الرباط : صدر عن دار الطليعة كتاب بعنوان "من أجل حداثة متعددة الأصوات" للباحث المغربي د.محمد المصباحي، والذي يراجع فيه الأنساق الفلسفية الغربيّة، ويستعرض معالجتها لمسائل مثل التنوير والحداثة وحقّ الاختلاف، محاولاً اسقاط نظريات كانط وهابرماس وشتراوس على واقعنا. وبحسب ريتا فرج بصحيفة "الأخبار" اللبنانية تتمثل الإشكالية الرئيسية للباحث المغربي في كتابه هذا في البحث عن موقع العالم العربي من الخطاب الحداثوي، ويتناول من خلال مؤلفه الأنساق الفلسفية في الغرب الأوروبي. ويبدأ بالتساؤل بالنص الكانطي "ما هو التنوير؟" والمعني به "الخروج من الظلام إلى النور"، هذه المعالم العقلانية حدّدها في ثلاثية تتألف من رجل الفكر، والجمهور النخبوي، وعلانية المخاطبة. لكن الأهم عند كانط، كانت رؤيته لاستحالة التسليم بنظام ديني ثابت وأبدي في حالة تعارضه مع حق الناس في التنوير. ويتمثل الجزء الهام في إطروحة المصباحي في "التعدد الثقافي والمفهوم الناعم للحداثة والتنوير"، وفيه يرصد إشكاليات التعددية، في أزمنة ما بعد الحداثة، "سياسة التجانس الثقافي" التي دشنت لها الفلسفة الليبرالية مطالبةٌ بالاعتراف بالتعدد، بعدما قادت حملات ضد الثقافات الأخرى، انطلاقاً من نظرية الأنوية الأوروبية. وتحتل رهانات الحداثة في العالم العربي جزءاً صغيراً من الأطروحة على أهميتها المعرفية، وذلك تحت سؤال "من أين يبدأ التنوير ومعركة الحرية؟"، ويعالج الكاتب انسدادات الحداثة عندنا، بدءاً من الأنماط العربية الإسلامية التي روّجت لمدح العبودية. ويخلص في هذا المجال الى أن مجابهة الموروثات لا تكون إلا عبر الحرية في التفكير كما قال كانط.