السؤال: لي صديقة تأتي أفعالا لاتتفق مع الشرع وأخشي نصحها حتي لا أخسر صداقتها فهل علي في ذلك وزر؟ ** أجاب على هذا السؤال الشيخ عطية صقر : من النصح الواجب علي المسلم لأخيه المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقصير في ذلك منهي عنه بشدة وقد لعن الله قوما "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه" المائدة. والرسل عليهم الصلاة والسلام دعاة إلي الخير بالحكمة والموعظة الحسنة لا يخشون في ذلك أحدا إلا الله قال تعالي: "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله" الأحزاب. والنبي صلي الله عليه وسلم بلغ الرسالة لأهله وعشيرته واستمر صادعا بأمر ربه علي الرغم من استهزائهم به وعداواتهم له بسبب الرسالة قال تعالي: "فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين" الحجر. وهو صلي الله عليه وسلم بايع أصحابه علي أن يقولوا الحق لا يخافون في الله لومة لائم كما رواه البخاري ومسلم وبين أن الله سيسأل العبد عن عدم قيامه بهذا الواجب خشية الناس ويقول له: "فإياي كنت أحق أن تخشي"" كما رواه ابن ماجة ورواته ثقات وفي حديث رواه أبوداود "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون علي أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب". وأقول لصاحبة السؤال: عليك أن تنصحي صديقتك فلعل الله أن يهديها إلي الخير فإن لم تمتثل وغضبت منك لأنك تدخلت في شئونها الخاصة فلا تهتمي بهذا الغضب فالله راض عنك وصداقتك لها لن تنفعك بشيء عند الله وعليك أن تقاطيعها لوجه الله والحق لا لمصلحة خاصة وبقيامك معها بواجب النصح تكونين من المهتدين الذين جاءوا في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" المائدة. وأكرر التنبيه علي أن الداعي إلي الخير يجب عليه أن تكون دعوته بالأسلوب الذي أمر الله به رسوله صلي الله عليه وسلم "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل. مع الإخلاص لله حتي يكتب الله له النجاح في دعوته أو يبرأ من تبعة السكوت علي المنكر يقول الله تعالي: "وإذا قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلي ربكم ولعلهم يتقون" الأعراف. مع مراعاة أن الساكت علي الحق شيطان أخرس كما قال الشيخ الصوفي أبوعلي الدقاق والراضي بالباطل شريك في الإثم لصاحبه. المصدر: مجلة "عقيدتي" المصرية.