في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    محافظ بني سويف يلتقى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    خبير اقتصادي: صندوق النقد يتوقع تحسنا كبيرا في الأوضاع الاقتصادية المصرية    هذه كوارث اقتصاد السيسي في تقرير مراجعة صندوق النقد الدولي    مطار الملك خالد الدولي يستقبل أولى رحلات خطوط شرق الصين الجوية القادمة من شنغهاي    عبور 4150 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود لغزة منذ بداية أبريل    حماس: لا نجد مشاكل في عرض الهدنة الأخير.. وأجواء إيجابية تحيط بالمناقشات    بريطانيا تدرس إرسال قوات إلى غزة لتوزيع المساعدات    وزير الخارجية ونظيره السويسري يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    الأهلي يقلب الطاولة على الزمالك ويستعيد كأس مصر للطائرة رجال    تريزيجيه يصنع في فوز طرابزون برباعية أمام غازي عنتاب    مديرية تموين أسيوط تشن حملات على محال الجزارة والمخابز .. تفاصيل    بالأسماء.. إصابة 12 في حادث انقلاب سيارة ميكروباص في البحيرة    ميرنا نور الدين بإطلالة رقيقة في أحدث ظهور لها    عمرو أديب: حلم تطوير التعليم وتخريج مبرمجين مصريين أهم من النووي    منة فضالي: اكتشفنا إصابة والدتي بالكانسر «صدفة»    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    محمد أبو هاشم: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب (فيديو)    صحة الإسماعيلية تنظم قافلة طبية مجانية ضمن مبادرة حياة كريمة    «الرقابة الصحية»: القطاع الخاص يقدم 60% من الخدمات الصحية حاليا    محافظ الدقهلية: دعمي الكامل والمستمر لنادي المنصورة وفريقه حتي يعود إلي المنافسة في الدوري    بايرن ميونخ يغري برشلونة بجوهرته لإنجاز صفقة تبادلية    فرقة بني سويف تقدم ماكبث على مسرح قصر ثقافة ببا    تعرف على مواعيد امتحانات المرحلة الإعدادية في مدارس الأقصر    أون لاين.. خطوات إصدار بدل تالف أو فاقد لبطاقة تموين 2024    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    جذابة.. إطلالة ساحرة ل ياسمين عبد العزيز في صاحبة السعادة- وهذا سعرها    بعد عامين من انطلاقه.. «محسب»: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع المصري    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    امتحانات الفصل الدراسي الثاني.. نصائح لطلاب الجامعات ل تنظيم وقت المذاكرة    التغيرات المناخية وآثارها السلبية في العالم العربي.. ورشة عمل بمركز الفلك بالبحوث الإسلامية    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو في حالة اضطراب كامل وليس لديها رؤية    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    البوصلة    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    حسام غالي: «شرف لي أن أكون رئيسًا الأهلي يوما ما وأتمناها»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في "مكان في الجنة".. الخراشي تحذر من دموع الآباء
نشر في محيط يوم 13 - 08 - 2007


دموع الآباء تحذر منها ناهد الخراشي

العقوق بأشكاله أصبح أمرا عاديا في هذا الزمان ، وآهات الآباء والأمهات لا تجد من يسمعها ، وكأن سنوات العمر التي أمضوها في رعاية أبنائهم شيئا لم يكن ، ونقرأ رسالة حب إلى كل أب وأم نابعة من حب الله تبرز معاني الرحمة والحنان والبر في الحياة وبعد الممات بتصدير قدمته الكاتبة الإسلامية ناهد الخراشي كتابها " مكان في الجنة" عن دار الكتاب الحديث .

غلاف الكتاب
محيط : شيماء عيسى
تستهل المؤلفة الكتاب بالآية الكريمة : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما – واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" سورة الإسراء، وأهدت الكتاب لروح أبيها وأمها .
يرتكز المحور الرئيسي للكتاب على أن من يبر والديه طاعة لأمر الله واستجابة لتوصية الرسول صلى الله عليه وسلم سيفوز برضا الله وينال مكان في الجنة ، فكان لابد من التعرض لوصف الجنة وصفات أهلها وفق ما ورد بالقرآن الكريم ، والأسباب التي تعينك على بر الوالدين ، والوقوف عند ظاهرة العقوق للوالدين وعرض نماذج حية لمن عقهما وعاقبته ، وإلقاء الدور على دور الدولة في رعاية المسنين .
