أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    صحيفة أمريكية تتساءل: هل سيكون التهديد الكوري الشمالي أكبر في عهد بايدن أم ترامب؟    حريق ب4 وحدات سكنية فى السويس    لهذا السبب.. رئيس جامعة المنصورة يستقبل رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    حصول 6 مستشفيات جديدة على اعتماد جهار "GAHAR" بمحافظات من داخل وخارج المرحلة الأولى للتأمين الصحي الشامل    «الخطوط القطرية» تعتزم الاستثمار في شركة طيران بجنوب قارة أفريقيا    تقرير مغربي: تحديد موعد سفر نهضة بركان للقاهرة لخوض نهائي الكونفدرالية    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار يشيد بجهود جامعة المنصورة    وليد فواز يكشف رحلة كفاحه فى العمل الفنى ومغامراته مع الفنان أحمد زكي(فيديو)    طرح ديو "بنجيب القرش" لمصطفى حجاج وحاتم عمور (فيديو)    الطاهري: "القاهرة الإخبارية" كانت توجيهًا رئاسيًا في 2017 والآن تحصد جائزة التميز الإعلامي    ارتفاع أسعار الذهب بعد بيانات التضخم الأمريكية    خطوات استخدام التطبيق الخاص بحجز تاكسي العاصمة الكهربائي (فيديو)    جامعة قناة السويس ضمن أفضل 400 جامعة دولياً في تصنيف تايمز    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    مدعومة من إحدى الدول.. الأردن يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من ميليشيات للمملكة    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    وزير النقل: تشغيل مترو الخط الثالث بالكامل رسميا أمام الركاب    رئيس رابطة الجامعات الإسلامية في جولة تفقدية بمكتبة الإسكندرية.. صور    رجال أعمال الإسكندرية تتفق مع وزارة الهجرة على إقامة شراكة لمواجهة الهجرة غير الشرعية    اعرف قبل الحج.. حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة بإحدى الجبهات الرئيسية بالقوات المسلحة    الصرف الصحي: الانتهاء من تنفيذ خط طرد محطة بيجام بتكلفة 180 مليون جنيه    رئيس جامعة المنصورة يتابع منظومة الحجز الإلكتروني للعيادات الخارجية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    الصورة الأولى لأمير المصري في دور نسيم حميد من فيلم Giant    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    وزير التعليم العالي ل النواب: السنة تمهيدية بعد الثانوية ستكون "اختيارية"    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    المشرف على الحجر الزراعي المصري يتفقد المعامل المركزية بالمطار    موعد بدء إجازة عيد الأضحى 2024    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    بلينكن: سنوصل دعمنا لأوكرانيا وسنبذل قصارى جهدنا لتوفير ما تحتاج إليه للدفاع عن شعبها    6 يوليو.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمركز التعلم المدمج ببني سويف    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    الأهلي يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء الترجي في نهائي أفريقيا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    الداخلية: سحب 1539 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يبدأ حرب الجولان.. سوريا أم إسرائيل
نشر في محيط يوم 18 - 09 - 2007


من يبدأ حرب الجولان.. سوريا أم إسرائيل

بقلم : موسى راغب

من المراقبين من يرى أن عملية الاختراق التي قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء السورية مؤخراً، قد لا تفضي إلى حرب ساخنة بين سوريا والكيان العبري. فالإطار السياسي والعسكري الذي يحكم الطرفين في مواجهة أحداث كهذه، كان دوما يرتكن إلى صيغة متفق (ضمناً) عليها، فحواها أن أي اقتتال على نطاق واسع ينشب بين الطرفين، سوف يؤدي لخسارة فادحة لهما، لا تقتصر فقط على العناصر المتقاتلة في أرض المعركة، وإنما ستطال (بالتأكيد) السكان المدنيين والمنشآت المدنية والعسكرية والبنى التحتية في كلا البلدين، بسبب امتلاكهما لأدوات التدمير القادرة على إحداث ذلك.

