علاء أحمد محمد، وحش الخيطان وسفاحها، كما أطلقت عليه الصحف الكويتية. شاب من صعيد مصر، ركله الفقر والعوز والبطالة مع أسرته بعيدا عن صعيده حتي وصل إلي الكويت. قُبض علي التعيس إثر اختفاء سنيورة باكستانية اسمها «مريم». اعترف علاء بقتلها بعد فشله في اغتصابها، بل اعترف بأنه اغتصب عددا من الأطفال، ومثّل الجريمة، ودلهم علي موقع الجثة. ووقت مثوله أمام القاضي خلع ملابسه ليريه آثار التعذيب الذي اعترف علاء تحت ضغطه. لكن أحدا لم يعره اهتماما. لولا العناية الإلهية التي أيقظت السنيورة من سباتها، وقررت العودة إلي أهلها بعد فترة من الاستجمام. أصلها كانت مصدومة يا قلب أمها في تجمل، تجمل.. ايهيييي تجممممل، ألا تعرفونه؟ الشاب الذي وعدها بالزواج وخططت للهروب معه. قام تجمل خلع منها، أرادت الاتصال به، فاستوقفت شابا وقالت له: تليفونك لو سمحت. لكن هاتف تجمل كان مغلقا، والحي أبقي من الميت، وخط في اليد ولا عشرة ربما تكون مغلقة. وشبكت مريومة مع الشاب وذهبت معه إلي منزله، كي يعالجها من الصدمة العواطفجية. كل هذا، وصاحبك علاء هاتك يا اعترافات، وتمثيل، وحكايات، وروايات عن توحشه وجرائمه التي لا تعد ولا تحصي. ثم أعلنت السلطات الكويتية أن الأخ «علاء» الذي اعترف علي نفسه بكل خطايا الإنسانية ولم يبق إلا أن يعترف بأنه هو الذي أكل من الشجرة وليس سيدنا آدم، ما هو إلا مريض نفسي! ليه يا عم؟ أصلنا وجدنا المجني عليها عنايات أبو سنة المسماة بمريم فاضل. فاضل إيه تاني أيها الشاب الوسيم علاء مبارك ذو الثمانية وأربعون ربيعا؟ أين مكالماتك المؤثرة الثائرة المثورة في الناس شرا؟ هذه ليست دعوة لأن يفعل بالكويت ما فعل بالجزائر. لأنني أعتقد أن إنسانا لا يستحق ما أصاب الجزائر. ده إحنا جبنا لهم هسهس، وأصبح شغلهم الشاغل هو البحث عن مصري لا يسبهم. وكل ذلك لماذا؟ لأنهم ألقوا علي علاء مبارك زجاجة مياه بلاستيكية فارغة. ليه وليه بقي؟ البرنس علاء تلُقي عليه زجاجة مياه بلاستيك؟ ما عاش ولا كان. ولتكن الثورة الغوغاء والإعلام علي الجزائر، يقودها حامي حمي كرامة مصر المتمثلة في شخصه ومشاعره الحساسة المجروحة بالبلاستيك. أما المواطن علاء، فيُضرب، ويُهان، ويُعذب، ويعترف علي نفسه بفظائع وأهوال، وحين يظهر الله براءته، تتهمه السلطات الكويتية في عقله. «أكيد عقله فوت طبعا بعد ما حدث له». لماذا؟ هل يكمن الفارق بين العلاءين؟ أم هو فرق بين البلدين؟ بلا مؤاخذة، ماذا يملك الجزائر المسكين حتي نهابه؟ بترولهم علي قدهم، ولا أمراء يغدقون علي رجال الأعمال ومن فوقهم أيضا، ولا نفوذ لدي الولاياتالمتحدة، ولا استثمارات يتشارك فيها علية القوم في الكويت مع علية القوم في مصر. وهكذا، يعذب ويشوه ويدنس مواطن مصري، ويُشهّر به قبل ظهور الكتكوتة وبعد ظهورها، ولا يحرك علاء مبارك ساكنا. طب تليفون صغير طاه إنشالله حتي بخدمة: ادفع لي شكرا. ربنا يخلي لكم كرامة مصر. خذوها فلم تعد تخصني كمواطنة في شيء.