ظهرت مؤخرًا على موقع فيس بوك صفحة تحمل اسم (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر)؛ أصدر القائمون عليها ، البيان رقم (1)، مؤكدين فيه أن الهيئة على غرار هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية، أو فيما تعرف بين المواطنين السعوديين بالشرطة الدينية. كما أوضحوا أنهم غير تابعين لحزب النور السلفي تبعية مباشرة، لكنهم أعضاء بداخل الحزب نفسه يسيرون على نهجه، ولا يتبعون كذلك أي حزب آخر، وأن دافعهم إلى القيام بمثل هذه الخطوة نابع من اختيار الغالبية العظمى من الشعب المصري "للإسلام ولحكم شريعة المولى عز وجل بعيدًا عن الفكر الليبرالي أو العلماني ولكن دعونا نتناول الطرح من عدة نظرات مختلفة استقت فيها كلامي من كتاب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للعلامة الشيخ ابن تيمية) نظرة دينية الي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من أوجب فرائض الإسلام، وشعيرة من أعظم شعائره، وقد ذكر بعض العلماء أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الركن السادس من أركان الإسلام، لقد شرق أقوام بسبب ما في قلوبهم من اتباع الهوى وحبِّ الشهوات، وطمسٍ لمعالم هذه الشعيرة العظيمة التي لولاها لهدم الدين، ولفسدت أخلاق الأمم فراحوا يتصيدون العثرات، ويحجِّمون الأخطاء، وأنتم ترون مع انعدام وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كثير من بلدان العالم الإسلامي انتشرت المعاصي والمنكرات والفواحش، وظهر من يجاهر بمعصية الله نظرة الإسلام وعلماء وشيوخ المسلمين الي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله حول أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره الاجتماعي على الفرد والمجتمع : " إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم جدير بالعناية لأن فيه تحقيق مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير واختفاء الفضائل وظهور الرذائل". وسماحته استمد هذا من الآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة.. ولا يخفى على جاهل وليس ذا علم فقط أن الهدي القرآني (يلزم) بهذا الأمر ولا يتركه (خياراً) للأمة.. فالآية الكريمة تنص على {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} فهل الأمر الرباني قابل للتفاوض ولمتغيرات العصر كما ينادي البعض ممن ينساق إلى تبعية الغرب!؟ بل هناك توضيح بجزاء من يقومون بهذه المهمة فهم (المفلحون) دلالة على أن من يجافيهم فهو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع. الأمر الإلهي القائل { يابني أقم الصلاة وامر بالمعروف وانهي عن المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور. وقال سبحانه وتعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر}.. وقال القرطبي في تفسيرها (هو شرط شرطه الله عز وجل على من أتاه الله الملك).. ومن ترك هذا الواجب فإنه لا وعد له من الله بالنصر.. والآيات القرآنية متعددة والأحاديث الشريفة مثلها تؤكد على وجوب هذا التناصح بالمعروف والنهي عن المنكر.. يقول ابن تيمية رحمه الله: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله من الدين؛ فإن رسالة الله إما إخبار، وإما إنشاء، فالإخبار عن نفسه وعن خلقه مثل التوحيد والقصص الذي يندرج فيه الوعد والوعيد، والإنشاء: الأمر والنهي والإباحة.... وقوله تعالى في صفة نبينا صلى الله عليه وسلم: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157] هو بيان لكمال رسالته ... فبه كَمُل دين الله المتضمن للأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر)ا.ه (الحسبة لابن تيمية ص110). نظرة شخصية الي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما أردت التأكيد عليه هو أن هذه الهيئة ووجودها أو عدمه في المجتمع ليس أمرا يخضع لرغبة هذا وهذا.. بل (هي ضرورة) وماهو مطلوب هو العمل على تحسين مستوى أداء أفرداها، ومساعدتهم في تقديم النصح وتوفير وسائل حديثة تعزز دورهم الديني للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وليس الهجوم عليها كما حدث مؤخرا. وكنت أتوقع أن تتاح الفرصة لمن يوضح دورها في الصحافة بالقدر الذي أتيح لمن هاجمها بعنف!! إيمانا بحرية التعبير.. فأمام هذا الكم الهائل من الهجوم من قبل العلمانيين الذين شنوا حربًا شعواء عليهما تعدت حدود اللياقة. وعلينا أن نبادر بتوجيه النصح والارشاد بلغة الود والمحبة للأشخاص لقولة تعالي " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ... و تعاليم الاسلام البعيدة كل البعد عن أساليب التعنيف والإجبار، ولكنها تعتمد علي أسلوب الحوار والنصح والإرشاد حتى يمكننا الله من تطبيق شريعته،