قالت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) يوم السبت ان القوات السورية قتلت 67 مدنيا على الاقل في هجمات لسحق مظاهرات مطالبة بالديمقراطية يوم الجمعة. وخرج الاف المحتجين الى الشوارع بعد صلاة الجمعة في تحد لقوات الامن المصممة على سحق انتفاضة ضد بشار الاسد الذي يحكم سوريا منذ 11 عاما. وقالت سواسية ان53 متظاهرا قتلوا في مدينة حماة وواحدا في دمشق وسبعة في اقليم ادلب بشمال غرب سوريا. وقتل سبعة ايضا في بلدة الرستن بوسط سوريا التي تتعرض لهجوم عسكري وتحاصرها الدبابات منذ يوم الاحد. وكان هذا يوما من ادمى الايام منذ تفجر الانتفاضة قبل 11 اسبوعا.
واطلقت قوات الامن وقناصة النار على عشرات الالاف من المتظاهرين الذين تجمعوا في مدينة حماة التي سحق فيها الرئيس الراحل حافظ الاسد انتفاضة اسلامية مسلحة بقتل ما يصل الى 30 ألف شخص وتسوية أجزاء من المدينة بالارض.
وقال نشطاء ان 34 شخصا على الاقل قتلوا كما اصيب عشرات.
وقال شاهد اسمه عمر ل"رويترز" من مدينة حماة: "بدأ اطلاق النار من فوق أسطح المنازل على المتظاهرين. رأيت عشرات الاشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والازقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان".
واضاف "يبدو لي وكأنه قد أصيب مئات الاشخاص لكنني كنت في حالة من الذعر واردت البحث عن ساتر. بدأت جنازات الشهداء بالفعل".
وفي مدينة درعا الجنوبية حيث تفجرت الاحتجاجات اول مرة قبل 11 اسبوعا قال اثنان من السكان ل"رويترز" ان مئات تحدوا حظر تجول عسكريا ونظموا احتجاجات وهم يهتفون "لا حوار مع القتلة".
واطلقت القوات السورية النار ايضا على مظاهرات في مدينة دير الزور الشرقية وفي منطقة برزة بدمشق.
وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان "خرج عشرات الآلاف في حماة وادلب في أكبر مظاهرات منذ بدء الانتفاضة. هذا رد فعل طبيعي لزيادة عمليات القتل وعدم جدية النظام ازاء أي مصالحة وطنية".
واضاف ان شخصا قتل في ادلب.
وقال نشطاء وسكان ان الالاف خرجوا في مسيرات بمحافظة ادلب بشمال غرب سوريا وبالشمال الشرقي الذي يغلب على سكانه الاكراد وفي عدة ضواح بدمشق ومدينتي حمص وحماه وبلدتي مضايا والزبداني في الغرب.
وطالب الامين العام للامم المتحدة بوقف فوري "للقمع العنيف" وانتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها القوات السورية.
وتقول جماعات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت اكثر من الف مدني في الاحتجاجات مما أثار موجة غضب دول.
وتزعم السلطات السورية أن أعمال العنف تقوم بها "عصابات مسلحة يدعمها اسلاميون وقوى خارجية"!.
وتدعى ان هذه العصابات تطلق النار على المدنيين وقوات الامن على حد سواء. وتحظر السلطات نشاط معظم وسائل الاعلام الدولية مما يجعل من المستحيل التحقق من الروايات المتعلقة بأعمال العنف.
ويقول نشطاء انه كان هناك بعض الحالات التي حاول فيها المواطنون مقاومة قوات الامن باستخدام الاسلحة الشخصية وحالات اطلقت فيها قوات الشرطة النار على جنود من الجيش رفضوا اطلاق النار على المتظاهري
وقال احد النشطاء الذي رفض الكشف عن اسمه انه قبل اطلاق النار احرق المتظاهرون مكتب حزب البعث في حماه وقال انه لم يتضح كيف بدأ اطلاق النار.
