صدر مؤخرا عن مركز دراسات الوحدة العربية للدكتور خير الدين حسيب كتاب "رؤية في القضايا العربية" في ثلاثة عناوين غير منفصلة: القومية العربية - الوحدة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، والمثقف العربي والديمقراطية. تتناول مواد هذا الكتاب مسائل مختلفة، منها ما يتصل بفكرة الوحدة العربية وتجربتها التاريخية، ومنها ما يتصل بعلاقة تياري العروبة والإسلام بعضهما بعضاً، ومنها ما يتصل بتجربة "المؤتمر القومي العربي" وبالحاجة الدائمة إلى وضعها في ميزان المراجعة والفحص النقدي، كما أن منها ما يتصل بقضايا الصراع العربي - الصهيوني ومحطات رئيسية منه على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، وما يتصل بمجمل قضايا الوطن العربي. وفق صحيفة "المستقبل" اللبنانية يحدد المفكر الدكتور خير الدين حسيب في الفصل الأول التحديات العربية الرئيسة: القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الصهيوني ذلك أن ما يجري من تسوية لإنهاء القضية الفلسطينية هو مصادرة لحق الأجيال المقبلة، تحدي الديموقراطية، إذ من الصعب تصور استمرار الأوضاع العربية وطريقة الحكم الموجودة في الوطن العربي، في غياب المشاركة العربية الحالية، وتحدي النظام الإقليمي العربي ونزاعات الحدود وتحدي الوحدة أمام تجربة الاتحاد الأوروبي. في الفصل الثالث يسجل خير الدين حسيب سلسلة ملاحظات في مراجع نقدية للتيار القومي تتركز على مجمل عناوين: تخلّف العمل الفكري القومي عن العمل السياسي، عدم الإطلاع والاهتمام الكافي بالتراث العربي - الإسلامي، قضية الديمقراطية السياسية وأولوية التنمية والتغير الاجتماعي، قضية الاشتراكية ومدى التوسع في دور الدولة الاقتصادي، التناقض بين أولويات بعض الأحداث، عدم التفريق بين الموقف من القضية الاجتماعية والموقف من القضية الوطنية، موضوع طريق الوصول إلى السلطة، العمل السري في التنظيمات القومية، المعايير الذاتية في تعويم الأنظمة العربية، والوقوع في أسر الماضي وسلبياته مع القوى السياسة الأخرى. يقول د.حسيب: يبدو أن الأنظمة العربية تستجيب بقدر كاف وسريع لهذه التحولات الديمقراطية من العالم مع التسليم بأن الديمقراطية وحدها لن تكون حلاً سحرياً ويبقى الخيار أمام الأنظمة العربية هو بين تطور ديموقراطي سلمي وتدريجي ومنظم، ولكنه حقيقي، وبين ثورة ديمقراطية عنيفة بكلفة اجتماعية عالية. يحدد خير الدين حسيب الصعاب الداخلية والخارجية التي تجابه المثقف العربي وتحول دون قيامه بالدور المطلوب منها: الأوضاع الخارجية لمحنة المثقف العربي: الأوضاع العربية والفئات الحاكمة وانعدام الحريات والتضخم والقيم الاستهلاكية، العلاقة بالسلطة، والارتباط والتداعي أمام السلطة، التغريب أو الارتباط بالغرب الرأسمالي، تدني المستوى الفكري والعلمي، انحسار وجود المجتمع المدني العربي، انعدام الاستقلال الاقتصادي، والتبدل في نسق القيم وتحوله في كثير من البلدان العربية من نسق قيم مديني إلى نسق قيم ريفي.