أصدر الرئيس السوداني عمر البشير توجيهات بإعادة فتح حدود بلاده البرية والجوية والنهرية مع دولة جنوب السودان، وذلك في خطوة تعقب اتفاقات أديس أبابا التي وقعها الطرفين مؤخراً . وحمل البشير ، سفير السودان لدي دولة الجنوب د. مطرف صديق الذي يستعد لتسيلم مهامه كأول سفير من الخرطوملجوبا رسالة مهمة للرئيس سلفاكير ميارديت اكد فيها انه علي قدر التحدي ، وانه يتوقع منه بالقابل العمل بكل جهد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اديس ابابا . وقال د. مطرف صديق في تصريحات صحفية عقب وداعه الرئيس البشير ان البشير اكد له ان سقف العلاقات مع دولة الجنوب مفتوح وواسع وانه سيعمل مع مؤسسات الدولة لتطوير العلاقات بين البلدين . وفي السياق استقبل جلال الدقير، مساعد الرئيس السوداني، سفير جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت وأكد له حرص السودان ورغبته الصادقة في إرساء علاقات متينة مع دولة الجنوب تحقق مصالح الشعبين في المجالات كافة ، مشدداً على استعداد السودان لتقديم كل المساعدات وترسيخ إمكاناته وخبراته لبناء دولة الجنوب. وقال سفير جوبا عقب اللقاء إن البحث تناول ترتيبات تنفيذ اتفاق التعاون الشامل من قبل الطرفين بجانب القضايا العالقة المتمثلة في الحدود وأبيي الحدودية المتنازع عليها بين الطرفين . وأعلن السفير الجنوبي عن زيارة لوزير دفاع دولة الجنوب واللجنة الأمنية إلى الخرطوم غدا الأربعاء للتشاور حول ترتيبات تنفيذ الاتفاقية ، مشيراً إلى أن وزير النفط الجنوبي عقد لقاءات مع شركات النفط العاملة في الجنوب استعداداً لاستئناف ضخ النفط بمجرد إجازة الاتفاقية من قبل برلمان ومجلس وزراء حكومة الجنوب . من جانبها نفت وزارة الخارجية السودانية أمس أى موافقة على تقسيم منطقة أبييى النفطية المتنازع عليها بين الخرطوموجوبا. وقال السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية أن هناك جولة مفاوضات قادمة بين السودان وجنوب السودان و أن السودان سينتظر المقترحات والرؤى الجديدة التى سيدفع بها الوسيط المشترك للالية الافريقية رفيعة المستوى برائسة ثامبو امبيكى ، مشيرا الى أن السودان لم يوافق على أى شئ فى قضية أبييى منذ انتهاء الجولة السابقة بين السودان وجنوب السودان . ولفت رحمة الله الى أن تقسيم المنطقة قد يكون من بين االمقترحات التى يقدمها أمبيكى وتوقع أن يدفع أمبيكى بمقترحات جديدة واصفا أى حديث عن أتفاق تقسيم أبييى بانه محض تكهنات. وكان ميخائيل مارغيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون التعاون مع دول أفريقيا، أعلن بعد محادثات أجراها الجمعة الماضية في السودان، أن الخرطوم موافقة على تقسيم منطقة أبيي الغنية بالنفط مع جوبا. وذكر مارغيلوف أنه بحث موضوع منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي استقبله في الخرطوم مساء الجمعة. وقال المسئول الروسي إن البشير أبلغه بتفاصيل الاتفاقيات التي توصلت إليها الدولتان خلال محادثاتهما الأخيرة التي جرت في اثيوبيا. ونقل مارغيلوف عن الرئيس السوداني أنه يوافق على تقسيم أبيي بين قبيلتي دينكا نجوك والمسيرية. وأكد الرئيس السوداني للمسئول الروسي أنه يسعى لتعزيز السلام وعلاقات حسن الجوار مع جنوب السودان، مؤكدا أن الصلات الوثيقة التي تربط بين البلدين لا يمكن قطعها. يذكر ان الخرطوموجوبا كانت قد اتفقتا في سبتمبر الماضي على تأمين حدودهما المشتركة واستئناف صادرات النفط التي أوقفتها جوبا في يناير الماضي بسبب خلافات مع السودان بشأن قيمة رسوم ترانزيت تصديرها عبر أراضيه.