واشنطن: تعد موسوعة "ويكيبيديا" مصدراً مهما للمعلومات, وأصبح يعتد بها كمرجعاً علمياً, ولكن المشكلة التي كانت ولا زالت تمثل نقطة الضعف لديها هي عدم كشف الهويات الحقيقية لكتاب المقالات لديها. وهنا تظهر العديد من محاولات التدليس لمحتويات الموسوعة خاصة مع تركها المجال مفتوحاً أمام الكل لإضافة المعلومات وكتابة المقالات لذلك فإن تدخلات القراء العشوائية لمحاولة الإصلاح لن تفيد كثيراً إذا ما تعلق الأمر بمقالات تحور وتدلس بطريقة منهجية من جانب جهات فاعلة. وفى محالة للكشف عن التدليس فى محتويات ويكيبيديا نجح طالب أمريكي, يدعى "فيرجيل قروفيث" في تطوير موقع بعنوان wikiscanner.virgil.gr يمكن من فضح القائمين بعمليات التدليس, وهو ما رحبت به "فلورنس ديفوارد" مديرة مؤسسة ويكيبيديا, لأن ذلك من شأنه أن يحد من هذه العمليات. وهذا الموقع يعتمد على عمليات تصنيف ترتكز على قاعدة المعطيات للقائمين بعمليات التحوير على محتويات ويكيبيديا, والتي تحتوي على عنوان "أي بي", وبالتالي حينما تقوم بإدخال "أي بي" منظمة أو جهة تريد مراقبتها ستظهر كل عمليات التغيير التي قامت بها على ويكيبيديا، ولن يفيد الموقع فى حالة المصادر المجهولة, والتي لا تكون تابعة عادة لأطراف منظمة. وأظهر هذا الموقع أن أطرافاً عديدة قامت بتغييرات على ويكيبيديا, كالفاتيكان ووكالة المخابرات الأمريكية. يتزامن ذلك بعد أن ذكر جهاز مسح للشبكة الدولية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تملك اليد العليا في "تنقيح" وتعديل بعض من مواد هذه الموسوعة. وأشار هذا الجهاز الذى يزعم أنه قادر على الكشف عن هوية الجهات التي تشارك في إعداد وتنقيح صفحات موسوعة الإنترنت ويكيبيديا إلى أن موظفين أجروا تعديلات على المادة المتعلقة بالرئيس الإيراني في الموسوعة الإلكترونية، وذلك انطلاقا من حواسيب وكالة المخابرات الأمريكية. ويقوم جهاز التدقيق هذا الذي طوره خبراء أمريكان بمسح حوالي خمسة ملايين وثلاثمائة ألف عملية تنقيح أو إضافة، ويتقصى مصدرها ليصل إلى عنوانها الإلكتروني على شبكة الإنترنت. وأغلب التنقيحات والتعديلات التي يرصدها الجهاز هي عبارة عن تصحيحات إملائية أو لمعلومات وردت في الموسوعة، لكن بعض الإضافات هدفت إلى إزالة بعض المواد التي اعتبرت مواد مضرة أو تشويه الموقع. وسرد الجهاز بعض المواقف التى تؤيد ما توصل إليه ومنها أن موظفاً بالسي آي إيه أضاف تعبيرا للتعجب "واااااو" إلى فقرة تتحدث عن مشاريع الرئيس الإيراني وخطط ولايته في المادة المتعلقة بمحمود أحمدي نجاد. وكشف أيضاً عن إضافات أخرى غير ضارة، تمثلت في سخرية لاذعة من مدير السي آي إيه السابق بورتر جوس، أو من معدة برامج المشاهير المعروفة في الولاياتالمتحدة أوبرا وينفري. ومن جانبها ، لم تنفى ولم تؤكد ال "سي أى ايه" ما تم ذكره سابقاً حيث رد ناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حول ما إذا كانت حواسيب الوكالة اُستخدمت فى هذه التعديلات أم لا، فقال فى تصريحات أوردها موقع بي بي سي على الإنترنت "لا أستطيع التأكيد...أود أن أذكر فقط بشيء لا ينبغي أن يغيب عن ذهن أحد: مهمة السي آي إيه المصيرية هي حماية الولاياتالمتحدة". يذكر أن شركة مايكروسوفت لجأت إلى صرف منح مالية لعدد من الخبراء ليتصفحوا الموقع، وليدخلوا تعديلات على كل ما يتعلق باسم الشركة، كذلك الإسترالي الذي اتفق مع مايكروسوفت على ان يقوم بتحوير مقالات تخص إحدى تقنياتها, أو كالمحاولات العديدة التي تقوم بها جهات حكومية وأمنية كتلك التي قامت بها وكالة المخابرات الامريكية "سي أي أ". ولعل أطرف محاولات التدليس تلك التي قام بها فرنسي أثناء المناظرات التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة, حيث قام بالدخول لويكيبيديا وأبدل معلومة علمية تتعلق بمفاعلات نووية, لكي تتوافق ما قاله مرشحه المفضل نيكولاي سركوزي, ولأن الموضوع كان مثار تتبع, فقد تم اكتشاف عملية التزوير ووقع الكشف عن صاحبها وتم إصلاح الخطأ. وتعد ويكيبيديا مشروع متعدد اللغات في أكثر من 250 لغة لإعداد موسوعة دقيقة ومتكاملة ومتنوعة ومفتوحة ومحايدة ومجانية للجميع، يستطيع الجميع المساهمة في تحريرها، وبدأت النسخة العربية منها في سبتمبر 2001.