باريس : صدر حديثاً عن مؤسسة "أوديل جاكوب باريس 2010" كتاب "معاني الضحك" للكاتب والمحلل النفساني الفرنسي دانييل سيبوني أحد تلامذة جاك لاكان، والذي يتناول فيه آلية الضحك والسبب وراء أن البعض يضحكون أكثر من غيرهم. ووفقاً لصحيفة "البيان" يحاول المؤلف في كتابه تفسير ظاهرة الضحك ودلالاتها بالاعتماد على نظريات فيلسوف مثل برجسون عندما تحدث عن الضحك المرتبط بموقف، ومحلل نفساني مثل سيجموند فرويد والضحك كفعل مضاد للكبت، وشاعر مثل شارل بودلير والضحك الشائع. ومن خلال النظريات السابقة يعطي المؤلف للضحك بعدا ومدى رمزيين، ويعتبره كوسيلة لتحديد العلاقة مع الآخر ومع الذات، ويبحث في الأمثلة الشهيرة لبشر حاولوا دفع الآخرين نحو الضحك كوودي آلن، المخرج السينمائي الأميركي الشهير، أو غي ديفوس، أحد أشهر الفنانين الساخرين في القرن العشرين بفرنسا، وهو يؤرخ ل "معنى الضحك" منذ الأزمنة القديمة حتى الفترة الراهنة. ومن خلال الكتاب يشرح المؤلف "معاني الضحك" ضمن سياقها التاريخي وارتباطها بمجموعة معينة من البشر كاليهود أو بشخصيات شهيرة مثل جوزيف ستالين، وفي كل الحالات يرى أن للضحك علاقة بين هوية صاحبه وعلاقته مع الآخرين. ويشرح المحلل النفساني الفرنسي أنه توجد علاقة كامنة وراء الضحك بين "الغريزة والعقل" و"الروح والمادة" و"القاعدة والاستثناء" و"النظام وحدود هذا النظام" و"التعبير عن المواقف وكبتها"، فهكذا مثلاً يرى أن رؤية الأطفال لمنظر ما قد تثير ضحكهم، لكن إذا حصلت الرؤية بوجود الأهل فإنها تثير لديهم القلق والشعور بالضيق. ويتناول المؤلف هؤلاء الذين لا يعرفون موهبة الضحك مثل الجامدين عقائديا والإرهابيين والثوريين فهؤلاء جميعا يعيشون حالة من الرضى الكامل عما هم عليه ويلتصقون إلى حد الالتحام بأفكارهم وبالسلطات التي يرون أنها تجسّد أفكارهم، كذلك هؤلاء الذين يعيشون حالات من الحنين إلى الماضي، والعشّاق الذين لا يرون في الدنيا سوى من يعشقون وغيرهم ممن يغلقون كل المخارج فكل هؤلاء لا يعرفون نعمة الضحك حيث أنهم يمثّلون "الجدية الأبدية" ويحتمون داخل قلعتهم الداخلية بحيث يبقون أسيادا مطلقين لإمبراطورية خاوية.