ورد الاسد على اكبر تحد شعبي لحكمه بارسال الدبابات لسحق المظاهرات في مناطق مضطربة معينة فضلا عن بعض "اللافتات الاصلاحية" مثل اصدار عفو عام عن السجناء السياسيين واطلاق حوار وطني.
وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واستراليا عقوبات على سوريا ولكن ربما بسبب عدم الرغبة في دخول مواجهة أخرى مثلما حدث في ليبيا والحذر من اثارة المزيد من القلاقل بالمنطقة في خضم "الربيع العربي" لا تزال ردودها أقل قوة.
ودعت شخصيات معارضة في اجتماع بتركيا الاسد الى الاستقالة فورا وتسليم السلطة الى نائب الرئيس لحين تشكيل مجلس انتقالي
عشرات الآلاف يشيعون الشهداء هذا، وشيع عشرات آلاف في مدينة حماة وسط سوريا السبت، القتلى الذين سقطوا في مواجهات الجمعة، فيما تمركزت وحدات من الجيش معززة بالدبابات في مدخل المدينة الشرقي، بعد يوم وصف بأنه الأكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في منتصف مارس.
وقال شهود عيان "إن مواكب الجنازات انطلقت من عدة أحياء في المدينة باتجاه مقبرتي (الصفا والخضراء)"، وأضافوا إن "آلاف النساء خرجن في المظاهرات التي تطالب بالحرية وإسقاط النظام وعمد المتظاهرون الغاضبون إلى إحراق إطارات السيارات في ظل غياب أمني كامل عن شوارع المدينة وقطع الطريق الدولي حلب دمشق في موقع جسر المزارب".
يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه وحدات من الجيش السوري معززة بالدبابات إلى مدخل مدينة حماه الشرقي، بينما تشهد المدينة حالة تأهب وترقب في ظل حديث عن خروج مظاهرات مساء السبت، وفق شهود عيان.
وذكرت وكالة "يونايتد برس انترناشيونال"، أن مدينة حماة شهدت السبت إضرابًا عامًا، احتجاجًا على قتلى احتجاجات الجمعة. وقال شهود عيان "إن الحركة التجارية في المدينة معدومة بشكل كامل، عدا الصيدليات مع اختفاء كامل للعناصر الأمنية وحتى رجال شرطة المرور".
وأطلقت قوات الأمن وقناصة النار على عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا في مدينة حماة التي سحق فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد انتفاضة إسلامية مسلحة بقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وتسوية أجزاء من المدينة بالأرض. وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) إن 53 متظاهرا قتلوا في مدينة حماة.
حمامات دم فى حماة وكانت سورية قد شهدت الجمعة، اضخم تظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف مارس الماضى، وخصوصا في حماة (وسط) حيث قتلت قوات الامن العشرات، لدى مشاركتهم في تظاهرة تكريما للاطفال الذين قضوا في قمع الاحتجاجات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن حصيلة ضحايا التظاهرات التي شهدتها مدينة حماة وصلت إلى 67 شخصاً على الاقل في 'جمعة أطفال الحرية'، فيما ذكر شهود عيان أن أكثر من 50 قتيلا سقطوا في اطلاق نار خلال هذه التظاهرات.
كما نقلت قناة "العربية" عن المعارضة السورية اعلانها أن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 67 متظاهراً وجرح العشرات الجمعة، وأكد ناشطون أن جميع مستشفيات المدينة تغص بالجرحى وسط نداءات للتبرع بالدم. كما اكد شهود ان الساحة مقابل مبنى حزب البعث تحولت لبحيرة من الدم.