ويرى فريق آخر، أنه بالرغم من أن احتمال انجرار الفريقين لحرب من هذا القبيل - بسبب هذا الاختراق - هو احتمال ضعيف، غير أن تسخين الأجواء المتصاعد في المنطقة، قد يفرز - إذا ما اشتدت حرارته بفعل الأزمات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة - واقعاً مختلفاً، قد يجبر أحد الطرفين أو كليهما على اتخاذ قرارات عسكرية وسياسية، تخرج عن النطاق المألوف الذي درجتا على الالتزام به طوال 35 عاما. كما يرى هذا الفريق أن هذه القرارات قد تطال في - البداية - الموقف في الجولان المحتل، ثم تنتشر كالهشيم لتغطي مختلف المنشآت والمواقع والبنى التحتية في كلا البلدين.


والواقع أن الكثير من المواطنين العرب والسوريين، بدءوا يلومون القيادة السورية لعدم قيامها بالرد على اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي الأخير للعمق السوري، ويتساءلون: لماذا لا تقوم سوريا بالرد على هذا الاختراق الخطير، وبخاصة أنه قد صاحبه قصف لمواقع تعتقد إسرائيل أنه يأوي شحنات من السلاح الخاص بحزب الله اللبناني، كما يأوي منشآت تردد مؤخراً أنها لتخصيب اليورانيوم، جلبتها سوريا من كوريا الشمالية.

ويرى هؤلاء أن ادعاءات المسئولين الإسرائيليين، بعدم وجود نية لدى الكيان العبري لضرب سوريا، هي ادعاءات كاذبة ومضللة، ولا ينبغي على القيادة السورية أن تصدقها، وفي هذه المرحلة من الصراع بالذات. ذلك أن قراءة متأنية لهذه الادعاءات - في ضوء ما يجري في المنطقة من استعدادات أمريكية-إسرائيلية تستهدف إشعال المنطقة بكاملها - تظهر أن الكيان العبري يحاول صرف الأنظار عن استعداداته لشن حرب حاسمة، ضد سوريا وحزب الله، اللذين يشكلان خطراً مباشراً على مدنه وسكانه ومنشآته المدنية والعسكرية والصناعية، التي تقع في مرمي النيران والصواريخ السورية وصواريخ حزب الله.

وهناك فريق آخر يتساءل – سواء بحسن نية أو سوء نية – عن السبب في أن الجبهة السورية لم تشهد منذ حرب 73 وحتى الآن، اشتباكات بين الجيش السوري وقوات الاحتلال الإسرائيلي في هضبة الجولان، كما جرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب لبنان؟.

الحقيقة أن الإجابة على هذه التساؤلات ليس بالأمر العسير، إذا ما استطاع المرء أن يلم بحقيقة الأوضاع العسكرية والسياسية والاقتصادية لكلا الطرفين السوري والإسرائيلي، وحجم الأخطار التي يمكن أن يتعرضا لها إذا ما نشبت الحرب بينهما بهدف حسم الوضع بصورة نهائية، من شأنها أن تحدد من هو المنتصر ومن هو المهزوم فيها. وهذا يتطلب من المرء أن يكون على دراية وافية بحقيقة تلك الأوضاع قبل الاشتعال المفترض للحرب بينهما، كما ينبغي أن يكون مدركا للنتائج المروِّعة التي يمكن أن يتعرضا لها، وبخاصة ما يتصل بالخسائر البشرية وتدمير المنشآت الاقتصادية في كلا البلدين.

(1)

الأهمية الاستراتيجية لهضبة الجولان

ومن المعروف أن هضبة الجولان، تقع في موضع وسط بين منطقة سورية ذات كثافة سكانية عالية ونقصد بها العاصمة دمشق ومحيطها الجغرافي، وبين شمال إسرائيل ووسطها اللذين تتركز فيهما معظم المنشآت الصناعية والاقتصادية بأنواعها المدنية والعسكرية، إضافة للكثافة السكانية العالية فيهما، ما يجعل من الهضبة موقعا استراتيجياً هاما لكلا الطرفين. كما يجعل من اليسير على المرء تصور ما يمكن أن يصيب البلدين من خسائر فادحة، إذا ما قامت حرب حاسمة بينهما، بسبب القصف الصاروخي وإطلاق قذائف المدفعية المتبادل بينهما.

ولعل هذا ما حدا بسوريا والكيان العبري للالتزام (ضمنا) بعدم نشوب احتكاكات عسكرية بينهما خلال الفترة الماضية، خشية أن يجرهما ذلك إلى اقتتال واسع النطاق، من شأنه أن يدمر اقتصاد البلدين، ويوقع خسائر مروعة في الأرواح، ويصبح نصر أحدهما على الآخر لا معنى له، وبخاصة بالنسبة لإسرائيل التي يصعب عليها تعويض ما تفقده من عناصرها البشرية بسهولة.


