محيط خالد زلط : قررت الحكومة المغربية اصدار قوانين صارمة من أجل منع مثيرى الشغب من حضور مباريات كرة القدم، عقب الاحداث المؤسفة التى شهدتها مباراة قطبي الكرة الوداد والرجاء البيضاوي في بطولة كأس العرش. وشهدت مدينة الدارالبيضاء، أحداثاً مؤسفة من جانب جماهير الفريقين بعد انتهاء المباراة، ووقعت اشتباكات بين الطرفين اسفرت عن وقوع اصابات، كما طال الشغب المحلات التجارية والسيارات وكل ما وصلت إليه ايدي الجماهير. اجراءات صارمة من قبل الحكومة وقد قررت الحكومة المغربية اتخاذ إجراءات صارمة على غرار ما يحدث فى بريطانيا لمثيرى الشغب المعرفون بأسم "الهوليجانز"، حيث اوضحت اخر التقارير ان المتورط فى اى اعمال للشغب، وأدين من طرف العدالة، سوف تعلق صورته في دوائر الأمن، وستنشر في الصحف، ويمنع من حضور المباريات نهائياً كما هو معمول به فى الدورى الانجليزى. ومن جانبه، أكد المختار البقالي القاسمي مدير الشؤون العامة للامن بولاية بالدارالبيضاء ان "جمعيات محبي وأنصار الفريقين لاتعمل في الاتجاه الصحيح، بل تعمل في إطار تخريبي، إذ ثبت أن بعض الجمعيات تشعل النار من الخلف، وتمد الجماهير بمواد مخدرة وشهب اصطناعية، وبالتالي لاتلعب دورها المنطقي." وذكر مدير الشؤون العامة، أن المباراة خلفت وفاة شاب وإصابة 4 رجال أمن، و24 جريحا، و8 حالتهم خطيرة، وتكسير أكثر من 230 كرسيا وتخريب مرافق أخرى بالمركب، وإلحاق خسائر بسيارات خاصة ومحلات تجارية وبأربع سيارات للشرطة، وبحافلات النقل الحضري." بعض الاجراءات الوقائية ومن ضمن الاجراءات التى اتخذتها الحكومة المغربية، القبض على المشاغبين فى حالة التلبس، كما سيتم وضع كاميرات المراقبة فى جميع اركان الملعب لصالح المكاتب الأمنية من اجل التعرف على المشاغبين. كما سيتم التنسيق مع ادارة الجمارك لاتخاذ الاجراءات الصارمة لمنع استيراد بعض الالعاب النارية التى من الممكن ان تستخدم فى الشغب او اعمال التخريب، وتشديد العقوبات على بائعيها ومستعمليها في السوق السوداء. وعن الاماكنيات البشرية أكدت الحكومة المغربية أن مصالح الأمن ستعزز ذلك مستقبلا بزيادة اعداد الامن، الى وسائل التقنية من كاميرات وغيرها، كما سيتم تشديد العقوبات على الجمهور الذي يحمل العصي. العقوبة الموقعة على الفريقين وكانت لجنة العقوبات فى الاتحاد المغربى قد قررت عقب اللقاء انزال عقوبة على الفريقين وهى لعب مبارتين بدون جمهور، حيث يلتقي فريق الوداد مع الكوكب المراكشي في المرحلة الخامسة والمولودية الوجدية في المرحلة السابعة للدوري المغربي بدون جمهور تنفيذاً للعقوبة، فيما يلتقي الرجاء البيضاوي مع فريق الجيش الملكي في الجولة السادسة في لقاء قمة، ومجدداً مع الوداد البيضاوي في الجولة الثامنة بدون جمهور. ويعد الرجاء البيضاوي هو اكبر المتضررين من تلك العقوبة، لان قرار حرمانه من الجمهور جاء في أقوى مبارياته بالدوري أمام الجيش الملكي والوداد، مما يحرمه من مبالغ مالية كبيرة في ظل الحضور الجماهيري الكبير لهذه اللقاءات، وذلك إلى جانب حرمانه من المؤازة الجماهيرية أمام المتصدر وصاحب المركز الثالث. ومن المعروف ان ظاهرة شغب الملاعب قد ظهرت لأول مرة في بريطانيا في القرن الثالث عشر، وامتدت بعد ذلك إلى الدول الأخرى فيما عرف باسم المرض البريطاني، وسرعان ما لعبت العوامل السياسية والنزعات العرقية والانتماءات الدينية دورها في تغذية مشاعر اللاعبين والمشجعين على السواء، إضافة إلى الدور الخطير الذي لعبته المخدرات في تغذية ظاهرة شغب المدرجات. " اشهر حوداث شغب فى تاريخ الرياضة" 1 - حادثة ملعب هيسيسل سنة 1985 تعتبر أكبر حوادث الشغب على مر التاريخ، والتي ضج العالم على اثرها وكانت بداية لسن قوانين متشددة ضد المشاغبين وزيادة حراسة الملاعب، حيث تسبب الشجار في قتل 39 مشجعا إيطاليا من أنصار يوفنتوس، بعد هجوم مهاجمين من ليفربول عليهم، وحرمت على اثرها الأندية الانجليزية من اللعب خمس سنوات في بطولات أوروبا. 2 - حادثة ستاد أكرا سنة 2000 شهدت مباراة الترجي التونسي وهارتس أوف أوك الغاني في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية ، موسم 2000 و2001، أحداث شغب بين اللاعبين، وايضا بين الجماهير الفرحة عقب نهاية اللقاء، حيث قتل خلالها ما لا يقل عن 6 أشخاص، وتم الإعتداء بعنف على لاعبي الترجي رغم فوز هارتس باللقب، وتم عقاب الأخير بالايقاف لمدة سنة، وسمح له بالإحتفاظ بالكأس رغم ذلك. 3- حادثة مباراة يوغسلافيا وسويسرا سنة 2001 توقفت المباراة في الدقيقة 17 احتجاجا على هدف سويسري غير واضح، مما جعل الجمهور اليوغسلافي يقلبون أجواء اللقاء رأسا على عقب، ويرمون بالقنابل الدخانية في كل مكان في الملعب، كما استعمل اللاعبون العنف تجاه لاعبي سويسرا وجهازهم التقني، بينما كان تواجد الأمن منعدما تماما، بطريقة يمكن أن يقال عنها أنها متعمدة، وكانت العقوبة من الفيفا وقتها هي الغرمة ب7500 يورو على الإتحاد اليوغسلافي، وإنذار شديد اللهجة.