صدر حديثا عن راندوم هاوس كتاب "متاهة بوتين: جواسيس، قتل، والقلب المظلم لروسياالجديدة" لمؤلفه ستيف لوفين. منذ وصول بوتين إلى سدة الرئاسة في روسيا تمكن من فرض نظام صارم عليها لم تعرفه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وبدأ في عهده ازدهار اقتصادي تعود أسبابه الرئيسية إلى ارتفاع أسعار النفط، لكنه أصبح في الوقت نفسه واحدا من أشد النقاد للولايات المتحدةالأمريكية، وفرض سلطته الفردية في الداخل الروسي، ولاقى الكثيرون من معارضيه مصير الموت. ووفقا لمحمد خير ندمان بصحيفة "الوطن" السعودية يتحدث الكتاب عن الفساد والتجسس ومركزية الموت في الثقافة السياسية الروسية. يقول لوفين إن روسيا الحديثة تسير في اتجاه مقلق، فالثروة التي جنتها روسيا من ارتفاع أسعار النفط وعودتها إلى مسرح النفوذ العالمي شجعت الرئيس فلاديمير بوتين على العودة إلى الحكم الفردي الذي يعود في جذوره إلى عهد القياصرة ومن بعده الحكم الشيوعي أيام الاتحاد السوفييتي، ومع أن هناك رئيساً جديداً لروسيا حاليا، وهو ديمتري ميدفيديف، فإن بوتين لا يزال في واقع الحال يحكم قبضته القوية على مراكز القوة في روسيا الاتحادية. ويتحدث لوفين عن نمو ما يسميه "ثقافة الموت" في عهد بوتين، والتي تعكسها ممارسات الكرملين في اغتيال المعارضين السياسيين، ولا مبالاة بوتين في حال سقوط ضحايا أبرياء نتيجة لبعض سياساته وقراراته. ويستند لوفين في جمع معلوماته على مقابلات جديدة وشهود عيان وروايات عائلات الضحايا، ويوثق من خلال ذلك الأحداث الدموية التي ميزت الفترتين الانتخابيتين اللتان قضاهما بويتن كرئيس لروسيا. ومن بين الأحداث التي يوثقها الكتاب حادثة قيام مجموعة إرهابية باحتجاز رهائن في أحد مسارح موسكو المزدحمة وإعطاء الأوامر للجيش الروسي باقتحام المبنى واستخدام الغاز في المبنى، الأمر الذي أدى إلى موت أكثر من 100 رهينة. ويتحدث الكتاب عن مقتل الصحفية آنا بوليتكوفسكايا نتيجة إطلاق النار عليها في مصعد منزلها في نفس اليوم الذي كان فلاديمير بوتين يحتفل فيه بعيد ميلاده، وقيل يومها إن مقتلها كان هدية خبيثة قدمه له بعض أعوانه أو مؤيديه. ويتطرق الكتاب أيضا إلى القصة الشهيرة التي تناولتها أجهزة الإعلام العالمية حول اغتيال الجاسوس الروسي السابق ألكساندر ليتفنينكو عام 2006، بعد لجوئه إلى لندن. ويلقي الكتاب الضوء على تاريخ روسيا مع التركيز على أشخاص تميزوا بممارسة الاضطهاد والقسوة، مثل إيفان الرهيب الذي كان مغرما بدس السم لمنافسيه المحتملين، وقيام القيصر بيتر الأعظم بإعدام ابنه، وإرسال ستالين لقاتل محترف لاغتيال ليون ترويسكي في المكسيك.