ليس من شك أن النظام السوري - منذ تقلَّد الراحل حافظ الأسد قيادة سوريا، وحتى تولي ابنه بشار للحكم بعد وفاة أبيه - يستمد مقومات وجوده من تمسكه بالثوابت القومية العربية، والتي ترجمها الرئيس حافظ الأسد، بوقوفه الصلب أمام الأجندة الصهيوأمريكية لحل القضية الفلسطينية، وتأييده للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومطالبته تل أبيب بالانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في حرب 67، بما في ذلك الجولان وجنوب لبنان إضافة للضفة الغربية وقطاع غزه الفلسطينيتين.

وليس من شك أيضاً، أن الرئيس بشار الأسد قد سار على هذا النهج، حيث واصل احتضان قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية المعارضة للحلول السلمية التي يتزعمها عباس وأنصاره ممن باتوا يعرفون الآن ب "فتح أوسلو"، كما ترجم ذلك النهج في وقوف سوريا الحاسم لجانب العراق في الحرب التي شنتها أمريكا على بغداد عام 2003، والتي ما زالت واشنطن تعتبر ذلك الموقف، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للعلاقات بين البلدين. فباتت سوريا بذلك – في نظر الإدارة الأمريكية – واحدة من دول "محور الشر المتطرف" في المنطقة، التي يجب القضاء على نظام الحكم فيها.

لكن استمرار هذا الوضع (الراكد) بالنسبة لاحتلال الجولان على ما هو عليه، يبدو في نظر المواطن العربي أمراً لا مبرر له ومضيعة للوقت، وبخاصة أن الاستعدادات الأمريكية والإسرائيلية لإشعال المنطقة التي تستهدف سوريا، إضافة لإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية.. يبدو أنها تجري على قدم وساق. وعلى ذلك فإن استمرار الركود الحالي للوضع ، يفرض على سوريا والقيادات العربية المناصرة لها خيارين لا ثالث لهما: فإما أن تستسلم للمخططات الصهيوأمريكية في المنطقة، وإما أن تعرض بلدانها لمخاطر التدمير على غرار ما جرى ويجري في العراق وأفغانستان. وفي كلتا الحالتين تكون سوريا والأمة العربية قاطبة هي الخاسرة.

(2)
الخيار الثالث.. شن حرب عصابات

وهنا تأتي أهمية وضرورة الخيار الثالث الذي يبدو أن الأمريكيين والإسرائيليين لا يولونه القدر الكافي من الاهتمام، وهو لجوء ما أسموه بدول" محور الشر المتطرف" في المنطقة للقيام بعمليات عسكرية استباقية، تأخذ طابع حرب العصابات ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء في الجولان أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في لبنان، وكذلك ضد التواجد الأمريكي العسكري في منطقة الخليج ومياهه، وكذلك المصالح الأمريكية في المنطقة بعامة.

أما لماذا لا يتوقع الأمريكيون لجوء سوريا لهذا الأسلوب من المواجهة، فيكمن في افتراضهم أن توجيه ضربات صاروخية أو قصف جوي متواصل للمدن السورية والمنشآت الصناعية والعسكرية والبنية التحتية للاقتصاد السوري من قبل إسرائيل وأمريكا، سيكون كفيلاً بإسقاط النظام في دمشق، وسوف يدفع القيادة السورية للتفكير أكثر من مرة قبل أن تقدم على تنفيذ عمليات عسكرية من هذا القبيل.

لكن هذا الافتراض قد يصبح خطئاً إذا ما وضع السوريون ومؤيدوهم في الحسبان، ما حدث للعراق من تقتيل وخراب وتهجير وتدمير لبنيته التحتية. فما وقع ويقع الآن في هذا البلد العربي، أصبح هاجساً مخيفاً تتحسب سوريا وبعض الأطراف العربية من التعرض له إذا ما ظلت في موقع الانتظار، ولم تبادر وتتصدى لما ستقدم عليه أمريكا وإسرائيل - حتما - ضد سوريا والمنطقة العربية، وبخاصة أن واشنطن أعلنت مراراً ولا تزال، أن سوريا هي واحدة من دول محور الشر التي يجب التخلص من نظام الحكم فيها.

