تراجعت أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عام. فقد استقرت الأسعار عند معدل 68.58 دولاراً للبرميل الواحد لدى أقفال البورصات العالمية المعنية بترتيب عقود بيع وتسليم النفط مساء أول أمس، مقارنة ب 73.49 دولاراً في اليوم السابق، وذلك حسب البيانات التي وزعتها الدائرة المعنية بمراقبة تطورات السوق النفطية العالمة في الأمانة العامة للمنظمة أمس. وأشارت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء إلى أن أسعار سلة خامات الأوبك (12 نوعاً)، كانت قد وصلت إلى رقم قياسي هو الاعلى في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها في العام 1960، حيث أقفلت في الحادي عشر من شهر يوليو الماضي، عند معدل 136.07 دولاراً للبرميل الواحد. وبالمقارنة بين هذه الرقم القياسي، وبين معدل السعر مساء أول أمس، تكون سلة خامات الأوبك قد هبطت إلى أدنى مستوى، أي ما يعادل 68 دولاراً للبرميل الواحد خلال ثلاثة أشهر. وعزا الخبير النمساوي بشئون النفط والطاقة مهران كرابسيون الانخفاض الحاد والمتواصل بشكل عام، وأسعار سلة خامات الأوبك بشكل خاص إلى استمرار تفاقم أزمة المال والأسهم في السوق العالمية، والتباطوء الملحوظ في نمو الاقتصاد العالمي، وانخفاض الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى تحسين القيمة الشرائية للدولار، واحتدام المضاربات والأجواء النفسية المحمومة الراهنة وأعرب كرابسيون، الذي سبق له أن عمل مستشاراً في الامانة العامة للأوبك، في حديث عبر الهاتف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، عن اعتقاده بأن موقف أوبك هو موقف ضعيف نظراً لأنها غير قادرة على التحكم بأمرين أساسيين هما: الإنتاج، وتحديد اسعار النفط الخام وفي هذا السياق، أشار كرابسيون إلى أهمية المؤتمر الاستثنائي الذي سيعقده وزراء النفط والطاقة في الأوبك، والذي تقرر تقديم موعد انعقاده إلى 24 من أكتوبر الجاري في فيينا، والذي يهدف إجراء مراجعة شاملة لآخر تطورات السوق النفطية وطبيعة الأسباب والعوامل الكامنة وراء التراجع الحاد باسعار النفط. ولكنه استبعد توصل وزراء الأوبك إلى حل توافقي بشأن اجراء تخفيض حاد بإنتاج النفط الحالي والبالغ 32.2 مليون برميل في اليوم. وأعرب الخبير النمساوي عن اعتقاده بأن أعضاء المجلس الوزاري للمنظمة ربما سيفضلون التريّث إلى حين انعقاد الاجتماع غير العادي المقرر بالجزائر في 17 ديسمبر المقبل، بحيث تكون عدة استحقاقات إقليمية ودولية قد ظهرت بشكل جلي، ومن بينها انتخاب الرئيس الأميركي الجديد ومسألة النزاع في القوقاز وحذر كرابسيون من احتمال استمرار التراجع الحاد بأسعار سلة خامات الأوبك، ولم يستبعد ، تصل إلى سقف الخمسين دولاراً للبرميل الواحد خلال الفترة التي تسبق المؤتمر الاستثنائي لوزراء الأوبك.