برلين: أحدث توقيع كتاب "ألمانيا تلغي نفسها" ل تيلو زاراتسين في أواخر شهر أغسطس/ آب المنصرم ضجة إعلامية كبيرة، ونفذت الطبعة الأولى منه يوم صدوره، وذلك لتناوله الموضوع المفضل لدى كاتبه والمتمحور حول غزو المسلمين لألمانيا. في هذا الكتاب ينتقد زاراتسين سياسة الهجرة إلى ألمانيا وقواعد الاندماج والمعونات الاجتماعية التي يتلقاها المهاجرون، وفي صحيفة "الحياة" اللندنية كتب سمير جريس عن المؤلف والكتاب كاشفاً السر وراء الجدل المثار حوله، حيث يرى المؤلف أن ألمانيا في طريقها إلى الانحدار والانهيار، ويرجع ذلك إلى أن الغباء ينتشر في المجتمع بسبب معدلات الإنجاب المرتفعة للمهاجرين والألمان من الطبقات الدنيا ذوي الثقافة الضحلة والذكاء المحدود والذين ينجبون أطفالاً أكثر من الألمان المتعلمين المثقفين. ومن وجهة نظر زاراتسين أنه بما أن "جينات الذكاء" تورث، فبالتالي "جينات الغباء" تورث بدورها، مما يؤدي إلى أن تسير ألمانيا على طريق الانحدار، ملقياً الذنب في ذلك على عاتق الأجانب الذين يخفضون بذكائهم المحدود معدلات الذكاء في البلاد، برفضهم الإندماج وإستنزافهم لموارد الدولة، ولكونهم غير منتجين ويعيشون على المعونات الاجتماعية. ويخص المؤلف الألماني بالذكر المهاجرين من أصل تركي وعربي الذين يتمتعون بمعدلات إنجاب عالية، وعلى حد قوله ينجبون "فتيات بحجاب على الرأس"، وأن هؤلاء المهاجرون الأتراك والعرب "المسلمين" يغزون ألمانيا، ويفضلون أن يعيشوا في مجتمعات متوازية يترعرع فيها الأطفال، ومعهم العنف والأصولية، ويرجع زاراتسين السبب في عدم إندماجهم لكونها "مشكلة ثقافية". وبحسب موقع "دويتشيه فيليه" يرى البروفيسور كلاوس ليغيفيه أستاذ العلوم السياسية في معهد إسن للعلوم الثقافية، ان أراء زاراتسين التي أوردها في كتابه لن تساهم مساهمة مفيدة في النقاش حول الهجرة، بل يتهمه بتسميم أجواء التعايش بين المهاجرين المسلمين والأغلبية. ويعتقد البروفيسور ليغيفيه أن زاراتسين لا يهدف إلى إجراء حوار عقلاني حول مشاكل الاندماج والهجرة، وأن كل ما يريده هو زيادة طبعات كتابه، ونشر آرائه في صحيفة "بيلد" الشعبية وفي البرامج التلفزيونية. يذكر أن مؤلف الكتاب هو رجل اقتصاد، ينتمي إلى الحزب الاشتراكي، ثاني أكبر الأحزاب الألمانية، تولى وزارة المالية فترةً في ولاية برلين، وهو حالياً عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الألماني.