يخطئ من يتصور أن كارثة الدويقة وليدة الصدفة، حيث أنها ولم تكن مفاجأة للكثيرين خاصة الخبراء الجيولوجيين الذين تنبأوا في دراساتهم منذ نحو 51 عاما وعقب وقوع حادث منطقة زرايب الخنازير بحدوث كارثة في هذه المنطقة. وبمجرد وقوع الحادث سيطر القلق علي جميع سكان الهضبة العليا خوفا من حدوث انهيارات مماثلة بها، وثارت المخاوف من تعرض قلعة محمد علي لوقوع انهيارات بها، من جانبهم اكد الخبراء ان منطقة الهضبة العليا آمنة تماما باستثناء الحواف ذات الانحدرات الكبيرة اضافة الي منطقة المعاصر القديمة بالهضبة الوسطي وطالبوا بالعديد من الخطوات لمنع تكرار مثل هذه الكارثة. يؤكد د. صلاح محمود رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ان الهضبة العليا للمقطم آمنة تماما بنسبة 100% بما تحتوي من مبان هندسية، مشيرا الي عدم وجود عشوائيات في هذه المنطقة فجميع المباني والعقارات مصممة بشكل سليم، وقال ان الخطر الوحيد يكمن في الحواف الجانبية ذات الانحدار الحادي وتحتوي في نفس الوقت علي صرف عشوائي للمياه. وقال اننا لا نستطيع الحكم في الوقت الحالي بوجود تسرب كميات كبيرة من المياه داخل احجار الهضبة العليا وطمأن جميع سكان هذه المنطقة علي عدم وجود اية مخاطر تنذر بحدوث انهيارات للصخور بها خاصة ان الشركات المنفذة للمشروعات السكنية راعت طبيعة الهضبة وتكوينها. واشار د. صلاح محمود الي ان الخطورة في الهضبة الوسطي تكمن في منطقة المحاجر القديمة محذرا من حدوث انهيارات عديدة بمنطقة الدويقة بسبب هشاشة الصخور في هذه المنطقة نتيجة انحدارها الشديد الذي يصل الي 70 مترا بسبب الاستمرار في استخراج الاحجار لسنوات طويلة من المحاجر. واضاف ان الدراسة التي تم اعدادها عام 1994 ورفع نتائجها الي محافظة القاهرة تنبأت بحدوث انهيارات في هذه المنطقة خاصة بعد امتداد العشوائيات السكانية بها وانشاء منازل ذات صرف عشوائي. واوضح ان هضبة المقطم تتكون من طبقة سطحية من الحجر الجيري واسفله طبقة طفلية تليها طبقة جيرية اخري، واضاف ان درجة انكماش الصخور وتشققاتها ازدادت معدلاتها الطبيعية هذا العام خلال شهور الصيف الماضية ومع استمرار تزايد المياه المتسربة لطبقات المقطم حدث تآكل في الطبقة الطفلية في اطراف الجبل ولم يعد هناك ما يحمل طبقة الجبل السطحية المكونة من الحجر الجيري المتفتت فأصبحت معلقة ومهددة بالسقوط. وطالب بوضع حلول لمشكلة الصرف العشوائي في هذه المنطقة واخلاء المنازل الموجودة بها، وقال انه يتم بحث اعداد دراسات جديدة لهضبة المقطم تتضمن دراسات جيوفيزيقية للصخور ودراسات فوق سطحية ودراسات اجتماعية للسكان الذين يقطنون بها. واكد الجيولوجي محمد الحناوي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الاسبق ان الدراسة التي تم اعدادها عقب وقوع حادث عام 1993 بمنطقة زرايب الخنازير قامت بتحديد الاماكن الخطرة بالهضبة ومن بينها منطقة المحاجر القديمة التي تقع في الهضبة الوسطي والتي قام عدد كبير من المواطنين بالبناء بين المحاجر ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتوسيعها دون دراية انها مكونة من كتل صخرية غير متزنة وقال انه يري وجود خطورة ايضا في منطقة الهضبة العليا خاصة في الحواف التي تسربت اليها مياه الصرف العشوائي، موضحا ان المياه تقوم بعمل كهوف داخلية لا يمكن رؤيتها، ويمكن ان تنهار في اي وقت ووصف منطقة هضبة المقطم بأنها قنبلة موقوتة. قلعة محمد علي واكد د. الحناوي ان قلعة محمد علي آمنة تماما ولا توجد خطورة عليها مشيرا الي ان الخطورة التي كانت تهددها كانت تتمثل في مجموعة الصخور الواقعة علي الحرف وقامت القوات المسلحة بازالتها منذ عام 1993 مؤكدا ان قلعة محمد علي هي الجزء الوحيد الذي تم تنفيذ التوصيات التي خرجت بها الدراسات الجيولوجية عقب وقوع حادث منطقة الزرايب منذ 15 عاما وقال ان فكرة اقامة جدار خرساني لمنع تسرب المياه الي الهضبة تعتبر ضد طبيعة المنطقة اضافة الي انها مكلفة جدا. وطالب بالالتزام بالتوصيات العلمية عند البناء في المناطق الجبلية خاصة المناطق الجديدة مثل المنيا واسيوط فكل منطقة جبلية لها كود خاص بها ووجود الطفلة يؤدي الي زعزعة ما يتم بناؤه فوقها?.. ?ووصف المقطم بأنه خرج من ايدينا ويجب الحذر فيما هو قادم?.? وأكد د. عمر الشريف رئيس شعبة التطبيقات الجيولوجية والثروة المعدنية ان هناك 4 أسباب رئيسية لوقوع الحادث تتمثل في المياه الجوفية وعوامل التعرية وطبيعة الصخور التي تتكون منها الهضبة وهي خليط من الطفلة الطينية?.. ?فبمجرد ان تتشبع الصخور للمياه تنزلق ويحدث الانهيار. واضاف اننا لا يمكن اغفال العشوائيات التي تعمدتها منطقة الهضبة الوسطي التي تتمثل في اقامة منازل عشوائية دون اي تخطيط هندسي وطالب بوضع ضوابط حازمة من جانب الدولة للبناء وفي اقامة التجمعات العمرانية ووجود رقابة صارمة في هذه المناطق للتأكد من الالتزام بشروط السلامة والامان?.. ?وقال ان الحل الهندسي لمشكلة المياه في الهضبة تتمثل في اقامة جدار خرسانية وهي مكلفة جدا.