فتاوى منع الصلاة في غزة حمادة فراعنة منعت حركة حماس وكتائب القسام وقوتهما التنفيذية أداء صلاة الجمعة في قطاع غزة خارج أسوار المساجد، في محاولة منها لكبح جماح الحركة الجماهيرية الاحتجاجية التي قادتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ضد انقلاب حركة حماس، انطلاقاً من المساجد بدءاً من يوم الجمعة 24 آب وتواصلت مع يوم الجمعة 31 آب، وحققت هدفها لدفع حركة احتجاجية جماهيرية منظمة تصعيدية تتوسل تقويض هيمنة حركة حماس وتسلطها على أهالي قطاع غزة، وإفشال انقلابها وإسقاطه. مبادرة فصائل المقاومة فتح والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والقوى الحية والشخصيات الاعتبارية، وجهت ضربة لحركة حماس، ليس فقط بسبب نجاح الاحتجاجات الأسبوعية التي واجهتها حماس والقوة التنفيذية بالقمع والبطش مما يعكس مدى وجع حركة حماس من المساجد وانتفاضتها ضد الانقلاب، بل بسبب نجاح حركة المساجد في سحب النشاط من تحت أقدام حماس، وإنهاء تفردها بالهيمنة على المساجد كما هو متبع في غالبية بلدان العالم، حيث تسعى حركة الاخوان المسلمين ومنظماتها ومؤسساتها بالاستفراد بالمساجد وراودها وجعل المساجد منطلقاً لحركتها الحزبية ونشاطها التنظيمي، وقد حققت نجاحات ملموسة في هذا الخيار، وفرت لها مظلة دينية، ومنحتها القدرة على التسلل لمسامات الناس والاقتراب من أحاسيسهم ومشاعرهم الروحية والمعنوية، وجعلهم مادة للعمل ومجالاً حيوياً للتجنيد والتعبئة. مبادرة فصائل المقاومة الفلسطينية دخلت ساحة حركة حماس وعملت فيها ووظفت أسلوبها لمواجهتها، وهو إجراء لم تعهده حماس من قبل، حين كانت هي وحدها من استغل المسجد ووظفته سياسياً وحزبياً واستفردت به لتسويق مواقفها، وهذا ما يفعله إسماعيل هنية أسبوعياً منذ حوالي السنتين في مساجد غزة، فجاءت مبادرة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة حماس التي أصدرت قراراً بمنع الصلاة في العراء خارج المسجد، وهو قرار دعمته لجنة الإفتاء في حركة حماس، مما أظهر أن الإفتاء أيضاً يمكن توظيفه لأسباب سياسية ودوافع حزبية لأن قاضي القضاة الفلسطيني الشيخ تيسير التميمي أفتى بغير ذلك ودلل على أن الصلاة مباحة شرعاً خارج المسجد، وهي أسلوب متبع في فلسطين، حيث تمنع قوات الاحتلال المصلين للوصول الى المسجد الأقصى والى المسجد الابراهيمي في الخليل فيلجأ المصلون إلى الصلاة في مكان منعهم وأماكن تواجدهم تحدياً لجيش الاحتلال وتمسكاً بخيار الصلاة وتأدية الواجب، وكذلك قيام الصلاة في الأراضي العراء المهددة بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال، فكيف تجيز حماس تلك الصلوات في العراء حينما يتعلق الأمر بالاحتلال ولاتجيزها حينما يتعلق الأمر بها احتجاجاً على إدارتها العسكرية وعلى تسلطها على المساجد. حماس منعت المصلين لتأدية صلاة الجمعة في العراء. فماذا لو فعلت فتح ذلك وأصدرت قراراً بمنع الصلاة خارج المسجد ماذا سيكون رد حركة الاخوان المسلمين وفصائلها وأدواتهم الاعلامية؟! الحديث الجاري في فلسطين تعقيباً على انتفاضة المساجد ضد حماس قوله: ''جاء من يعرفكم ويعري سياستكم'' وهذا ما يغيظ قادة حماس ويخرجهم عن اتزانهم!!. عن صحيفة الرأي الاردنية 8/9/2007