(3)
الأسد .. بات أكثر اقتناعاً بضرورة التحرك العسكري

وفي ضوء هذه المعطيات يبدو أن الرئيس بشار الأسد، بات أكثر اقتناعا بضرورة استباق الكيان العبري في شن هجمات (مقننة على الأقل) ضد قوات الاحتلال في هضبة الجولان، وذلك على خلفية مواقف ومبادئ وقواعد واضحة المعالم محددة الأبعاد، لعل من أظهرها:

أولا- إن الأسلوب الذي تتبعه أمريكا وإسرائيل الآن في التضييق على النظام السوري
- على المستويات العربية والإقليمية والدولية - أصبح لا يطاق، وإن السكوت عليه قد يغري الأمريكيين والإسرائيليين – في المستقبل القريب - للعمل سريعاً وبشكل حاسم، على محاولة تغيير النظام في دمشق، مستخدمين كل الإمكانات المتاحة لديهم لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك القوة المسلحة.

ثانياً- يبدو أن النظام السوري بات على قناعة تامة، بأن السياسة الخارجية الأمريكية التي تحكمها مخططات المحافظين الجدد، باتت ترى في دمشق وطهران وحزب الله وحركة حماس، عوائق حقيقية أمام الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة بل وفي العالم، لا بد أن تزال من طريقها. ذلك أن هذه الدول والمنظمات أصبحت في نظرها عائقاً يحول دون تحقيق أهداف المحافظين الجدد العقائدية في المنطقة، والتي تتمحور حول القضاء على كل ما يتصل بالثقافة الإسلامية وقيمها ومبادئها باعتبار أنها تمثل - في نظرهم - خطراً آنيا ومحققاً على الحضارة الغربية وقيمها ووجودها من ناحية، ثم الحفاظ على وجود الكيان العبري كعضو رئيس في المنطقة من ناحية أخرى.

ثالثا- يبدو أن النظام السوري بدأ يتحسَّب من قرب انتهاء ولاية بوش في أواخر 2008، من زاوية أن هذا الأمر قد يدفع المحافظين الجدد للعمل سريعاً وبجدية غير مسبوقة لمهاجمة سوريا، باعتبارها - في نظرهم - واحدة من دول محور الشر المتطرف في المنطقة التي يجب القضاء على النظام فيها كما ذكرنا. فدول هذا المحور الذي يضم إلى جانب سوريا، كلاً من إيران وحزب الله وحركة حماس والقوى الوطنية الأخرى، يعتبر في نظر المحافظين الجدد عائقاً رئيساً يحول دون تنفيذ مخططاتهم في الهيمنة على المنطقة، والاستيلاء على ثرواتها النفطية، والقضاء على القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية السائدة في بلدانها، والتي تستمد أصولها من الثقافة الإسلامية التي تشكل - في نظرهم - تهديداً خطيراً على الحضارة الغربية ووجودها على ما ذكرنا.

فمن المعروف أنه لم يعد أمام الإدارة الأمريكية الحالية مساحة كافية من الوقت للمناورة سياسياً، سوى أربعة أو خمسة شهور على الأكثر، بسبب حملات الدعاية الانتخابية للرئاسة الأمريكية القادمة، التي عادة ما تبدأ قبل حوالي عشرة شهور من تاريخ انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي. ويبدو أن هذا ما قد يدفع المحافظين الجدد (بالتعاون مع إسرائيل) للتسريع في دخول حروب جديدة في المنطقة، بغية التخلص من المآزق والمشاكل التي تعاني منها أمريكا والكيان العبري.

رابعا - يبدو أن دمشق في سبيلها (مجبرة) للتخلي عن سياسة التحفظ التي اتبعتها حيال تلك الاختراقات، لظنها – وهي في نظرنا على حق – بأن قرار الكيان العبري بتنفيذ الاختراق الأخير، يستهدف – بجانب أهداف أخرى – اختبار قدرات الردع الصاروخي السوري في حال قيام حرب شاملة بين الطرفين. فإذا ما صح هذا القول، فأغلب الظن أن حال السوريين يصبح كما يقول المثل: "عليَّ وعلى أعدائي يا رب" و "ليهدم المعبد على من فيه"، الأمر الذي قد بدفعهم للقيام بحرب عصابات (مقننة) ضد قوات الاحتلال العبري في هضبة الجولان، آخذين في الاعتبار ما قد تجره هذه الحرب من توابع ومفاجآت.

