جنوب سيناء هاني الأسمر: أعطي الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه عهد الأمان للإخوة النصاري يؤمنهم من خلاله علي أرواحهم وأموالهم وأديرتهم وكنائسهم ويعرف ذلك بالعهدة النبوية الشريفة ويوجد بمصر صورة منه محفوظة داخل متحف دير سانت كاترين بعد ان اخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية خلال فتحه لمصر في عام1517 ميلادية.. هذا ما أكده الأثري عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع والباحث في آثار سيناء, مشيرا الي ان السلطان سليم الأول حملها بعد ذلك الي الاستانة ولكن بعد ان ترك لرهبان الدير صورة معتمدة منه وقد كتبه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بخطه في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم وشهد بهذا العهد صحابة الرسول الكريم. وأوضح ريحان ان هذا العهد جاء حينما أرسل النبي كتبه في السنة السابعة من الهجرة منذ عام628 وحتي عام629 ميلادية الي الملوك والأمراء ومنهم المقوقس نائب الرومان في مصر يدعوهم فيه للاسلام, وقام المقوقس بإكرام مبعوث النبي ولم يكتف بذلك بل زوده بالهدايا الي النبي صلي الله عليه وسلم ومن البديهي ان يأتي ويعود مبعوث النبي عن طريق سيناء وفي الوقت نفسه كان رهبان سيناء قد احتاطوا لأنفسهم وأرسلوا معه وفدا يطلع النبي علي حال ديرهم ويطلب منه العهد تأمينا للطريق وصيانة لديرهم ومصالحهم. ويقول ان سلاطين المسلمين قد اقروا هذه الامتيازات المبينة في العهدة النبوية وذكروها في فرماناتهم ومنشوراتهم لمطارنة الدير وأعطوهم هذه الامتيازات بناء علي العهد الذي اخذوه عن النبي, وايده الخلفاء الراشدون كما انه لايعقل ان يقوم رهبان سيناء وهم يعيشون وسط دول اسلامية باختلاق عهد علي لسان نبي الإسلام لا أصل له ويطلبون فيه من سلاطين المسلمين الامتيازات. وأضاف ان صحة هذه العهدة تتفق مع تعاليم الاسلام السمحة والذي شهد بها ايضا كثير من مؤرخي الشرق والغرب من غير المسلمين من بينهم المؤرخ اماندوس ومن اقواله لم يكن في الامكان انقاذ دير سيناء بغير حماية النبي صلي الله عليه وسلم وخلفائه كما يذكر المؤرخ سومرز كلارك ان العربي لم يدخل مكتسحا كل شيء لذلك بدأ فن بناء الكنائس في الانتعاش ويذكر جريفز انه منذ الفتح الاسلامي كان يرد للدير رحاله بأعداد متزايدة ولم يصب الدير بأي أذي ويذكر توماداكس ان المسلمين احترموا الدير والرهبان وقاموا علي حمايته من أي خطر وأعفوهم من الضرائب واعتبر خلفاء المسلمين عهد الأمان بالدير نبراسا لهم كما اعتبر الاتراك ان هذه سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم واجب اتباعها واستمرت الحياة الروحية والعبادات داخل الدير خلال العهد الاسلامي وحتي بعد فتح مصر واعطي عمرو بن العاص النصاري أمانا جاء فيه: هذا ما أعطي عمرو بن العاص اهل مصر من الأمان علي انفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شيء ولا ينتقص, وكان دائما يوصي في خطبة المسلمين بمراعاة الاقباط والمحافظة علي حسن جوارهم قائلا لهم: استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرا.