أكد عضو الوفد السوداني المفاوض في مفاوضات أديس أبابا بين الخرطوموجوبا، د. سيد الخطيب، أن الحدود لا تمثل جداراً يحول دون التواصل بين الشعوب، مشدداً على ضرورة قيام مصالح معيشية حقيقية لشعبي البلدين. وتطرق الخطيب إلى بنود الاتفاقية التي تناولتها جولة التفاوض لدى لقائه للأئمة والدعاة وخطباء المساجد بولاية الخرطوم، مساء امس، وقلل الخطيب من تأثير النقد الموجه للاتفاقية، مؤكداً أن اتفاقية الترتيبات الأمنية تمثل أهم القضايا المطروحة بين البلدين والتي أُسست على ما سبق من اتفاقيات. وأوضح أن الاتفاقية عالجت أوضاع مواطني كل دولة في البلد الآخر، كما وصف الوضع في الاتفاقية بأنه إنساني وأخلاقي، مشيراً إلى أهمية وجود قانون لتنظيم العلاقات بين الدولتين ومن المتوقع ان يعقد اجتماع في جوبا الاحد المقبل بين اللجنتين الامنيتين العسكريتين في السودان وجنوب السودان لتطبيق بنود الاتفاق الامني بشكل كامل لتهيئة الاجواء واجراء مباحثات تفصيلية لفك الارتباط بين الجيش الشعبي وقطاع الشمال، وضمان ضخ النفط عبر حدود آمنة. وأوضح مصدر مطلع إن الاجتماع يجئ في اطار الترتيبات المتفق عليها بين الجانبين ويترأسه وزيرا الدفاع من الدولتين واضاف المصدر ان " هذه الترتيبات ستعقبها زيارة الرئيس عمر البشير الى جوبا خلال الفترة المقبلة ولا استبعد ان تكون خلال الشهر الجاري" ،بينما اعتبر مسئولون من دولتي السودان وجنوب السودان اتفاق التعاون مرحلة جديدة لرفاهية الشعبين وتجنيبهما "الحروب والحدود المتوترة" وانفراجا وشيكا لمشكلة ابيي . وكشف سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم، ميان دوت، ان الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت ،اجريا اتصالا هاتفيا مساء امس الاول لمناقشة اتفاق التعاون وتفعيل البنود على الارض بشكل فعال. وقال السفير دوت في ندوة قدمها لطلاب ولاية الخرطوم امس، ان الدولتين عازمتان على عرض الاتفاق لبرلماني البلدين خلال 21 يوما من الاتفاق لاستباق 40 يوما حددها الاتفاق ،مؤكدا ان بعض بنود الاتفاق لاتحتاج الى اجازتها من البرلمان ،مشيرا الى ان الطرفين شرعا في تفعيل بعض الاتفاقات، وقال ان سفير السودان في جوبا مطرف صديق سيتسلم اعباءه الاثنين المقبل. وقلل دوت من التصريحات التي صدرت من بعض مسئولي حكومة الجنوب وقطاع الشمال ،وقال ان الحديث متاح للجميع لكن مايحدث على صعيد الاتفاق مغاير تماما لما يقولونه . واكد دوت ان الطرفين يمتلكان ارادة حقيقية لسلام دائم وجوار آمن مشترك . من جانبه، اعلن عضو الوفد الحكومي المفاوض، المعز فاروق، ان دولتي السودان وجنوب السودان انخرطتا في مفاوضات جادة اثمرت اتفاق تعاون من شأنه ان يعزز اتفاقا وحلا شاملا لمنطقة ابيي وأضاف: يمكن معالجة وضع منطقة ابيي بصورة مثالية ونقطة تكاملية بين الشعبين. وانتقد فاروق في ذات الندوة رافضي الاتفاق، وقال انهم يتحدثون من الخرطوم وغير آبهين بمصير ملايين السودانيين على حدود مشتركة مع دولة الجنوب ،مضيفا ان الاتفاق يساعد السودان على جلب 9 مليارات دولار من المجتمع الدولي ودولة جنوب السودان وبعض الشركاء الدوليين في العملية السلمية لتعويض الخرطوم عن الاضرار الناجمة من عملية الانفصال ،ورأى ان خسارة السودان لثلاثة ارباع نفطه عقب الانفصال يمكن ان تعوض بأكثر من ذلك بعد تفعيل اتفاقية الحريات الاربع والتبادل التجاري وحركة التنقلات الحدودية، واشار فاروق الى ان اسعار الدولار انخفضت في الاسواق الموازية بعد توقيع اتفاق التعاون وهي من الفوائد التي سيجنيها السودان لاحقا بشكل اوسع. وتوقعت مصادر دبلوماسية ان يبدأ رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي، ثابو امبيكي، زيارة لدولتي السودان وجنوب السودان قبيل رفع تقريره بشأن المفاوضات الي مجلس السلم والامن الافريقي في 21 اكتوبر الجاري. واشارت المصادر ان جولة امبيكي لكل من الخرطوموجوبا تأتي في اطار المشاورات المكثفة حول قضية ابيي وتعقيدات الحدود، بجانب اطلاع امبيكي علي مصادقة البروتوكول من مؤسسات صنع القرار بالبلدين ،مجلس الوزراء والمجالس التشريعية والاحزاب الحاكمة واللجنة السياسية المشتركة واطمئنانه علي استعدادات شركات البترول لاستئناف ضخ النفط. في السياق، قلل الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، السفير العبيد أحمد مروح، من حجم الاصوات المشككة في اتفاق التعاون بين السودان وجنوب السودان، واضاف ليس هناك مايدعو للتشكيك في النوايا، معتبرا ان تنفيذ الاتفاق علي ارض الواقع من شأنه اسكات تلك الاصوات ،كما اشار الي انه وبتوقيع الاتفاق فإن الحركات المتمردة لن تجد لها موطئ قدم بالجنوب، وطالب المروح ، المجتمع الدولي بدفع الاتفاق وتقديم التطمينات والدعم لطرفي التفاوض، ورأي ان توقيع البروتوكول انعكس علي الوضع الاقتصادي سريعا ولو بشكل طفيف، مستدلا بانخفاض سعر الدولار امام العملتين المحليتين في الخرطوموجوبا.