خامساً- إن الوضع الاستراتيجي الدقيق لسوريا في هذه المرحلة من النزاع مع إسرائيل وأمريكا، يحتم على قادتها توخي أكبر قدر من الحذر في اتخاذ أي رد على الاختراقات الإسرائيلية. ذلك أن سوريا فقدت الكثير من الأوراق التي كانت تمثل مصدر قوة لمواقفها وسياساتها حيال إسرائيل ودول المنطقة. لكن هذا الحذر بات لا يعني الآن الكثير بالنسبة لبقائها على ما كانت عليه خلال العقود الثلاثة الماضية من صبر وسكون، حيال الاختراقات الإسرائيلية السابقة لأجوائها.

صحيح أن هناك ما يقرب من 160 ألفاً من جنود الاحتلال الأمريكي في العراق، تقودهم إدارة عقائدية معادية للإسلام والعرب والمسلمين، ويرئسها رئيس متهور قد يقدم في أية لحظة على إصدار أمر بمهاجمة سوريا، إذا ما ارتأى في ذلك خدمة لأهدافهم العقائدية أولاً، والخروج من مأزقه في العراق وأفغانستان ثانياً، والحفاظ على أمن الكيان العبري حليف أمريكا وترسيخ وجوده في المنطقة ثالثا ،،،

وصحيح أيضاً أن بوش لا يهمه وقوع خسائر بين الجنود الأمريكيين أو في الاقتصاد الأمريكي، بقدر ما يهمه تحقيق أهدافه تلك، الأمر الذي يمكن أن يدفعه للإقدام على مغامرات جديدة في المنطقة ،،،

وصحيح أن سوريا فقدت (ولو جزئياً) بانهيار الاتحاد السوفييتي ظهيراً يعتمد عليه، إذا ما تعرضت لعمل عدواني حاسم من إسرائيل وأمريكا، وصحيح أيضاً أن سوريا خسرت ظهيرها الطبيعي في لبنان حين اضطرت للخروج منه ،،،

لكن ما هو صحيح أن الاستمرار على موقفها الراهن في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والاستعدادات الأمريكية للانقضاض عليها، أمر يستحيل على الشعب السوري وعلى قيادته القبول به. وهذا ما عبر عنه الرئيس السوري بشار الأسد حين أكد أن سوريا لن تقبل باحتلال الجولان لما لا نهاية، وأن جميع الخيارات لاستعادة الجولات مطروحة، بما في ذلك الخيار العسكري، إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

سادساً - من المؤسف حقاً، أن محيط سوريا العربي بات أكثر تأييدا للسياسة الصهيوأمريكية حيال توجهاتها السياسية والعسكرية في المنطقة، بعد أن وجه رئيسها بشار الأسد نقداً لاذعاً لمواقف الزعماء العرب المؤيدين للسياسة الأمريكية في المنطقة، وبعد أو وجه نائب الرئيس السوري نقداً غير مسبوق للرياض حليف سوريا القوي، وبعد أن رفضت السعودية زيارة كان وزير الخارجية السورية وليد المعلم يزمع القيام بها للرياض.

ومع ذلك، يبدو أن سوريا لم تعد قادرة على الالتزام بالسكوت على الوضع القائم في المنطقة إلى ما لا نهاية، ولا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرر على أجوائها وأراضيها واحتلالها للجولان. وهذا ما أشار إليه بشار الأسد في إحدى خطبه حين قال: "إن المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية قبل نهاية العام الحالي" و "إن الكثير من الأمور الإقليمية والدولية مرشحة للتغيير في هذه الفترة الزمنية نفسها"، وإن سوريا لن تنتظر احتلال إسرائيل للجولان إلى ما لانهاية. وهذا يعني أن سوريا باتت تقترب من خيار القيام بعمليات عسكرية (في الجولان على الأقل). لكن يبقى السؤال الأهم: ما الأحداث التي يتوقع الرئيس السوري وقوعها قبل نهاية هذا العام؟!!.
(4)
الموقف الإسرائيلي والأمريكي المنتظر

سابعاً- تدرك سوريا أن الكيان العبري، لن يجازف بالدخول في حرب مع سوريا، خشية تعرض مدنه ومنشآته الصناعية والعسكرية للقصف الصاروخي والمدفعي من سوريا وحزب الله، إلا في حالة واحدة وهي: أن يكون هناك تعاون وتنسيق كاملين بين إسرائيل وأمريكا، يكفل التقليل من الخسائر الإسرائيلية المتوقعة إلى أقصى حد ممكن، ويحقق - في الوقت ذاته - خلاصاً نهائياً من تهديدات حزب الله وقدرات سوريا العسكرية.