الجنة اسم شامل لما حوته من البساتين والقصور وأسباب النعيم " جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون.." وفيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما ورد بالحديث القدسي الشريف.
يقول الله تعالى في وصف الجنة بسورة الواقعة "والسابقون السابقون- أولئك المقربون – في جنات النعيم- ثلة من الأولين – وقليل من الآخرين – على سرر موضونة – متكئين عليها متقابلين – يطوف عليهم ولدان مخلدون- بأكواب وأباريق وكأس من معين- لا يصدعون عنها ولا ينزفون – وفاكهة مما يتخيرون- ولحم طير مما يشتهون- وحور عين- كأمثال اللؤلؤ المكنون- جزاء بما كانوا يعملون- لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما- إلا قيلا سلاما سلاما- وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين – في سدر مخضود- وطلح منضود- وظل ممدود- وماء مسكوب- وفاكهة كثيرة- لا مقطوعة ولا ممنوعة – وفرش مرفوعة – إنا أنشأناهن إنشاء- فجعلناهن أبكارا – عربا أترابا – لأصحاب اليمين – ثلة من الأولين – وثلة من الآخرين ".
تورد المؤلفة آيات متعددة في أصحاب الجنة منها ما ورد بسورة الأحزاب " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " معتبرة أن عبادة الله هي في الأساس لوجهه الكريم ليس خوفا أو طمعا فحسب ، وتقول ما ورد في صفة أهل النار بسورة المطففين " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" وفي صفة أهل الجنة ما ورد بسورة القيامة "وجوه يومئذ ناضرة- إلى ربها ناظرة".
أبناء بروا بأمهاتهم
الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود والجندي المجهول الذي يسهر الليالي لرعاية ضعفنا وهي شمس الحياة ، الإسلام قدم الأم بالبر على الأب لسببين الأول أن الأم تعاني بحمل الابن وإنجابه وإرضاعه وتربيته أكثر مما يعانيه الأب مصداقا لقوله تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" سورة لقمان ، والسبب الثاني أن الابن كثيرا ما يغتر ويتساهل في حق أمه عليه لما يرى من عطفها ورحمتها وحنانها وهي فطرة فطرت عليها .
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال: امك : قال : ثم من ؟ قال: أمك. قال ثم من ؟ قال :أبوك .
وبالنسبة لتخصيص يوم للاحتفال بالأم تحدد 21 مارس فترى المؤلفة أن هذا السلوك لا يعتبر مظهرا لتكريم الأم لأن الإسلام كرمها طوال حياتها وبعد موتها ، وتسميه يوم الحزن العالمي حيث يبكي هذا لأن أمه ماتت وهذا لأنه مسافر بعيدا عنها ومنهم من لم ير أمه ، غير أنها تتوجه بكلمتها لمن فقد أمه بأن يقرأ لها القرآن في هذا اليوم ويدعو لها الله بأن يتغمدها برحمته ، وان يتصدق على روحها للفقراء والمساكين حيث تنتفع بهذه الأعمال فتشعر بالسعادة .
وقد ضرب السلف الصالح وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعون له رضي الله عنهم ، ضربوا أروع الأمثلة في بر أمهاتهم .
ويروى أن أم مسعر استسقت من ابنها مسعر الماء في الليل ، فقام فجاءها وقد نامت ، وكره أن يذهب فتطلبه ولا تجده، وكره أن يوقظها فلم يزل قائما والإناء معه حتى أصبح .
يروى أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- فقال: يا أمير المؤمنين ، أمي عجوزة كبيرة ، أنا مطيتها ، أجعلها على ظهري ، وانحن عليها بيدي ..فهل أديت شكرها ؟
-قال عمر بن الخطاب :لا .
-قال الرجل : لم يا أمير المؤمنين .
-قال عمر بن الخطاب : إنك تفعل ذلك بها ، وأنت تتمنى موتها لكي تستريح ، وكانت تفعل ذلك بك وهي تدعو الله عز وجل أن يطيل عمرك .
وبالأب براً
الأب هو الذي يتعب ويكافح من أجل تحقيق حياة آمنة حافلة بالإطمئنان والاستقرار لأبنائه ، وهو الحنان الممتزج بالحزم والقوة الذي يستطيع أن يقود سفينة الحياة إلى بر الأمان فيوفر لأبنائه السلام ، تستطيع أن تصفه بالمعلم وخبرة الحياة ، ومن يقسو أحيانا لمصلحتنا .
