ولد جون هوفام ديكنز (1812-1870) في بورتسماوث في جنوبانجلترا. كان ابوه كاتبا في مكتب قسم الرواتب في البحرية الملكية. امضى ديكنز بعض سنين طفولية سعيدة في كنت، لكن حين انتقلت العائلة الى لندن حدثت مشاكل مالية لوالده سجن على اثرها. وفي سن الثانية عشرة أرسل ديكنز إلى العمل في مصنع.وفي 1836، تزوج كاثرين هو جارث، وفي نفس السنة بدأت روايته الأولى، «أوراق بيكوك» في الظهور في حلقات شهرية في المجلة.ذاع صيت هذه الرواية وسرعان ماتبعتها «أوليفر تويست» وروايات عديدة أخرى. وقام ديكنز بجولات في بريطانيا والولايات المتحدة. فكانت حياته مليئة بالأنشطة لكنها منهكة في نفس الوقت. وفي 1870 توفى ديكنز فجأة تاركا روايته الاخيرة غير مكتملة وهي «لغز ادوين دروُد». «قصة مدينتين» قصة مدينتين (1859) احدى روايات تشارلز ديكنز، التي دارت أحداثها في لندن وباريس اثناء الثورة الفرنسية. تحكي قصة معاناة الطبقة العمالية الفرنسية تحت القمع المستبد للبورجوازية الفرنسية في السنوات التي ادت الى اندلاع الثورة والوحشية والتخريب الذي ابداه الثوريون تجاه البورجوازيين السابقين في السنوات المبكرة من الثورة. وتتبع القصة حياة عدة مستبدين من خلال هذه الاحداث ابرزهم تشارلز دارني، ارستقراطي فرنسي سابق وقع ضحية العنف غير المميز من جانب الثورة على الرغم من طبيعته الفاضلة. نشرت الرواية على مقتطفات اسبوعية (ليس شهرية كما هي الحال في معظم الروايات) الجزء الاول نشر في الدورية الادبية لديكنز «على مدار العام» التي نشرت في 30 ابريل 1859 والجزء الواحد والثلاثون والاخير نشر في 25 نوفمبر من نفس العام. ملخص القصة تدور أحداثها في مدينتين هما لندن وباريس. في لندن نتعرف على لوسي مانيت، ابنة الطبيب الفرنسي ألكساندر مانيت،الذي كانت تحسبه ميتاً، ثم تفاجأ بأنه كان مسجونا في الباستيل، ولا تعلم بوجوده إلا بعد إطلاق سراحه، واجتماعه بها في لندن.هنا يصور ديكنز شخصية الأب الذي أنهكته سنوات السجن الطويلة، حيث كان يعمل صانع أحذية خلال تلك الفترة، وهو يخرج أدواته بين الفينة والأخرى ويعود إلى تلك المهنة، كأنه ينسى واقعه الجديد.يتم استدعاء الأب وابنته للشهادة في قضية خيانة يتهم فيها تشارلز دارني، وهو شاب فرنسي لطيف تعجب به لوسي،ويبرأ من تهمته على يد محام شاب يشبهه إلى حد مذهل اسمه سيدني كارتن يبوح كارتن للوسي بحبه رغم علمه بأنه غير جدير بها، ويتمنى لها حياة سعيدة مع من تحب، ويعدها أن يقدم لها يوماً ما يثبت جدارته بحبها. ** منشور بصحيفة "الوطن" الكويتية 7 يوليو 2009