الكويت: بعد حوالي شهر من اتهام ابن بلدة ونينا التابعة لمحافظة سوهاج المصرية علاء احمد محمد بقتل الفتاة الباكستانية "مريم فاضل" في الكويت والقاء جثتها في حاوية للنفايات وقيامه بتمثيل الجريمة امام النيابة العامة واعترافه امام اجهزة التحقيق المختلفة، ظهرت الفتاة بعد ان كانت مختبئة فى غرفة عامل باكستاني في منطقة أبوحليفة التي تبعد حوالي 25 كيلو متراً عن العاصمة الكويتية . وأكدت الصحف الكويتية أن مريم الباكستانية حية ترزق وذهبت اعترافات علاء وتمثيله للجريمة سدي، رغم انه كان قد أكد أمام قاضي التجديد بأن الاعترافات انتزعت منه تحت الضرب. وكانت مريم مرتبطة عاطفيا بالباكستاني "تجمل" وأعدت خطة للهروب معه وغادرت منزل خالها في منطقة خيطان علي هذا الاساس، وبعدما أخفقت في اللقاء به حسب الخطة الموضوعة بينهما، ولم تكن تعلم بأن عمها كان توجه الي مخفر خيطان لتسجيل قضية تغيب بحقها وأخذه تعهدا من عشيقها تجمل وعمه اللذين أنكرا معرفتهما بوجودها، التقت شابا باكستانيا في الطريق وطلبت اليه استخدام هاتفه النقال حسب ما قالته لرجال المباحث في مخفر خيطان الذي احتجزت فيه بعد إلقاء القبض عليها في أبوحليفة امس الاول للاتصال علي عشيقها تجمل ليس في الكويت وإنما في باكستان، بعدما يئست من الاتصال برقم هاتفه في الكويت ووجدته مغلقا. وبعدما فشلت خطة هروبها مع حبيب قلبها تجمل وجدت ضالتها في الشاب الباكستاني الذي اخذت هاتفه ورافقته الي حيث يسكن في أبوحليفة. ووفق ما ورد في الاعترافات انها لم تكن تعلم بما كتبته الصحف وتناولته وسائل الاعلام عن اختفائها ومقتلها وان رجال الامن والبلدية والاثر وفريق الازالة يبحثون عن جثتها في مكب للنفايات، ولم تكن تعلم بأن شابا مصريا اعترف بقتلها بعد فشله في اغتصابها والتخلص من جثتها برميها في حاوية للنفايات واحتفاظه بملابسها الداخلية في مدرسة مهجورة، حسب ما كانت المصادر الامنية افادت به نقلا عن ممن تولي التحقيق مع الشاب المصري علاء وأخذ منه الاعترافات . ولم تكن تعلم ايضا بأنه اطلقت عليه تسمية "وحش خيطان" وسفاحها بعد اتهامه باغتصاب 16 طفلا وطفلة استنادا الي المعلومات التي خرجت من رجال المباحث وشقت طريقها لوسائل الاعلام، ولم تكن تعلم بأنه بعد ان قام بتمثيل جريمته أنكر امام قاضي التجديد ما سبق وان اعترف به ونزع ملابسه امامه وقال انظر علي اثر الضرب علي جسدي لقد اعترفت تحت الضرب والتعذيب. وبحسب صحيفة "الوفد" قال مصدر أمني انه بعد اخذ معلومات كافية ووافية عن تجمل الذي كان غادر الكويت يوم اختفاء مريم، معلومات شملت ارقام الهواتف التي من الممكن ان يتواجد عليها في باكستان، وبمقارنة الارقام الصادرة من الكويت الي باكستان والتي تم حصرها، توصل رجال الأمن الي رقم الهاتف المستخدم في الكويت والذي اتضح انه يعود لوافد باكستاني يقيم في ابو حليفة، وبعد التحريات والمراقبة اتضح بأن مريم في عهدته . يذكر ان عم مريم شيخ بشير كان افاد خلال التحقيقات مع علاء ونشرها لاعترافاته التي سربت من محاضر التحقيق انه يعتقد بأن اهل تجمل قد يكونون خطفوها وباعوها لشخص آخر. وتابع المصدر الأمني نقلا عن شيخ بشير "عم مريم" ان ابنة شقيقه كانت اتصلت بأحد افراد اسرته وتكلمت لثوانٍ واغلقت الهاتف وتوجه شيخ بشير الي رجال المباحث الجنائية وزودهم بالرقم الذي اتصلت منه ابنة شقيقه لكنهم لم يعيروا الامر اي اهتمام ما دفعه الي التوجه مجددا الي مخفر خيطان والتحدث الي الرائد حمد العجمي الذي تولي دفة متابعة القضية يؤازره النقيب عبدالعزيز حمادة . وبدأ العجمي فى متابعة التحريات والاتصال علي الرقم مرارا وتكرارا فكان يجده مغلقا حتي ظفر بما سعي اليه وتوصل الي صاحب الهاتف وظهرت الحقيقة جلية بالعثور علي مريم حية ترزق في ابوحليفة وبأن هذا الرقم يعود للشاب الباكستاني الذي أخفاها. وبعد ظهور الحقيقة ومريم حية ترزق أصدرت وزارة الداخلية بياناً أكدت فيه العثور علي الفتاة الباكستانية مريم فاضل في احدي الشقق الكائنة في منطقة أبو حليفة. وأوضحت الداخلية في بيانها ان علاء الذي أدلي باعترافات تفيد اغتصابه لعدد من الأطفال قتل الباكستانية مريم فاضل يعاني من أمراض نفسية، يذكر ان علاء قد عمل والده في الكويت 15 عاماً و11 من أقاربه يعملون فيها حالياً . من جانبها طالبت أسرة المتهم البرئ بالافراج عن ابنها، وتعويضه عن فترة السجن مؤكدة ان ابنها الذي اشتهر في الاعلام بلقب "وحش خطيان" تم تعذيبه وارغامه على الاعتراف بجرائم لم يرتكبها. وأكد والد الشاب المصري بقرية الشيخ حمد بمركز سوهاج، ان ابنه برئ من قتل الفتاة الباكستانية وبرئ من اغتصاب الاطفال، وانه تعرض للتعذيب طيلة شهر ونصف الشهر، مطالبا السلطات المصرية بالتدخل فورا لاطلاق سراحه، كما طالب القضاء المصري بالتحقيق في ملف تعذيب ابنه، وتعويضه ماديا ومعنويا. واكد شقيقه أن علاء سافر للكويت منذ عامين للعمل باحدى الشركات كبناء مع شقيقه عاصم وكان مقررا له العودة في ابريل لاتمام عرسه وزواجه، إلا انه تم القبض عليه واتهامه بالجرائم. وأضاف أن اعلان السلطات الكويتية العثور على الفتاة على قيد الحياة، يؤكد براءة شقيقه من التهمة المنسوبة اليه، وان اعترافاته وتمثيله للجريمة كان بسبب تعذيب وصعقه بالكهرباء وجلدة وصلبه بالحبال في اسقف غرفة الحبس . وطالب بالقصاص العادل وتعويض شقيقه عن سجنة وتعذيبه وفضحه في الصحف الكويتية والانترنت، ووصفه بانه "وحش خيطان" بينما هو برئ وظهرت الحقيقة كاملة .