نيويورك: في ظل التقديرات التي ترجح انتعاش مستويات الطلب على النفط ووقود التدفئة نظرا لموجات البرد القارس التي تجتاح بعض دول العالم ارتفعت أسعار البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشدة للتجاوز مستويات العام الماضي 2009. وينفق الأمريكيون حاليا نحو مليار دولار يوميا على البنزين، ومعظمهم يدفع ما بين 90 سنتا إلى دولار واحد زيادة لكل جالون عما دفعوه في العام الماضي. وتشير التقديرات إلى أن مستويات المخزون من وقود التدفئة في الولاياتالمتحدة قد تواصل تراجعها للأسبوع السابع على التوالي في ظل انتقال الأجواء الباردة إلى المناطق الشمالية الشرقية. وارتفعت اسعار البنزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشدة للتجاوز مستويات العام الماضي 2009م بسبب هبوط عواصف شتوية باردة ومضاربات المستثمرين، مما دفع اسعار النفط إلى الارتفاع. وفي أقل من شهر واحد ارتفعت اسعار الخام بنسبة 20% وتجاوزت الأسعار مستويات العام الماضي، وهو الأمر الذي رفع اسعار البنزين إلى أعلى مستوى لها منذ 15 شهرا. وبلغ متوسط سعر الجالون وفقا للأرقام الواردة في وكالة الأنباء السعودية "واس" نحو 3.8 ليتر من البنزين أدنى قليلا 2.71 دولار، وبالنسبة للسائق النموذجي الذي يستهلك 50 جالون نحو 190 ليتر من الوقود شهريا، فإنه سيدفع نحو 135 دولار. وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي كان المستهلكون الامريكيون يدفعون نحو 85 دولار شهريا. واقتربت اسعار البنزين في بعض المدن الساحلية الأمريكية من 3 دولارات للجالون. ويعتقد كثير من خبراء الطاقة أن معظم الولاياتالأمريكية ستشهد اسعارا أعلى في الربيع القادم بسبب تحول مصافي التكرير إلى الالتزام بانتاج مزيج من البنزين أقل تلويثا للبيئة وفقا للقوانين الأمريكية. وقد أظهرت احصاءات حديثة أن إجمالي انتاج "أوبك" من النفط قد ارتفع في الشهر الماضي لأعلى مستوي له منذ نحو العام حيث عملت بعض الدول، كما تشير بيانات شبكة "بلوم برج" الإخبارية على رفع حجم المعروض نظراً للارتفاعات الأخيرة التي شهدتها أسعار النفط. وأفادت البيانات التي تم رصدها من خلال مسح للمعلومات الصادرة عن شركات النفط والمنتجين إلى جانب أيضاً تقديرات المحلليين، أن متوسط إجمالي انتاج أوبك قد بلغ في شهر ديسمبر 2009 نحو 28.965 مليون برميل بزيادة قدرها 65 ألف برميل من مستوي الانتاج المسجل في شهر نوفمبر. وأضافت البيانات أن الدول الأعضاء الأحد العشر العامل بنظام الحصص قد ضخت نحو 26.6 مليون برميل في الشهر الماضي. وهو ما يمثل زيادة بنحو 1.77 مليون برميل عن حجمه الانتاج المستهدف. وتأتي عمليات زيادة المعروض البترولى في الوقت الذي كانت قد أقرت فيه أوبك خلال اجتماعها الأخير في الثاني والعشرين من الشهر الماضي بمدينة لوندا على ابقاء سقف انتاجها دون تعديل. وتشير البيانات إلى أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام قد ارتفعت بأكثر من الضعف وذلك مقارنة بالمستوي المسجل في ديسمبر من العام 2008 حيث كان سعر الخام قد وصل لأدني مستوي له منذ أربعة أعوام.