وللأب جق الإحسان إليه وطاعته والتأدب في التعامل معه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت ومالك لأبيك" ، من نماذج البر عند السلف أنه روي أنه قيل لعمر بن زيد : كيف بر ابنك بك ؟ قال : ما مشيت نهارا قط إلا وهو خلفي ، ولا ليلا إلا مشى أمامي ، ولا رقى سطحا وأنا تحته.
لماذا نبر بآبائنا ؟
قال تعالى " وقضى بك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقال رب ارحمهما كما ربياني صغيرا* ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا" . سورة الأسراء.
لقد جعل الله عز وجل الإحسان إلى الوالدين تاليا لتوحيده وعبادته لوجوه متعددة أولها تعظيما لمكانة وشأن الوالدين عند الله ، وثانيهما انهم سبب وجود الابن وسبب التربية ، والثالث أن الله سبحانه خلق بالفطرة فيهما حبا لأبنائهم وأملا في أن يحظوا في الحياة بنصيب أعظم ، ورابعا أنهما لا ينتظران أي مقابل لرعايتهما لنا ، والمؤمن هو من يوفقه الله لبرهما فهما باب من أبواب الجنة .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- " ما من مسلم له والدان مسلمان ويصبح إليهما محتسبا إلا فتح الله له ما بابين من الجنة" ، وقال : " بروا آبائكم تبركم أبنائكم" ، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة لوقتها. قلت : ثم أي . قال : بر الوالدين . قلت : ثم أي؟ قال : الجهاد في سبيل الله ".
دوافع دنيوية ودينية لبر والديك
عددت المؤلفة ناهد الخراشي نحو تسعة عشر سببا تعينك على بر الوالدين ، فأولها إقامة التوحيد لله عز وجل ؛ باعتبار أنك حينها ستسعى لطاعة أوامره ومنها بر الوالدين ويكون برك بالوالدين حبا لله ، أما العامل الثاني فهو الاستعانة بالله عز وجل لإعانته على البر كأحد الطاعات في الحياة ، أما العامل الثالث فهو تطبيق الشهادة للإسلام عمليا ، ورابع العوامل قراءة القرآن الكريم والعمل بما فيه ، ومن بين العوامل أن تعلم جيدا أنه كما تدين تدان ولنستمع للقصة التالية : " ذكر العلماء أن رجلا كان عنده والد كبير ، فتأفف من خدمته ، فأخذه وخرج إلى الصحراء ليذبحه، فلما وصل إلى صخرة أنزله هناك . فقال : يا بني ماذا تريد أن تفعل بي ؟ قال : أريد أن أذبحك ، قال بني هل هذا جزاء الإحسان ؟.. قال الابن : لابد من ذبحك فقد أسأمتني .. فقال الأب : يا بني إن أبيت إلا ذبحي فاذبحني عند الصخرة التالية .. فتعجب الولد وقال: ما ضرك أن أذبحك هنا او هناك ؟ قال : يا بني إن كان الجزاء من جنس العمل فاذبحني عند هذه الصخرة فقد ذبحت أبي هناك .. ولك يا ابني مثلها " .
العامل السادس المعين على بر الوالدين هو التزام شرع الله وكثرة العمل الصالح من باب أن الطاعة تؤدي لطاعة والعكس صحيح وقال تعالى " فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره للحسنى* وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى " بسورة الليل ، ومن أسباب بر الوالدين البعد عن موفقة الناس فيما يصنعون لأنه أحد أسباب عقوق الوالدين.
الاقتداء بالأنبياء والمرسلين من أهم أسباب بر الوالدين ، ونستمع لقصة سيدنا ابراهيم عليه السلام في الآيات التالية " واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا* إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا* يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا* يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا* يا أبت إني اخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا* قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا * قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا" .سورة مريم
وأخبرنا الله عز وجل عن قصة بلغت الغاية في بر الوالدين وهي قصة اسماعيل مع أبيه إبراهيم عليهما السلام لما أمر بذبح ولده فما كان من اسماعيل إلا الاستسلام لأمر الله والسمع والطاعة لولده ، وفي سورة الصافات " .. يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال الابن : يا أبت اشدد رباطي كيلا اضطرب والقف ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي شيء فينقص أجري ، وتراه امي فتحزن ، واستحد شفرتك وأسرع بها على حلقي ليكون أهون علي.. فقال ابراهيم عليه السلام : نعم العون أنت يا بني على أمر الله .
