صدرت في ثوبها الألماني رواية "مهاجرون قذفهم البحر" للكاتب المغربي يوسف أمين العلمي ترجمة رائد الباش، وترصد بين دفتيها دوافع اللجوء إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير شرعية بحثا عن حياة أفضل. ويتوقف العلمي كثيرا من خلال روايته أمام غرق قوارب المهاجرين الي أوروبا هربا من جحيم بلدانهم إلي رحاب الحلم الأوربي فيستقر بهم المقام في قاع البحر، وهو الحادث الذي لا تكلف وسائل الإعلام عناء التوقف أمامه. ويحاول الكاتب المغربي رصد الدوافع التي حملت شباب في مقتبل العمر إلى اللجوء إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، ولخصها في فقدان العمل والحمل غير الشرعي والشعور بالضيق بسبب المعايير والقواعد الاجتماعية والمتاعب الاقتصادية. وأكد العلمي أنه قرأ مثل هذا الخبر في عمود "المتفرِّقات" في احدي الصحف المغربية "وثم أُضيف عددهم إلي عدد الذين لقوا حتفهم بمثل هذه الطريقة في ذلك العام. وهكذا يتم التقليل من قيمة هؤلاء القتلي إلي أرقام إحصائية"، ولكنه رفض التسليم بذلك لأنه مؤمن أن للأدب في النهاية سلطة قادرة علي وضع البعد الإنساني الخاص بمثل هذه الأحداث في مكان الصدارة. يقول يوسف أمين العلمي "ربما يكون لدي هؤلاء حلم كبير جدًا إلي حدّ ما، وحياة صغيرة جدًا إلي حد ما ومن الصعب تحملها"، ونقل خبر غرق الثلاثة عشر غريقًا الذين قذفهم البحر إلي حياة جديدة. "اثنا عشر رجلاً وامرأة حامل غرقوا في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الدخول بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، وتم العثور على جثثهم على شاطئ بلدة تقع على الساحل المغربي". الكاتب الألماني موريس بيهريندت يتأمل كثيرا قدرة العلمي علي تحويل هذا الخبر المقتضب إلي منظر مؤثر تمتزج فياة الحياة والحب والموت، رواية تشخص جذور مشكلة الهجرة غير الشرعية وعلي الرغم من سهولة فهم هذه الموضوعات واستيعابها إلا أن قراءة الرواية ليست بالسهلة. لقد رسم العلمي بروايته المصير المأسوي لشباب ورجال ونساء حملتهم الظروف والضغوط الي اللجوء الي البحر بحثا عن الحلم الأوروبي، فتحول القارب الي أحدهم يصف كيف أنقلب وكيف أطل الموت في لحظات من بين ظلمات البحر ليلقي بدمعة في عيون أحبائهم.