الكويت: أعلن التقرير السنوي للأمين العام لمنظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" أن اجمالي احتياطيات المنطقة المؤكدة من النفط الخام في نهاية عام 2010 بلغت حوالي 683.66مليار برميل في حين بلغ إجمالي الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي للفترة نفسها حوالي 54.8 تريليون متر مكعب. وأشار التقرير السابع والثلاثون لمنظمة أوابك "عام 2010" والذي حصلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" على نسخة منه إلى أن المنطقة العربية ظلت طيلة السنوات الخمسين الماضية تحتل مركز الصدارة بالنسبة لمصادر الطاقة الأحفورية العالمية بفضل ما تمتلكه دولها من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي. وأوضح أن احتياطيات المنطقة العربية المؤكدة من هذين المصدرين ترتفع بفضل ما كان يتم فيها من جهود لاكتشافات نفطية وغازية جديدة، مشيراً إلى أنه ونتيجة لذلك حظيت الدول العربية بثقة كبيرة واطمئنان من دول العالم المستهلكة للنفط والغاز الطبيعي. ولفت التقرير إلى أنه وبناء على هذه البيانات ظلت الدول العربية المنتجة للبترول وستظل لعشرات السنين القادمة شريكا رئيسيا ومؤثرا في الاقتصاد العالمي مبينا انها ساهمت ومنذ عقود بتزويد العالم بإمدادات طاقة آمنة ومستقرة بالرغم من الظروف التي شهدتها السوق البترولية من عدم استقرار وتوترات سياسية ومصاعب اقتصادية وغيرها. وقال إنه في ظل ما تشهده المنطقة العربية في المرحلة الراهنة من ارتفاع في وتيرة التوتر السياسي في بعض الدول العربية المنتجة والمصدرة للنفط والغاز الطبيعي وما أدت إليه تلك الأوضاع من تراجع في إنتاجها وتوقف بعض المنشآت البترولية عن العمل لأسباب مختلفة، إضافة إلى حوادث القرصنة البحرية المستمرة على ناقلات النفط والغاز الطبيعي فقد أصبح نقاش الأوساط ذات الصلة بصناعة الطاقة العالمية مرتكزا حول أمن امدادات الطاقة القادمة من الدول العربية. واضاف التقرير ان ذلك التوتر والخوف من نقص الامدادات النفطية اصبح من مواضيع الساعة ومحورا رئيسيا في نقاشات السياسة الدولية وخصوصا لدى الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة الاحفورية. وذكر أن موضوع الامدادات اكتسب أهمية خاصة في ظل المؤشرات الدالة على استمرار تنامي الطلب العالمي على النفط بمعدلات مرتفعة نسبيا في اشارة الى ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 84.5 مليون برميل يوميا في عام 2009 إلى 86.1 مليون برميل يوميا في عام 2010. وافاد بان بعض المصادر من بينها منظمة "أوبك" و"وكالة الطاقة الدولية" تتوقع أن يشهد الطلب العالمي على النفط خلال عام 2011 ارتفاعا طفيفا مدعوما في ذلك بارتفاع الطلب على النفط من الصين والهند وظهور بوادر لتعافي الاقتصاد العالمي من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية لعامي 2008 و2009. وبين ان الدول العربية وفي طليعتها الدول الأعضاء في منظمة "أوابك" تبذل مساعيها لتأمين امدادت الطاقة العالمية عبر ما تنتجه وتصدره من نفط خام وغاز طبيعي ومشتقات بترولية في اشارة الى سعيها لدعم موقعها على الساحة الاقتصادية العالمية. ورأى التقرير أن ذلك يكون عبر تطوير صناعاتها البترولية في مختلف مراحلها والعمل لرفع طاقاتها الانتاجية الاحتياطية لضمان استقرار السوق النفطية، لافتاً إلى أنها لم تدخر جهدا لتحقيق هذه الأهداف وعملت على توسيع امكانياتها الاستثمارية وواصلت تنفيذ مشاريع تطوير صناعاتها البترولية. وأوضح أن الدول الأعضاء في منظمة "أوابك" قامت خلال عام 2010 بوضع خطط استثمارية معتبرة لتطوير طاقاتها الانتاجية على صعيد الاستكشاف والانتاج في المقام الأول وتوسيع نشاطات قطاع الصناعات اللاحقة لا سيما التكرير والبتروكيماويات. وأشار التقرير إلى أن العام 2010 شهد تزايداً ملحوظاً في نشاطات التنقيب والاستكشاف عن النفط والغاز الطبيعي في معظم الدول العربية وكان من نتيجته تحقيق الدول العربية 98 اكتشافا تنوعت ما بين اكتشافات نفطية وغازية منها ما أعلنته مصر عن تحقيقها 63 اكتشافا نفطيا وغازيا. وألمح إلى أن الدول العربية عازمة على المضي قدما في تطوير وإنشاء مشاريع جديدة للطاقة في ظل ما تمثله هذه المشاريع من قيمة مضافة لاقتصادياتها الوطنية التي تعتمد بصورة رئيسية على العوائد البترولية.