الاقتداء بالسلف الصالح كذلك من أسباب بر الوالدين ، و طلب الأجر والمثوبة من الله فيبر العبد بوالديه ، والخوف من عدم قبول العمل .
إذا عرفت فضائل بر الوالدين فلن تبارحهما إلا وهما راضيان أشد الرضا فمن ضمن الفضائل تفريج الهموم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر ، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض : انظروا اعمالا عملتموها صالحة فادعو الله بها لعله يفرجها ، اللهم أنه كان لي والدان شيخان كبيران ، ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم ، فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي ، وأنه ناء بي الشجر فما أتيت حتى امسيت ، فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب ، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما.. والصبية يتضاغون عند قدمي ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى بها السماء، ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء...".
ومن فضائل بر الوالدين التوفيق في الدنيا والآخرة ومثال على ذلك قصة أم علقمة في عهد رسول الله التي كان ولدها يفضل زوجته عليها فلم يتمكن من قول الشهادة قبل الممات فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على امه فعليه لعنة الله وملائكته والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها .. فرضا الله من رضاها وسخط الله من سخطها " .
ينال الإنسان برضا الوالدين سعة الرزق وزيادة العمر وتكفير الكبائر ، وأن تكون للبار ثواب الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله ، وله حسن الخاتمة والفوز برحمة الله ومغفرته وقبول الأعمال والتجاوز عن السيئات ، قال تعالى [وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)]
ومن فضائل بر الوالدين دخول الجنة فعن ابن عباس رضي الله عنهما : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أصبح مطيعا لله في والديه ، أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحدا ، ومن امسى عاصيا لله في والديه ، أصبح له بابان مفتوحان من النار وإن كان واحدا فواحدا ، قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال : وإن ظلماه . وإن ظلماه ، وإن ظلماه " رواه ابن ابي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان .
وعودة للعوامل التي تعين على بر الوالدين ومنها الخوف من عاقبة العقوق فعن ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه ، ومدمن الخمر ، والمنان عطاءه ، وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق والديه ، والديوث، والرجلة ".
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل الذنوب يؤخر الله منها ما يشاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات "، كذلك الدعاء يعين العبد على بر والديه والتربية الإيمانية وذكر الله وطلب العلم ومرافقة الصالحين ، والخوف من سوء الخاتمة وتذكر الموت .
برهم حتى لو تحت الثرى
بالنسبة لبر الوالدين في الحياة فإنه على المرء مراعاة طاعتهما في كل ما يأمرانه إلا المعصية لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، مخاطبتهما بلطف وأدب ، المحافظة على سمعتهما ومالهما ومشاورتهما في كل الاعمال ، العمل على ما يسرهما حتى وإن لم يطلبانه ، مع عدم لومهما لو فعلا ما لا يعجبك ، قضاء دينهما أثناء الحياة وبعد الممات ، رعايتهما في المرض والسهر على راحتهما .
وتكون المشكلة في بعد ممات أحد الوالدين أو كلاهما حيث أن الموت بلا شك مصيبة كبرى على الأبناء ، قال الله تعالى : " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون* " سورة البقرة ، وبعض الأبناء ينهار تماما أمام هذا الحدث ، والبعض الآخر يحول أحزانه لدافع للعيش بإيمان راسخ وحب الله .
لا ينقطع البر بموت الوالدين فلدى الإنسان العديد من الأعمال التي يبرهما بها ومنها الدعاء والاستغفار والصدقة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم :" إن أبي مات ولم يوص، أفينفعه أن أتصدق عنه؟ قال : نعم". ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن العبد ليموت والداه أو أحدهما ، وإنه لهما لعاق .. فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارا".
وكذلك إنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة أقاربهما وأصدقائهما ، وقضاء الدين عنهما سواء أكان أموالا أم صوم أو حج ، ومن البر بهما بعد الموت كذلك زيارة قبرهما ، وقراءة القرآن على روحيهما والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة .
ثم تستانف الكاتبة بقولها أنه وكما أن للوالدين حقوقا على الأبناء ، كلك للأبناء حقوقا على الوالدين وهي حسن تربيتهم وتنشئتهم تنشئة إسلامية ، يقول الحق تبارك وتعالى في سورة طه " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى".
ومن وصايا لقمان لابنه : " يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور* واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".
