"أوبك": 106 ملايين ب/ي الطلب العالمي على النفط بحلول 2030
أبوظبي: في الوقت الذي ينتظر الجميع منتجون ومستهلكون أن تبحث منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" مجدداً في حصص الإنتاج في 22 ديسمبر خلال اجتماعها المقبل في العاصمة الأنجولية ، أكد مسئول نفطي بارز أن سعراً بين 75 و78 دولاراً هو سعر جيد، معتبراً أنه سعر محفز للمنتجين حيث يسمح للدول المنتجة الاستمرار في الاستثمار في قطاع النفط لزيادة الإنتاج خلال السنوات المقبلة، كما أنها مناسبة للمستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية.
وتوقع خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس، رئيس المنظمة وزير النفط الأنجولي خلال افتتاحه للمؤتمر السنوي الخامس عشر للطاقة الذي انطلقت أعماله أمس في أبو ظبي أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 106 ملايين برميل يومياً بحلول 2030، فيما يحتاج القطاع إلى استثمارات سنوية بقيمة تريليون دولار.
وانطلقت فعاليات المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "أمن الطاقة في الخليج: التحديات والآفاق" في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، ويستمر ثلاثة أيام.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام) ألقى فاسكونسيلوس، الكلمة الرئيسية في المؤتمر، مؤكدا فيها أهمية منطقة الخليج بالنسبة لمنظمة "أوبك"، حيث تصدر دول مجلس التعاون 65% من إنتاج النفط الخام لمنظمة أوبك و60% من إنتاج الغاز الطبيعي.
و أوضح أن المعروض في الأسواق العالمية حالياً يكفي الاستهلاك العالمي لمدة تبلغ نحو 62 يوماً، بينما تستهدف "أوبك" خفض المعروض من النفط في الأسواق الدولية ليكون بحدود اكتفاء الاستهلاك العالمي لمدة 52 - 53 يوماً.
وأشار رئيس "أوبك" إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة ملتزمة بحصصها بنسبة تصل إلى 65% معتبراً أنه مستوى "مرض" من الالتزام علماً أن السقف الحالي للإنتاج حدد في يناير ب24.84 مليون برميل يومياً.
كما أشار فاسكونسيلوس إلى أن الاحتياطيات المؤكدة لمنطقة الخليج، والتي تبلغ نسبتها 72% بالنسبة إلى النفط الخام و79% بالنسبة إلى الغاز الطبيعي من إجمالي احتياطيات دول "أوبك"، موضحاً أن المنطقة وعلى الصعيد العالمي تملك 57% من احتياطيات النفط الخام في العالم و40% من احتياطيات الغاز الطبيعي.
وقال رئيس منظمة "أوبك" إن الدول المنتجة للنفط تشترك في مواجهة تحديات عديدة بما في ذلك ضرورة إعطاء العالم صورة واضحة عن موقع الدول المنتجة للنفط فيما يتعلق بقضايا الطاقة المهمة مثل أمن الطاقة.
وأضاف في هذا الصدد أن الكثير من المستهلكين ينظرون إلى أمن الطاقة ببساطة باعتباره أمن إمدادات النفط حيث أكدت منظمة "أوبك" مراراً التزامها بأمن إمدادات الطاقة، لكن ما يهم "أوبك" في الحقيقة هو أمن الطلب، وقال "هناك حالياً كثير من الغموض في الأسواق بشأن النمو الاقتصادي المستقبلي وسياسات الدول".
وأشار إلى أن آخر توقعات أوبك تدل على احتمال ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 80 مليون برميل يومياً إلى 106 ملايين برميل يومياً في الفترة بين عامي 2008 و2030، غير أن هذه مجرد توقعات وهي غير مضمونة، فالدول المنتجة لا تستطيع الاستثمار بكثرة في القدرة الإنتاجية التي يمكن ألا تتم الاستفادة منها وهذا هو السبب وراء طلب "أوبك" المتكرر لحكومات الدول المستهلكة لأن تضمن الشفافية وإمكانية التوقع والانسجام في صنعها للسياسات.