وقال نشطاء على شبكة الانترنت إن 34 جثة وصلت لمستشفى الحوراني بمدينة حماة، مشيرين الى'أن أغلب جروحهم هي نتيجة الاصابة بأعيرة نارية. ودعا المحتجون المطالبون بالديمقراطية في سورية الى تظاهرات الجمعة اطلقوا عليها اسم 'جمعة اطفال الحرية'.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره لندن، ان عدد المشاركين في التظاهرة في حماة فاق ال50 الف شخص. واضاف "مظاهرات اليوم (الجمعة) هي الاضخم في سورية منذ بدء الاحتجاجات بالرغم من قرار العفو الذي اصدره الرئيس (بشار) الاسد. هذا يدل على ان الشعب لم يعد يثق بالنظام".
واكد الناشطون ان قوات الامن اطلقت النار "بشكل مباشر" على المتظاهرين بالقرب من مقر حزب البعث في المدينة.
وقال احد الناشطين "لقد قاموا باطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين ولم يحاولوا تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استخدموا الغاز المسيل للدموع فقط بعد ان قاموا باطلاق النار". واكد الناشط ان المتظاهرين كانوا يرددون "بشكل سلمي" هتافات مطالبة بالحرية وتدعو لاسقاط النظام.
وتحدث ناشط اخر عن عدد اكبر من القتلى قد "يتجاوز الخمسين". واضاف "ما جرى مجزرة حقيقية". وقال ثلاثة من سكان المدينة إن أفراد الأمن والقناصة فتحوا نيران أسلحتهم الآلية على آلاف المتظاهرين في وسط المدينة في واحد من أكبر الاحتجاجات حتى الآن في حماة وجرى نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى قريب.
والاحتجاجات في حماة لها صدى خاص منذ هاجمت قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد المدينة عام 1982 لسحق انتفاضة إسلامية مسلحة مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 30 ألف شخص وسويت أجزاء من المدينة بالأرض.
في المقابل اعلن التلفزيون الرسمي السوري عن "مقتل ثلاثة مخربين خلال اقتحامهم وحرقهم لمبنى حكومي في حماة وتصدي قوات الشرطة لهم". وفي 1982 اوقع قمع شديد لانتفاضة قادتها حركة الاخوان المسلمين في حماة ضد نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد، 20 الف قتيل.
وفي شمال سورية، احتشد عشرات الاف الاشخاص اتوا من المناطق المجاورة، في معرة النعمان، كما قال ناشط. وتظاهر اكثر من خمسة الاف شخص ايضا في القامشلي وراس العين وعامودا، كما اكد الناشط الكردي في مجال حقوق الانسان حسن برو.
وفي الساحل الغربي، تظاهر اكثر من خمسة الاف شخص في مدينة بانياس الساحلية (غرب) كما قال احد النشطاء.
وفي الجنوب، اطلقت قوات الامن النار في الهواء لتفريق تظاهرة في جاسم قرب درعا مهد التظاهرات، كما ذكر ناشط في مجال حقوق الانسان اتصلت به وكالة فرانس برس.
واحتشد الاف المتظاهرين ايضا في دمشق والقرى المجاورة، كما قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي.
واكدت وكالة الانباء السورية من جهتها ان "مئات الاشخاص" احتشدوا في حماة وتحدثت عن تجمعات في محافظة ادلب (شمال غرب). وتحدث التلفزيون السوري عن حوالى 10 الاف متظاهر في حماة.
في هذه الاثناء، توقفت خدمة الانترنت صباح الجمعة في معظم المدن وخصوصا في دمشق واللاذقية (شمال غرب)، بحسب ما ذكر سكان العديد من الاحياء في المدينتين.
وقال العديد من السكان ان "الانترنت مقطوعة" في دمشق منذ الصباح. واكد ناشط حقوقي 'في اللاذقية الانترنت مقطوعة' ايضا.
وكان تم قطع خدمة الانترنت ليوم في بداية ابريل بسبب عطل نجم عن الضغط على الشبكة، بحسب شركة الاتصالات السورية.
وكان الرئيس السوري اعلن الثلاثاء عفوا شاملا، لكن عمليات القمع استمرت في الوقت نفسه. وتقول المعارضة ان القمع اسفر عن مقتل اكثر من 1100 شخص منذ منتصف مارس الماضى.