وعلى الأم دور كبير لتربية الأبناء ومنه إفهامهم الدين الإسلامي بصورة مبسطة ، تعويدهم الأخلاق الكريمة الواردة في القرآن الكريم ، قص عليهم قصص الأنبياء والصحابة والصالحين والطالحين للاتعاظ ، تعويدهم الآداب الإسلامية في كل أمر من زيارة وطعام وملبس ونوم ، تشجيعهم على قراءة الكتب وبالأخص الدينية ، ومن هنا يتحقق فينا قول الله تعالى : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " سورة آل عمران .
عقوق الوالدين وأهل هذا الزمان

نتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة عقوق الوالدين مما دفع الكثير من الآباء والأمهات للذهاب لدور المسنين ، وكان ذلك نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت أواخر السبعينات من سفر الآباء إلى الخارج من أجل كسب المال ، وتركوا أولادهم في مراحل سنية خطيرة وتناسوا أن المال ليس هو كل شيء .

وهناك من الأبناء من يتنكر للوالدين من أجل إرضاء الزوجة ، وقال صلى الله عليه وسلم :" رضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخط الوالدين".
سئل كعب بن الأحبار رضي الله عنه عن عقوق الوالدين ما هو ؟ قال: هو إذا أقسم عليه أبوه أو أمه لم يبر قسمهما وإذا أمره بأمر لم يطع أمرهما ، وإذا سألاه شيئا لم يعطهما وإذا ائتمناه خانهما.
تعدد الكاتبة الإسلامية الخراشي مظاهر عقوق الوالدين ومنها التبرأ من الوالدين ، فعن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم ، قيل من أولئك يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : المتبريء من والديه ، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم ".
ومن المظاهر سب الوالدين وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ليلة أسرى بي أقواما في النار معلقين في جذوع من نار .. فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال : الذين يشتمون آبائهم وأمهاتهم في الدنيا "، كما انه من مظاهر العقوق التسبب في سب الوالدين فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من الكبائر شتم الرجل والديه . قالوا : يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال : نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ".
ومن العقوق حد النظر إلى الوالدين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم " لميبر والديه من أحدًّ النظر إليهما في حال العقوق"، وهناك مظاهر اخرى للعقوق أن يعتبر الابن نفسه مساويا لأبيه ، أن يتعاظم الابن عن تقبيل يدي والديه أو لا ينهض احتراما واجلالا ، ألا يقوم الابن بحق النفقة على أبويه الفقيرين ، التأفف من الأبوين والضجر منهما .
إذن ما هي عقوبة عقوق الوالدين ؟
يعجل الله عز وجل بعقوبة العقوق فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل الذنوب يؤخر الله ما يشاء منها إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات " ومن العقوبات ألا ينظر الله يوم القيامة لعاق والديه وعدم دخوله الجنة فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة : مدمن الخمر ، والعاق، والديوث الذي يقر الخبث في أصله".
ومن ضمن عقوبات العقوق ألا يقبل الله من العاق عملا فعن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ينفع معهن عمل : الشرك بالله، وعقوق الوالدين ، والفرار يوم الزحف "، وكذلك اللعن فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من غير تخوم الأرض، ولعن الله من سب والديه ".
أما عن أسباب عقوق الوالدين فمن أهمها عدم إقامة التوحيد لله عز وجل وهجر القرآن وعقوق الآباء للأجداد والذي يجلب عقوق الأبناء وقال صلى الله عليه وسلم :" بروا آباءكم تبركم أبنائكم وعفوا تعف نساؤكم"، ومن ضمن الأسباب سوء التربية ، عقوق الآباء للأبناء الذي يجلب عقوق الأبناء للآباء ، وقد ذهب رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فشكا إليه عقوق ابنه فقال له عمر : أحضر ابنك لكي أراه فلما جاءه الولد سأله عمر : لماذا تعصي أباك .. قال له : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يحسن اختيار أمي فالناس تعيرني بها لأنها امرأة سيئة ، وكذلك فإن أبي لم يحسن اختيار اسمي حتى جعل الناس يسخرون مني وأخيرا فإن أبي لم يحفظني القرآن .. فقال عمر: اذهب أيها الرجل فلا طاعة لك على ابنك فلقد عققته قبل أن يعقك.
الحرص على الدنيا من أسباب العقوق بالطبع ، إضافة لاستبداد الوالدين بالرأي وإن كان خاطئا ، وأصدقاء السوء وأخيرا ضعف الإيمان .
