أوبك: مستويات المخزون العالمي لا تبرر ارتفاع أسعار النفط في الوقت الذي تعدت فيه أسعار النفط في الأيام الماضية وللمرة الأولى عتبة ال 90 دولارا للبرميل محققة زيادة بنحو 50 % في غضون عام ، أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن المخزون العالمي من النفط حاليا عند مستوياته الطبيعية ولا يبرر الارتفاع الكبير في أسعار النفط. وقال المسؤول عن قسم تحليل السوق النفطية في أوبك محمد علي بور جدي أمام اللجنة النقدية والمالية الدولية التابعة لصندوق النقد الدولي بواشنطن "إن مخزونات النفط تبقى إجمالا في مستويات مريحة بالرغم من وجود عرض أقل من المتوقع لدول خارج أوبك". وأوضح في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ نت" أن أحدث أرقام تظهر أن المخزونات في الدول المتطورة بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية هي أكثر ب 68 مليون برميل من متوسط مخزونها خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه الكميات تغطي الطلب لأكثر من 53 يوما وهو معدل سليم. وأقر بورجدي أن الوضع هو أكثر توترا في الولاياتالمتحدة نتيجة انخفاض منتظم في الواردات النفطية بسبب غياب أي حوافز اقتصادية لتخزين النفط الخام فإن مستواها لا يزال يتجاوز ب 28 مليون برميل المستوى قبل خمس سنوات. وأشار إلى أن التوتر في مجال المنتجات النفطية المكررة سيتواصل العام المقبل بالولاياتالمتحدة لأن قدرات التكرير لن تزيد قبل نهاية العام 2008. وشدد المسؤول في أوبك على أن الاستثمارات التي وافقت عليها دول المنظمة ستسمح بزيادة قدرتها الإنتاجية بنسبة 10% في الفصول المقبلة وهو ما يتيح قاعدة مريحة لمواجهة أي عجز غير متوقع في العرض. وأكد أن مستويات كهذه من شأنها طمأنة الأسواق بشأن استعداد أوبك تلبية كل حاجات الأسواق النفطية العالمية. ومن جانبه أكد وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف أن الزيادة في أسعار النفط والتي تجاوزت في الأسبوع الماضي مستوى ال 90 دولارا للبرميل وهو اعلى مستوى منذ بدء التعاملات في عام 1983 تأتي نتيجة لعمليات المضاربة في السوق البترولي فضلا عن العوامل الجيوسياسية. واشار في تصريحات لقناة العربية إلى أن الارتفاع الراهن للأسعار لا يرجع لوجود فجوة بين مستويات العرض والطلب. غير أن الوزير السعودي أكد أن الدول المصدرة للنفط مستعدة لتلبية أية احتياجات طارئة في السوق. أسعار قياسية للنفط في السياق نفسه قالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد إن وزير المالية السعودي أبلغها أن بلده مستعد لزيادة إنتاج النفط إذا دعت الحاجة إلى ذلك. وأضافت بعد اجتماع الهيئة القيادية في صندوق النقد الدولي أن السعوديين مستعدون لزيادة إنتاج بلادهم التي تملك أكبر أهم احتياطي نفطي في العالم وأكبر المنتجين في أوبك. وعلى صعيد متصل قال رئيس شئون أوبك لدي وزارة النفط الإيرانية جافاد يارجاني أن أسعار النفط لا تشهد ارتفاعا نتيجة وجود نقص في مستويات المعروض بالسوق ولذا فإن أي زيادة في الإنتاج من المستبعد أن تسهم في خفض الأسعار. من جانبه استبعد وزير النفط الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" شكيب خليل احتمال عقد مؤتمر طارئ للمنظمة قبل المؤتمر العادي المقرر عقده ديسميبر المقبل في دولة الإمارات، لبحث سبل وقف ارتفاع أسعار النفط الخام. وافاد بأن المؤتمر القادم لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" المزمع عقده فى أبوظبى فى ديسمبر القادم سيقوم بدراسة الوضع من جميع جوانبه. وقال خليل في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إن أسواق النفط تتفاعل مع العوامل الجيوسياسية ولا تأخذ بعين الاعتبار آخر زيادة أقرتها أوبك خلال اجتماعها الأخير بفيينا والبالغة 500 ألف برميل تبدأ من شهر نوفبر المقبل. وإلى جانب العوامل الجيوسياسية أرجع الوزير خليل الارتفاع الحالى فى الأسعار إلى العجز فى طاقات المصافي وتوقف الانتاج فى بعض المناطق بسبب الأعاصير وكذلك جراء المضاربات المفرطة. وأوضح وزير الطاقة الجزائري أن "أسعار النفط ربما ترتفع أكثر إذا جاء الشتاء قارس البرودة بعد صعوده القياسي الأسبوع الماضي لكن ينتظر أن يتراجع في الربع الثاني من العام المقبل". وترى منظمة "أوبك" أن الارتفاعات الراهنة لأسعار النفط تقف وراءها عوامل تتمثل في عمليات المضاربة بالسوق وانخفاضات سعر الدولار فضلا عن العامل الجيوسياسي.