دمشق: كشفت أوساط زراعية في سورية حجم الخسائر الأولية لموجة البرد، التي تتعرض لها البلاد منذ أكثر من 20 يوماً لأكثر من 100 مليون دولار في الحاصلات الزراعية الشتوية، كما أدت إلى خسائر في مزارع الحمضيات حيث يهدد الصقيع موت جزء منها. وذكرت تقارير وزارة الزراعة السورية، أن خسائر عامة قد أصابت الموسم الزراعي بشكل عام، نظراً لاحتباس الأمطار من جهة، ولموجة الصقيع غير المسبوقة في البلاد من جهة أخرى. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن محمد زين الدين مدير الاقتصاد والاستثمار الزراعي في وزارة الزراعة قوله أن الخسائر كبيرة بلا شك، ولا يمكن تقديم إحصاء دقيق لها بالأرقام رغم ظهور تقديرات أولية. وذكر أن الخسائر هذا العام ستكون مضاعفة على موسم الزراعات الخريفية والشتوية، وعلى الأشجار المثمرة، ونظراً لقلة الأمطار التي ما زالت دون معدلاتها في كثير من المناطق. ولم تتجاوز الأمطار حتى الآن في تدمر ال4 ملم، مما يعني القضاء على النباتات والزراعات الرعوية، إلا أن الأضرار الكبرى كانت من نصيب محافظتي اللاذقية وطرطوس. وأوضح ان أكثر من 30 الف بيت بلاستيكي تضررت، وتشير المعلومات إلى أن 30 فى المائة من المحاصيل المحمية قد تضررت، خاصة التي ليس لديها نظام تدفئة نظامي، كما تضررت الزراعات والأشجار المثمرة، خاصة الحمضيات، وتشير المعلومات إلى تلف 1300 دونم شمندر سكري. وأشار زين الدين إلى تأخر نمو المحاصيل الشتوية كالقمح والشعير والبقوليات، موضحا أن الأمر نفسه في حمص، التي أعلنت مديرية زراعتها في تقرير، تضرر معظم المحاصيل، وخاصة الخضراوات الشتوية بنسبة 80 في المائة. ووصف زين الدين هذا الموسم بالكارثي، وقد يؤدي إلى غلاء في أسعار المنتجات الزراعية داخل السوق السورية، إلى جانب تراجع التصدير. وبدأت الحكومة السورية بالتحول لمعالجة آثار موجة الصقيع قبل تفاقمها على الفلاحين من جهة، وعلى الأسواق من جهة أخرى، حيث تقول المعلومات إن الدراسات قد بدأت لتعويض الفلاحين بشكل أو بآخر، إلى جانب البدء بعمليات إحصاء لحصر آثار موجة الصقيع وحصر المساحات والمزروعات المتضررة بشكل دقيق، حيث تؤكد مصادر زراعية أن الخسائر ستكون بمئات الملايين من الدولارات. ويستمر امتداد المرتفع الجوى السيبيري السطحي المترافق بتيارات غربية في طبقات الجو العليا، وتستمر الحرارة في أدنى معدلاتها بشكل عام على كامل سورية. بل وصلت إلى أقل من صفر، علماً أنها وصلت في الأيام الماضية إلى سالب 16 في بعض المناطق