ومن النماذج التي ضربتها المؤلفة لعقوق الأبناء للوالدين الأم التي تبلغ من العمر 65 عاما وتركت شقتها الكبيرة لقيم فيها ابنها الموظف مع زوجته وأولاده بعد أن عجز عن إيجاد شقة تناسب إمكانياته واحتفظت لنفسها بحجرة واحدة لإقامتها في نفس الشقة ، ثم قام الابن وزوجته بتجديد آثاث الشقة وإعادة طلاء الجدران إلا حجرة الأم أهملها دون تجديد ، طلبت منه الأم أن يعيد طلاء حجرتها بعد أن تآكلت جدرانها واتسخت ، ولكنه راوغها وتعلل بقلة النقود ، غير أن الأم لم تتحمل قذاة الغرفة فتوسلت له ثانية فثار الابن وتشاجر معها واشتركت معه زوجته ، ثم انهال كل منهما عليها ضربا وركلا ، ووسط دموعها أقسمت أنها ستعيش في غرفتها كما هي ، غير أن الابن اشتدت ثورته فأمسك بيد الفأس وانهال عليها فسقطت مغشيا عليها ، وبعد أن أفاقت طردها من المنزل!!
لا نستطيع أن نسرد القصص الأكثر مأساوية حيث يمكن أن يودي الأبناء بأعمار آبائهم .
الدولة والمسنين
ما هو دور الدولة لحماية المسنين ورعايتهم وتوفير الأمن والسلام لهم ؟ وما هي الأسس التي يجب أن توفرها للقضاء على الانحراف وتقليل ظاهرة عقوق الوالدين ...؟
قال الله تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" سورة لقمان .
وفي الكتاب نجد أن إيداع المسن في دور المسنين لا يكون إلا نتيجة لتقصير الأبناء في رعاية الوالدين ، ولذلك فمن الواجب عليهم رعاية الآباء والأمهات داخل بيوتهم ، لأن المسنين يفتقدون الجانب الروحي والنفسي داخل دار المسنين ، وهما بحاجة للسكن النفسي وبأن يشعروا بأن أبنائهم يشاورونهم في أمور الحياة ولا يعتبرونهم عبئا عليهم ، أما عن اهتمام الدولة بدور المسنين فقد قال صلى الله عليه وسلم :" ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" .
المسن هو الذي لا يستطيع أن يقوم بخدمة نفسه ويحتاج لمساعدة الآخرين ، وحسب ما هو متعارف عليه في مصر فإن طور الكبر يبدأ في سن الستين وهناك بعض الأفراد يعيشون حتى يبلغون مائة عام أو أكثر ، أي أن فترة الكبر قد تمتد إلى 40 سنة أو أكثر وهي فترة طويلة من العمر لا يمكن اعتبارها كوحدة واحدة وتنقسم بحسب كافان لمرحلة الكبر المبكر والكبر الوسطى والمتأخرة .
أما الدكتور عبدالمنعم عاشور أستاذ الأمراض العصبية والنفسية والمسنين بطب عين شمس فيقول : " إن المجتمعات البشرية كلها سائرة في طريق التعمير، أي زيادة نسبة المسنين فيها وهذا يحدث اسرع في الدول النامية ، كما أن الأمراض التي يصاب بها المسن كثيرة ومنها الزهايمر فقدان الذاكرة حيث من المنتظر أن يصل المصابون بمرض الزهايمر في العالم حوالي 30 مليون عام 2000، وفي مصر تقدر حالات الإصابة بهذا المرض حوالي مائة ألف حالة .
وقد لجأ المتخصصون إلى الفن باعتباره مجالا حيويا للتنفيس عن المسن ، وما يعتريه من مشكلات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب ، بالإضافة لتدريب المسن على تحريك عضلات أصابع اليد والذراع عن طريق الطينة الأسواني في صنع الخزف وأشكاله المختلفة وأعمال النسيج على النول ومن هنا يكتسب المسن القدرة على الإدراك البصري وتنشيط الذهن .
ويشير الدكتور سعيد يماني العوض المدرس بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة إلى أن عدد المسنين في مصر سيصل في عام 2000 إلى حوالي 4.6 ملايين نسمة .
