لندن: عقد الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك مقارنة بين أحداث مجزرة حماة فى عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ، وبين الاحتجاجات السورية الجارية اليوم فى عهد الرئيس بشار الأسد. وأوضح فيسك فى مقاله ، الذي نشرته صحيفة "الاندبندنت" في عددها الصادر اليوم ، أن أحداث مجزرة حماة في عام 1982 جاءت في سياق صراع عنيف بين نظام الرئيس حافظ الأسد وجماعة الإخوان المسلمين التي كانت في تلك الفترة من أقوى وأنشط قوى المعارضة في البلاد ،حيث اتهم النظام حينها جماعة الإخوان بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف في سوريا. وأضاف فيسك أنها أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري, وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة، حيث بدأت المجزرة في فبراير/شباط عام 1982 واستمرت 27 يوما، حيث قام النظام السوري وقتها بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكريا, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة، وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد. وأشار الكاتب الى كتاب "الصراع على السلطة فى سوريا" للكاتب الدكتور الدبلوماسي المتقاعد نيكولاوس فان دام،الذى تناول الطائفية والاقليمية والعشائرية فى السياسة وظهور الأقليات فى القوات المسلحة السورية وحزب البعث والاستقطاب الطائفي فى القوات المسلحة السورية بين السنيين والأقليات الدينية وأحداث مجزرة حماة . وقال فيسك أذا كان ماقاله الناشطون صحيحا وان هناك مايقرب من 250الف مواطن فى شوارع حماة يطالبون بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد فان بذور تلك الاحتجاجات والمظاهرت تم وضعها قبل 29 عاما فى نفس البلد . ورجع فيسك بذاكرته الى اول يوم لحصار حماة ،حيث تمكن من دخول المدينة من قبل القيادة على الطريق الدولى والحصول على حق الدخول بين الدبابات السورية ،وشاهد وقتها تدمير أجمل مسجد فى مدينة حماة من قبل القوات السورية،وتذكر وقتها وهو فى سيارته طفلة صغيرة وامرأة لاجئة ركبوا معه السيارة وعرض عليهم الطعام وكانوا جياع مثلما يحدث اليوم فى سوريا حيث استشهد الكثير من الاطفال بسبب قلة الطعام. وأكد ان الوضع فى حماة امس كان مماثلا للوضع ايام مجزرة حماة حيث أصيب حوالى 20جنديا من بين 500 جندى فتحوا النار على المتظاهرين فى حماة ، وأشار الكاتب انها ليست انتفاضة الاخوان المسلمين فى تلك الاحتجاجات ولكنها انتفاضة المتمردين والثائرين على الاسرة العلوية وحزب البعث. وقال فيسك ان النظام فى تلك الاحتجاجات قام بغلق الحدود وعدم السماح فقط للصحفيين بالدخول او الخروج من المدينة اما ايام مجزرة حماه فقد منح النظام السوري القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة ولتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية فرضت السلطات تعتيماً على الأخبار، وقطعت طرق المواصلات التي كانت تؤدي إلى المدينة، ولم تسمح لأحد بالخروج منها، وخلال تلك الفترة كانت حماة عرضة لعملية عسكرية واسعة النطاق شاركت فيها قوات من الجيش والوحدات الخاصة وسرايا الدفاع والاستخبارات العسكرية ووحدات من المخابرات العامة والمليشيات التابعة لحزب البعث. فى نهاية مقاله أكد الكاتب البريطاني المعروف ان وقت أحداث مجزرة حماة لم يكن يعرف الناس مواقع التواصل الاجتماعي مثل "اليوتيوب" و"تويتر"،مقارنة بالوقت الحالى حيث نشاهد أحدث انواع الهواتف المحمولة ذات الماركات العالمية واجهزة الانترنت.