ثامناً- من المؤكد أن إسرائيل لن تقبل بشن سوريا حرب عصابات ضد جنودها في الجولان وبخاصة أن حزب الله سيقف بجانب السوريين. لكن إذا وقعت تلك الحرب، فسوف تدفع بالإسرائيليين والأمريكيين للتسريع في تنفيذ مخططاتهم الخاصة بإشعال المنطقة، وذلك بتحويل الاشتباك المحدود في الجولان إلى حرب شاملة، تهاجم فيها أمريكا وإسرائيل ما أسموه بدول "محور الشر" المتطرف في المنطقة، والتي تشمل - إلى جانب سوريا - كلا من حزب الله وإيران وحركة حماس. وهدف الأمريكيين من ذلك، هو الخروج من المستنقع العراقي والأفغاني الذي أوقعتهم فيه إدارة بوش والمحافظون الجدد من ناحية، وتغطية فشل بوش في الحرب التي يشنها على الإرهاب من ناحية أخرى. أما إسرائيل فهدفها من هذه الحروب، التخلص من خطر تنامي قوة حزب الله في جنوب لبنان، وحركة حماس في الضفة والقطاع، واللذين يشكلان - في نظرها - خطراً داهما ومحققا على أمنها ووجودها.

تاسعاً- ما تردد عن عرض رئيس وزراء إسرائيل أولمرت على بوش، بقيام الطيران الحربي الإسرائيلي بغارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية نيابة عن أمريكا. وبرغم أن بوش لم يبت في هذا الأمر بعد، غير أنه مازال مطروحاً على الطاولة، ما يعني أن إسرائيل مصممة على ضرب تلك المنشآت بشكل أو بآخر، حتى لو لم يعطها البيت الأبيض موافقته على ذلك. فقد عودت إسرائيل المجتمع الدولي، بأنها لن تأبه لأية قرارات أو محاذير أممية لقيامها بأي تصرف، طالما أنها لا تتفق مع مطلبها في الحفاظ على أمنها ووجودها.

وعلى ذلك، يرى بعض المراقبين، أن قيام الطيران الحربي الإسرائيلي باختراق العمق السوري (في نطاق منطقة الحدود المشتركة بين سوريا والعراق وتركيا)، هو محاولة لإيجاد ممر يصل بها لإيران لضرب منشآتها النووية، إضافة لضرب أية منشآت ومواقع وأهداف سورية هامة.
(5)
سوريا ليست مدعوه لحضور مؤتمر بوش

عاشراً- عدم توجيه الإدارة الأمريكية الدعوة لسوريا لحضور المؤتمر الدولي الذي دعا بوش لعقده في الخريف القادم في واشنطن، بغية إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، رغم مطالبة بعض الدول العربية لواشنطن بضرورة اشتراك سوريا في هذا المؤتمر. وهذا يعني أن توقعات المؤيدين لعقد هذا المؤتمر والمتحمسين (لإنجاحه، ولا نقول نجاحه) وحتى الداعين له.. بالنجاح، بات أمراً مشكوكاً فيه. ذلك أنه لا سلام في المنطقة بدون سوريا.

ويبدو أن ما دفع بوش للدعوة لعقد هذا المؤتمر، لم يكن أبداً التوصل لحلول حاسمة لتلك القضية الشائكة. فالكثير من المحللين يرون أن أمراء الحرب الأمريكيين يعتقدون بأن تهدئة الموقف على الساحة الفلسطينية، شرط رئيس لنجاح مخططاتهم في ضرب إيران وسوريا وحزب الله وحركة حماس، ما دفعهم لإقناع بوش بتوجيه الدعوة لعقد ذلك المؤتمر.

