بيروت: أعلنت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات "ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى الدول العربية خلال العام الماضي إلى 89 مليار دولار، بحسب بيانات توافرت عن 17 دولة، مقارنة بتدفقات بلغت 74 مليارا في كل الدول العربية عام 2007. وأجمع المتحدثون في "ملتقى الاستثمار في الدول العربية"، الذي افتتحه وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني محمد الصفدي أمس في بيروت، وتنظمه المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "ايدال" ومجموعة الاقتصاد والأعمال، على الحاجة إلى مزيد من الجهود لتطوير مناخ الاستثمار في المنطقة. وأكد المدير العام للمؤسسة فهد الإبراهيم، بروز أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى جانب الاستثمار المحلي، في ظل محدودية الموارد المالية في بعض دول المنطقة. واعتبر أن الحكومات العربية تنبّهت الى أهمية دور الاستثمار في الاقتصاد وقدمت حوافز الاستثمار في النواحي التشريعية والمؤسسية والإجرائية، ونفذت مزيداً من الجهود الترويجية وتصحيح بيئة أداء أعمالها. وأعلن أن البيئة الاستثمارية "تحسّنت كثيراً في معظم دول المنطقة". وتناول الإبراهيم تقرير المؤسسة عن مناخ الاستثمار لعام 2008، الذي رصد "عدم تأثر قدرة مجموعة الدول العربية على جذب استثمارات أجنبية مباشرة بعد تداعيات أزمة المال"، لافتاً إلى بيانات توافرت عن 17 دولة عربية أشارت إلى ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول العربية إلى 89 مليار دولار مقارنة بتدفقات بلغت 74 مليارا في كل الدول العربية عام 2007. وأشار, في كلمته التي أوردتها صحيفة الحياة اللندنية, إلى "ازدياد حصة الدول العربية من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم من 3.9 % عام 2007 إلى 5.3 % عام 2008، مقارنة ب0.4 % فقط عام 2000. وأرجع الإبراهيم هذه الزيادة إلى ارتفاع تدفقات الاستثمارات العربية المباشرة البينية بنمو 64 %, لتصل إلى 34 مليار دولار في مقابل 21 مليارا عام 2007، استناداً إلى بيانات توافرت عن 13 دولة عربية فقط. ورصد التقرير مؤشرات إيجابية منها، تتمثل في "استمرار دول الخليج كمصدر رئيس للاستثمارات العربية البينية مع ظهور لاعبين جدد، مثل مصر ولبنان كدول مصدرة للاستثمارات المباشرة العربية البينية". وأعلن الإبراهيم أن بين الأعوام 1995 و2008، تصدرت كل من السعودية والسودان ولبنان ومصر قائمة الدول الأكثر استفادة من الاستثمارات العربية البينية، التي بلغت 95 مليار دولار، مشكلة 70 % من 135 مليار دولار. وأوضح أن الهدف الأساس للمؤسسة «تشجيع الاستثمار في الدول العربية والصادرات العربية إلى مختلف دول العالم، من خلال ضمان الأخطار التجارية وغير التجارية»، مؤكداً أنه «أمر ضروري جداً في أي جهد لتشجيع الاستثمار». واعتبر رئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان "ايدال" نبيل عيتاني، أن المنطقة العربية تمثل "نقطة استراتيجية مهمة نسبة إلى موقعها المتميز في العالم من جهة، وغناها بالمواد الأولية والموارد البشرية من جهة أخرى، وباتت تشكل من خلال هذه العناصر محوراً مهماً في النشاط الاقتصادي العالمي". لكن لاحظ أن بنية الأعمال فيها "لا تزال تحتاج إلى التطوير والنمو من خلال العمل على تعزيز حجم التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات العربية البينية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة الزاخرة بإمكانات وميزات وفرص حقيقية". ولم ينكر جهود الحكومات العربية في الآونة الأخيرة سعياً إلى "تحسين المناخ الاستثماري". وأعلن الحاجة إلى مزيد من العمل للنهوض بالاقتصاد العربي وزيادة جاذبية المناخ الاستثماري، مشيراً إلى أن حصة الدول العربية من الاستثمارات العالمية البالغة 1833 مليار دولار عام 2007، بحسب "أونكتاد"، لم تتجاوز 4 % أي 72 مليار.