ومن الأفكار الجيدة التي تبنتها الدولة تجاه المسنين إنشاء النوادي التي تقدم برامج ثقافية وترويحية وصحية ، وعليها في هذا الصدد سن أحكام رادعة ضد الأبناء العاقة لآبائهم ، نشر هذه الأحكام في وسائل الإعلام ، إلزام الإبن بدفع نفقة على والديه إذا احتاجوا ، نشر التوعية الإسلامية لحث الأبناء على بر الوالدين ، زيادة الحملات الإعلانية لتوجيه الأبناء لمعاملة الوالدين .
نداء إلى القلوب فهل من عودة إلى الله
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، واعف عنهما واغفر لهما، وأدخلهما برحمتك وفضلك في عبادك الصالحين ، فإن لم تسعهما الأرض والسماء تسعهما رحمتك ولقد قلت سبحانك وقولك الحق: " ورحمتي وسعت كل شيء" .قال صلى الله عليه وسلم :" ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسبا إلا فتح الله له بابين من الجنة " .
مؤلفة الكتاب

الكاتبة الاسلامية ناهد الخراشي .
-عضو اتحاد الكتاب، و عضو مجلس إدارة المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة .
-مقررة لجنة العلوم الانسانية والمرأة بالمجمع العلمي، وعضو اللجنة الثقافية بنفس المجمع ، وجمعية الاعجاز العلمي للقرآن والسنة وعضو اللجنة الثقافية ، ولجنة المسنين، بالجمعية الخيرية الاسلامية.
-تخرجت من كلية الآداب - قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية (شعبة الفلسفة)- جامعة الأسكندرية عام 1976 حاصلة علي دبلوم الدراسات العليا من جامعة الأسكندرية .
-تهتم بالدراسات النفسية في القرآن الكريم والسيرة النبوية وقد أعدت مجموعة من الأبحاث والدراسات في هذا المجال، كما نشرت لها عدة مقالات في ذات الموضوع.
-تهتم بالبحث في العلوم الاسلامية والاجتماعية والسلوكية التي تربط بين الدين والحياة.
-عضو في نادي الأهرام للكتاب ولقد نشر لها العديد من المقالات في نشرة المعلومات التي تصدرها وكالة الأهرام للتوزيع ، كما نشر لها الكثير من الموضوعات الاسلامية في بعض الصحف مثل:
الأهرم - الأخبار - جريدة عقيدتي - اللواء الاسلامي - مجلة التصوف الاسلامي - مجلة النور الكويتية ، كما نشر عرض لبعض مؤلفاتها في بعض الصحف والمجلات مثل: الأهرام - اللواء الاسلامي - مجلة أكتوبر - مجلة حواء- مجلة النور الكويتية
المؤلفات:
1. أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي
2. الاسلام فطرة الخلق وشريعة الوجود
3. عيون لها نور من الله
4. شعائر الله وأخلاقيات الحج والعمرة
5. مكان في الجنة
6. معا.. قلبا وعقلا
7. من نبع الدين والحياة ( الحائز علي جائزة نادي الأهرام للكتاب لعام 2002)
8. الدعاء .. ولحظات من الصفاء
9. سلسلة الأطفال: " علمتني أمي "
العدد الأول بعنوان: " علمتني أمي كيف أصلي "
العدد الثاني من سلسلة الأطفال " علمتني أمي " بعنوان: " علمتني أمي آداب الصوم "
جوائز وشهادات تقدير
• فاز مؤلفها " من نبع الدين والحياة " علي جائزة نادي الأهرام للكتاب لعام 2002
• حاصلة علي شهادة تقدير من مكتبة البحر الأعظم علي ما قدمت من اثراء علمي للمكتبة.
للكاتبة باب ثابت بجريدة " اللواء الاسلامي " بعنوان " دعوة للتواصل" وهو عبارة عن مشكلات من نبض الحياة وتقدم المعالجة الاسلامية لها.
والكاتبة مستشار قسم النفس المطمئنة بموقع : شبكة الحصن النفسي للعلوم النفسية والانسانية، كما أنها ضمن فريق المستشارين بموقع اسلام أون لاين وموقع الحصن النفسي حيث تقدم المعالجة والاستشارة لبعض المشكلات النفسية والاجتماعية ، كما نشر لها بعض المقالات الدينية في موقع اسلام أون لاين ، كما أن لها موقع علي الانترنت بعنوان: " اشراقة . http://www.ishraqa.com/ وهو عبارة عن صالون فكري/أدبي علي شبكة الانترنت يتناول مختلف فروع المعرفة التي تربط بين الدين والحياة ، البريد الألكتروني:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.