لكن إمكان انعقاد المؤتمر ونجاحه، بات يتأرجح صعودا وهبوطا، وفقا لتطور المواقف بين واشنطن وإيران أولاً، وتفاقم الموقف الأمني والسياسي في العراق ثانياً، وانعكاسات الأوضاع الأمنية والاقتصادية في هذا البلد على الجدل الذي يجري في أروقة الكونجرس الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين، بشأن إمكان سحب القوات الأمريكية من العراق ثالثاً، وتقويم مدى نجاح الخطط التي اتبعتها إدارة بوش في تحقيق أهداف الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله رابعاً، ووعوده المضللة بتحويل هذا البلد لدولة ديمقراطية تكون أنموذجاً لدول المنطقة خامساً. وهكذا نرى مدى التعقيد والتشابك والتداخل بين قضايا المنطقة، الأمر الذي يصعب معه على مثل هذا المؤتمر الوصول لحلول جذرية للقضية الفلسطينية كما يدعي بوش.

وليس بعيداً عن هذا السياق، يرى بعض المراقبين أن عقد هذا المؤتمر والتوصل فيه (تعسفاً) لاتفاق (حتى لو كان هشّاً) حول القضية الفلسطينية، سوف يضع النظام السوري في موقف حرج، ما قد يدفعه للقيام بعمليات عسكرية في الجولان، بهدف تحريك الوضع فيها، ودفع إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.

والحقيقة أن التكهن بعدم انعقاد المؤتمر بات أمراً وارداً ، لدرجة أن المراقبين لا يعرفون ما إذا كانت الدعوة موجهة لعقد "مؤتمر" أو "اجتماع" يضم دولاً منتقاة تسميها الإدارة الأمريكية دون غيرها. بل إن قرار تعيين وزيرة خارجية أمريكا كوندا ليزا رايس لرئاسة هذا "المؤتمر" أو "الاجتماع" (سيان)، لا يتفق مع الأهمية التي حاول بها بوش وصفه بها.

وقد ظهرت بوادر عدم جدية وجدوى انعقاد المؤتمر من خلال التصريحات التي أدلي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية عباس، والتي أظهرت أنه من غير المتوقع الوصول إلى حلول حاسمة، ومبرمجة التنفيذ وفق جدول زمني، إضافة أن أولمرت صرح بأن أية توصيات أو قرارات يتوصل إليها المؤتمر، لن تكون ملزمة لإسرائيل. ولذلك فقد رددت الأنباء مؤخرا أن السعودية لن تحضر المؤتمر، كما أعرب الرئيس المصري عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر جاداً ويؤدي لنتائج ملموسة، وليس كتلك التي لم يخرج منها المجتمعون بقرارات حاسمة.
(6)
سوريا باتت بين شقي الرحا

من مجمل هذه المواقف، يمكن القول بأن سوريا باتت بين شقي الرحى، وأن خلاصها من هذا الموقف الصعب، لن يتأتى عن طريق التفاوض مع إسرائيل أو التوافق مع سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. وإنما يكمن في الأخذ بزمام المبادرة، والقيام بعمليات عسكرية فاعلة ضد الكيان العبري، وضد المصالح الأمريكية في المنطقة، وذلك بالتنسيق (بالطبع) مع حلفائها الإيرانيين، وحزب الله، وحركة حماس، وفصائل المقاومة الفلسطينية المعارضة.

وهذا ما عبر عنه بعض المحللين بقولهم، أن من أسمتهم أمريكا بدول محور الشر في المنطقة، والذي يتشكل من سوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس، قد يقدم على إشعال حرب استباقية ضد إسرائيل وأمريكا في المنطقة، وهو يعلم (أي هذا المحور) جيداً، أن النصر المرجو قد لا يكون حليفه، لكن مبادرته بإشعال تلك الحرب المتوقعة، ناجم عن إدراك دوله بأنها معرضة للقصف لا محالة، ما يدعوها لقلب المعبد على من فيه، أملاً في تحريك المياه الآسنة التي باتت رائحتها في المنطقة العربية تفوح بشكل لا يطاق.

وهنا لا بد أن تظهر تساؤلات لها ما يبررها أهمها: ما النتائج التي ستترتب على نشوب مثل تلك الحرب في المنطقة؟، وهل هذا الوضع سيعيد للأمة العربية حقوقها في فلسطين، ويعيد ثرواتها النفطية التي تتعرض للسلب والنهب كل يوم وبشتى الطرق؟.

