بدأ مئات السياح يتوافدون إلى "متحف أرض اللبان" الذي افتتح مؤخرا في موقع البليد الاثري في صلالة ليلقي الضوء على تاريخ هذه الأرض التي كانت موطن شجرة اللبان واحياء لتاريخ سلطنة عُمان منذ العصور القديمة حتى المعاصرة. وبذلك وضعت الحكومة العُمانية "متحف أرض اللبان" في قلب الموقع التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي لدى اليونيسكو منذ عام 2000 لتحوله إلى منتزه أثري وسياحي، وذلك بعد استشارة المنظمة الدولية. وقد اختارت اليونيسكو موقع البليد الذي يعتبره خبراء الآثار بقايا المدينة الإسلامية الأثرية الأكثر أهمية على ساحل بحر العرب، لكونه جزءا من الموطن التاريخي لشجرة اللبان التي اشتهرت بها سلطنة عُمان والتي كانت أهم صادراتها إلى الخارج في العصور القديمة. وقال عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار السلطان قابوس للشئون الثقافية "ان وضع هذا الموقع على قائمة التراث العالمي شكل قيمة مضافة لكنوز عُمان الأثرية في منظومة التراث الثقافي والطبيعي التابعة لليونيسكو استنادا الى حيثيات علمية ومعايير عالمية". ويحوي متحف ارض اللبان شواهد على معالم وحضارة وتاريخ عُمان في مختلف العصور مع مختلف حضارات العالم بحكم العلاقات التجارية مع الموقع الجغرافي. وشارك في تصميم المتحف الذي يقع في المتنزه الأثري فريق من الخبراء والأكاديميين الفرنسيين واللبنانيين واستمر العمل فيه حوالي سنتين. ويشمل المتحف - وفقا لنفس المصدر - قاعتين، الأولى مخصصة للتاريخ وتحوي شواهد حضارية للتراث الثقافي العُماني عبر العصور، والثانية لنماذج مصغرة للسفن العُمانية وموجزا لعلاقة العُمانيين بالبحر. وقال جورج زوين مدير المشروع "ان المتحف صمم ليكون مزارا سياحيا وقبلة للباحثين، هو متحف صغير لكنه يعطي نبذة شاملة عن عُمان منذ بداية وجود الأرض العُمانية وحتى اليوم".