الرياض: حوى كتاب "قلق المعرفة: إشكاليات فكرية وثقافية" الصادر حديثا عن المركز الثقافي العربي للدكتور سعد البازعي دراسات مطولة ومقالات موجزة. وذهب البازعي إلى أن مفردة القلق التي تتكرر في أماكن كثيرة من الكتاب تقف عنواناً على انشغال مركزي له وإن اختلفت صور التعبير عن ذلك الانشغال، فهو إن توقف أمام القلق شاغلاً في العلاقات الثقافية، في حضور الآخر، في أسئلة الاختلاف سواء في الأدب أو في الفكر أو في الفن. فإنه يتوصل إلى أن "القلق هو ناتج الوقوف أمام الاختلاف، اختلاف الثقافة عن ثقافة أخرى، أو هو ناتج الأسئلة المحيرة التي لا تتوقف المعرفة عن طرحها والتنامي من خلالها سواء كان ذلك أمام المفكر أو أمام الشاعر أو أمام الفنان". محتويات الكتاب وفق صحيفة "الوطن" السعودية تكونت من عشرة فصول بدأت بقلق الأطر وشمل موضوعات "جمهور الثقافة أم ثقافة الجمهور، الفكر وأسئلة الإثنية، حول علاقة الديني بالأدبي، حدود الفن. ثم تساؤل عن هل هناك فلسفة عربية معاصرة؟". أما قلق المفكر فحوى ثلاثة مقالات حول عبدالوهاب المسيري تركة المفكر وواقع الثقافة، صورة شخصية للمفكر في اختلافه، وأشكلة المفاهيم. قلق الغياب ضم مقالات "فايز في قائمة الإبداع!، وداعاً مثقف الصحراء! أستاذتي فاطمة موسى". وخصص الفصل الرابع للباحث المغربي محمد عابد الجابري بعنوان "الجابري: قلق الحوار.. قلق التفلسف". بينما كان الفصل الخامس عن المفكر الفلسطيني "إدوارد سعيد: قلق الانتماء، الانتماء الغربي للمثقف العربي". وفي "قلق المعاصرة" يتساءل البازعي عن عصر المعلومات أم عصر المعرفة؟ مأزق العلوم الإنسانية وأخواتها، هل نعيش في القرن الواحد والعشرين؟ بين انقراض اللغات وانحسارها: قلق العربية، الكتابة بين الشارع والشاعر. وفي قلق التنوير يتساءل عن التنوير العربي: نوافذ إلى ماذا؟. إضافة إلى تساؤلات ألمانية حول الإسلام، وتساؤلات أوروبية حول دور العرب، وثقافة أمريكا وبربريتها، وأوباما من منظور فلسفي، وكل ذلك في الفصل الثامن تحت عنوان "تساؤلات غربية". أما القلق اليهودي فيفرد له البازعي الفصلين التاسع والعاشر متناولا "موران ودور اليهود في أوروبا، خطاب الإصلاح اليهودي، عند الستين يخشى الإسرائيليون الزوال، أوباما وإسرائيل: لماذا الدعم الأعمى؟ نقد إسرائيل ودروس التاريخ، إسرائيل: انتصارات عسكرية وهزائم أخلاقية"، فيما كان الفصل العاشر عن قلق التأليف والكتابة عن اليهود. ويختم البازعي الذي عرفته الساحة الثقافية السعودية واحدا من أهم النقاد منذ ثمانينات القرن العشرين بقوله "ذلك الفسيفساء هو ما تبين لي وأنا أقلب أوراق سنوات مضت لأجمع ما يمكن جمعه مما نتج عن مشاغل تلك السنوات على المستويين الفكري والثقافي العام. وبتدقيق النظر بدأت معالم صورة كلية تتراءى لي، صورة يشير إليها العنوان الذي استقررت عليه بوصفه ملتقى المشاغل أو الإشكاليات".