والأخطر من ذلك، ماذا لو أفاقت الشعوب العربية من غفوتها كما حدث عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 56 ، وحدثت المعجزة بأن حقق العرب في تلك الحرب المفترضة انتصاراً حاسماً على إسرائيل حليف أمريكا؟، وماذا لو لحق بالقوات الأمريكية الموجودة في العراق ومنطقة الخليج ومياهه خسائر فادحة، توازي في حجمها وشدتها تلك التي أجبرتها في حرب فيتنام على القيام بانسحاب مهين؟. فهل ستنسحب أمريكا من المنطقة وهي تجر أمام شعبها والعالم أذيال الخيبة؟، وهي التي تعتبر نفسها قيِّما على النظام العالمي الجديد أحادي القطب، أم ستلجأ لاستخدام أسلحة غير تقليدية ضد شعوب المنطقة، انتقاماً لما لحق بها من هزائم (إذا صح هذا الافتراض)؟، وتكون بذلك قد حققت وعد بوش للمنطقة، بأنها ستشهد "هولوكوست نووي" إذا ما حازت إيران على سلاح ذري؟!!.

خاتمة وتعليق:

والواقع أنه ليس من الحكمة في شيء، أن يقامر المحلل السياسي بشأن صياغة استنتاجات لما سيئول إليه الوضع في المنطقة أو في العالم، إذا ما قامت حرب بهذا الحجم في المنطقة. فالواقع أن الأوضاع فيها لا تثبت على حال، فهي عرضة للتغير في أية لحظة. والدليل على ذلك أن رئيس حزب الله الذي يسيطر (فقط) على مليشيا (محدودة) الإمكانات والعدد ومصادر التمويل، هدد بأن أي حرب تشنها إسرائيل على لبنان سوف تقابل بمفاجأة من شأنها أن تقلب الأوضاع في المنطقة رأساً على عقب. فإذا كان الأمر بالنسبة لمليشيا على هذا النحو، فكيف الحال إذا ما نشبت حرب تضم دولا مثل إسرائيل وأمريكا وإيران وسوريا، إضافة للمليشيات المؤيدة للقضايا الوطنية في المنطقة؟.

ومع يقيننا بأن سوريا وجميع الأطراف المتورطة في الذهاب بالمنطقة إلى منحدر خطر، تدرك هذه المحاذير ومخاطرها، غير أن سوريا بالذات قد تجد نفسها مضطرة للقيام بعمليات عسكرية شبيه بالحرب الشعبية في الجولان المحتل. كذلك فإن الأوضاع في إسرائيل، قد تدفع قادتها للمبادرة بتوجيه ضربات عسكرية حاسمة لسوريا وإيران وحزب الله وحركة حماس، بالتعاون والتنسيق مع أمريكا بطبيعة الحال.

فالحملة الإعلامية التي أخذت تعم أرجاء العالم الآن وتتزامن مع عملية اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء السورية، بدأت تنفث سمومها وتمهد لقيام إسرائيل بعمليات عسكرية ضد سوريا، بدعوى أن ذلك الاختراق إنما استهدف تدمير أسلحة إيرانية كانت في طريقها لحزب الله في جنوب لبنان، كما استهدف ضرب منشأة نووية كانت قد نقلتها سفينة تابعة لكوريا الشمالية إلى مرفأ اللاذقية السوري، في نطاق اتفاق تعاون يدعي الأمريكيون والإسرائيليون عقده بيونغ يانغ ودمشق يقضي بنقل منشآت نووية للأراضي السورية، لاستخدامها في تخصيب اليورانيوم وأغراض عسكرية أخرى. وهذا ما ردده مسئول أمريكي، كما أشارت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا رايس، حيث ذكرت أن الإدارة الأمريكية تراقب باهتمام كامل هذا الاحتمال، وأن إسرائيل تراقب كذلك هذا الموضوع باهتمام كبير.

ومهما يكن من أمر صحة هذه الافتراضات أو خطئه، فإن الأشهر القليلة القادمة، لهي كفيلة بكشف جميع النوايا والخطط التي تضعها الأطراف المتورطة في مشاكل المنطقة، والتي باتت حبلى بالمتناقضات والمؤامرات والمواقف المريبة التي يمكن أن تؤدي لإشعال حرائق وفوضى في المنطقة، سوف تنعكس لا محالة على الوضع الأمني لدول العالم دون استثناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.