روما: قدر تقرير دولي حديث العائدات المحققة من صادرات الثروة السمكية حول العالم ب 24.6 مليار دولار سنوياً ،توفر لما يزيد على 2.9 مليار شخص في العالم ما لا يقلّ عن 15% من البروتين الحيواني للفرد، في حين تساهم أيضاً بنحو 50% من كمية البروتين الحيواني الكليّ لدى بلدان في الجزر الصغرى والبلدان النامية. ورسم التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" صورةً واضحة لمدى أهمية صيد الأسماك وتربية الإحياء المائية بالنسبة إلى العالم النامي، معلناً أن 43.5 مليون شخص يعملون في شكلٍ مباشر أو غير مباشر وبوقتٍ كامل أو جزئي، في نشاطات الصيد من مصايد الأرصدة الطبيعية أو المَزارع السمكية، إذ يعيش معظم أولئك (86%) في آسيا. ومع إضافة أعداد العاملين في صناعة معالجة الأسماك والتسويق والخدمات المرتبطة بها، بما في ذلك أفراد أُسَر العاملين في شكل مباشر أو غير مباشر في مجالات الثروة السمكية والمستزرعة، يتضح أن أكثر من نصف مليار شخص يعتمدون على القطاع. ونصحت المنظمة خلال فعاليات الدورة ال 28 للجنة المنظمة المعنية بمصايد الأسماك (كوفي) ، في حضور ممثلين ل 80 دولة، لمناقشة القضايا المثارة في تقرير المنظمة، وبرنامج العمل المُعدّ لقسم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لدى المنظمة في تقرير عن "حال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم"، أرباب صناعة صيد الأسماك والسلطات الوطنية المعنية بالثروات السمكية ببذل مزيد من الجهود للإحاطة بأبعاد تأثير تغيُّر المناخ في هذه الثروات العالمية والاستعداد لعواقبه المحتملة. وأكدت ضرورة تعميم الممارسات المسئولة لصيد الأسماك على نطاقٍ أوسع، مع تضمين استراتيجيات مواجهة آثار تغيُّر المناخ في السياق العام لخطط الإدارة الحالية للموارد. ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن المنظمة أن تغيّر المناخ ينتج فعلياً الآن تعديلاً في توزيع الأنواع السمكية من أحياء المياه المالحة والعذبة، مع توجُّه الأنواع السمكية في المياه المرتفعة الحرارة، نحو مناطق القطبين. واعتبرت أن أي تناقص حاد في توافر الأسماك محلياً أو تفاقم عدم الاستقرار في موارد المعيشة الاقتصادية، في المجتمعات المعتمدة بشدة على الثروات السمكية، "سيرتّب مشكلات خطيرة". وأوضح خبير المنظمة كيفيرن كوشران، أن مصايد كثيرة تُستَغلّ الآن في أقصى هامش لطاقتها الإنتاجية، ونظراً إلى التأثيرات المحتملة من تغيُّر المناخ في نُظم المحيطات البيئية، أشار إلى مخاوف على قدرة تحمُّل هذه المجتمعات وصمودها إزاء التغيّرات. وأكد ضروة "بذل جهود عاجلة لمساعدة المجتمعات المحلية والسكانية المعتمدة على صيد الأسماك وتربية الإحياء، بهدف تعزيز مرونتها في مواجهة تغيُّر المناخ، خصوصاً تلك الأشد تعرضاً لأسوأ العواقب". ولفت تقرير «فاو»، إلى أن نشاطات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية «تُساهم بكميات محدودة في توليد غازات الاحتباس الحراري، خلال عمليات الصيد ونقل المصيد والمعالجة وخزن الأسماك، يمكن تقليصها لأن الإدارة الجيدة للثروات السمكية قادرة على تحسين كفاءة استخدام الوقود بنسبة كبيرة في القطاع». ويذكر أن الإنتاج العالمي من الثروات السمكية سجل أعلى مستوى عام 2006 ليصل إلى 143.6 مليون طنّ (92 مليون طنّ من المصايد الطبيعية، و51.7 مليون طنّ من تربية الأحياء المائية)، ويُستخدم 110.4 مليون طنّ من هذه الكميات للاستهلاك، فيما تذهب البقيّة إلى الصناعة لإنتاج العلف الحيواني والمسحوق السمكي للاستزراع. وعزت «فاو» معظم الزيادات في الإنتاج إلى قطاع تربية الإحياء المائية في مزارعٍ سمكية تغطي الآن 47% من الأسماك المخصّصة للاستهلاك البشري. بحيث بلغ الإنتاج من مصايد الأسماك الطبيعية الحرّة نقطة التشبّع، واستبعدت احتمال زيادة تتجاوز المستويات الراهنة. تضمّ أساطيل الصيد ذات المحرّكات في العالم نحو 2.1 مليون وحدة، طول 90% منها دون 12 متراً، بينما يتألف نحو 23 ألف وحدة صيد من سُفن الحمولات الصناعية الضخمة.،ولا تُعرف جنسية آلاف من هذه السفن، رغم الجهود العالمية المبذولة للقضاء على ظاهرة صيد الأسماك غير القانوني. من جهة أخرى نبّه تقرير "فاو" إلى أن 19% من أرصدة الأسماك البحرية التجارية الرئيسة تقع تحت طائلة الاستغلال المفرط، بينما استُنفِد فعلياً 8% منها، في حين أن 1% من الأرصدة في طريقه إلى الانتقال من مرحلة شبه النضوب إلى إعادة التكوّن الطبيعية. ويضيف التقرير أن 52% من مجموع الأرصدة، تُصنَّف على اعتبارها مستغلةً بالكامل أو تُنتج مصيداً يكاد يمسّ نقطة التشبّع لحدود إنتاجيتها القصوى، وهناك 20% من مجموع الأرصدة تُستَغل باعتدال أو تُصنّف على اعتبارها مستغلةً جزئياً. أمّا المناطق التي تقع تحت وطأة أعلى معدلات الاستغلال، فتتركّز في المناطق الشمالية الشرقية من المحيط الأطلسي، والمناطق الغربية من المحيط الهندي، والشمالية الغربية من المحيط الهادي.