيلة

- عهد النبى لأهل أذرح ومقنا

- عهد خالد بن الوليد لأهل القدس

- عهد أبى عبيدة لأهل بعلبك

- عهد عبد الله بن سعد لعظيم النوبة

عبد الرحيم ريحان
4 – أن رهبان طور سيناء قد سكنوا أرضاً يقدسها اليهود والنصارى والمسلمون والوثنيون على السواء وفى تقاليد بدو سيناء والرهبان أن النبى زار طور سيناء بنفسه وترك فيه أثراً لقدمه وقد ذكر طور سيناء فى القرآن الكريم لذلك من المستبعد أن يخيّب رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) طلب سكانه ولا سيما الرهبان والنسّاك الذين كان من طبعه الميل إليهم مع انه أعطى العهد لجيرانهم أهل أيلة .

5 – أن سلاطين المسلمين أقرّوا هذه الامتيازات المبينة فى العهدة النبوية وذكروها فى فرماناتهم ومنشوراتهم لمطارنة الدير بل ذكروا إنما أعطوهم هذه الامتيازات بناءاً على العهد الذى أخذوه عن النبى وأيده الخلفاء الراشدون.

وتحوى مكتبة دير سانت كاترين 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عموماً منها على سبيل المثال فرمان السلطان مصطفى الأول بن محمد 1618م الذى ذكر فيه أنه أعطى عهد الأمان للرهبان بموجب العهدة المقدسة " وبموجب معاهدة مقدسة احتفظ بها رهبان الديرين القائمين على جبل موسى عليه السلام فى طور سيناء " .

6 – أنه لا يعقل أن قوماً مستضعفين كرهبان سيناء يقدمون فى وسط بلاد إسلامية على اختلاق عهد علي لسان نبى الإسلام لا أصل له ويطلبون فيه من السلاطين المسلمين الامتيازات الجمة بل لو أقدم رهبان سيناء على مثل هذا العمل فلا يعقل أن سلاطين المسلمين من عهد الخلفاء الراشدين إلى هذا العهد يقرّون رهبان سيناء على ما اختلقوه ويمنحوهم من الامتيازات ما فيه خسارة لبيت المال بدون تثبّت أو تحقيق عن الأصل .

وأرى أن هذه العهدة صحيحة لأنها تتفق مع تعاليم الإسلام السمحة والذى شهد بها أيضا كثير من مؤرخى الشرق والغرب الغير مسلمين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:

- مينارديس Meinardus الذى يذكر أن الدير تمتع فى القرن السابع الميلادي بحماية ومميزات خاصة حافظت على ممتلكاته ومكتبته العظيمة وعاش مطارنة ورهبان كاترين فى علاقة ود مع الحكومة المصرية نتيجة عهد الأمان بل وأصبح دير كاترين فى طريق حجاج المسلمين إلى مكة حيث يزورون الجامع الفاطمي وتركوا كتابات عديدة لهم بمحراب الجامع .

- المؤرخ أماندوس ومن أقواله (لم يكن فى الإمكان إنقاذ دير سيناء بغير حماية النبى محمد (صلّى الله عليه وسلم) وخلفاؤه) .

- ويذكر كويلرينج أن المسلمين لم يحملوا أحداً من المسيحيين أو اليهود على اعتناق الإسلام أثناء فتوحاتهم وأقر الإسلام لأهل الكتاب بحرية التدين وإقامة شعائرهم وكل ما طالبهم به هو أن يعترفوا للدين الجديد بالسيادة المدنية والسياسية التي تمثلت فى الدولة الإسلامية .

- ونقل جاك تاجر عن بطريرك اليعقوبيين فى إنطاكية ميخائيل السورى قوله بأن إنقاذهم من أيدى اليونانيين جاء على يد أبناء إسماعيل الذين جاءوا من الجنوب وقد أصابهم خير كثير بتحررهم من قسوة الرومان وشرورهم وسادت الطمأنينة بينهم .

- ويذكر ترتون أنه فى العهد الإسلامي كثر استخدام الكنائس وبيوت العبادة فى المدن العربية وكان أتباع الديانات المختلفة يتلقون العلم على أيدى أساتذة مسلمون ولم تخل دواوين الدولة من العمال النصارى واليهود وكانوا يتولون أرفع المناصب وأخطرها فاكتنزوا الثروات الضخمة وتكاثرت لديهم الأموال.

- ويذكر جريفز Graves أنه منذ الفتح الإسلامي كان يرد للدير رحّالة بأعداد متزايدة بعضهم كان يتظاهر بالحج للتجسس على الدولة الإسلامية وفى العهد الإسلامي لم يصب الدير بأى أذى .

- ويذكر Galey جالى لقد أبدى المسلمون تسامحاً تجاه الدير أكثر من المسيحيين .

- ويذكر Tomadakis توماداكس أن المسلمون احترموا الدير والرهبان وحموا الرهبان من أى خطر وأعفوهم من الضرائب واعتبر الخلفاء المسلمون عهد الأمان بالدير نبراساً لهم لإعطاء عهود مماثلة واعتبر العثمانيون أن هذه سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام واجب أتباعها واستمرت الحياة الروحية داخل الدير فى العهد الإسلامي.


* مدير آثار نويبع
المسئول الإعلامي باتحاد الآثاريين العرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.