انتهي منذ قليل، حفل ذكرى الأربعين لشهداء مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها 75 من شباب ونساء وأطفال رابطة "أولتراس – أهلاوى"، وذلك فى سرادق ضخم، بامتداد سور النادي الأهلي وميدان صالح سليم، بالجزيرة، وسط حضور مكثف من أهالي الشهداء وأعضاء مجلس إدارة النادي، ونجوم الفريق الحاليين والقدامي، وقادة "أولتراس – أهلاوى" و"أولتراس زملكاوى"، الذين حضروا، منذ الصباح الباكر، عبر أتوبيسات نقل سياحية حملتهم من جميع مناطق القاهرة والمحافظات، بما فيها بورسعيد والإسكندرية والسويس، وذلك بحسب "مروة كمال الدين" – أحد أعضاء الرابطة، التى أوضحت أن الرابطة وإن كانت قد أحيت الذكرى الأربعين لاستشهاد زملائها، إلا أنها اشارت إلى إصرار قادة الرابطة على عدم تقبل العزاء فى الشهداء، لأنهم ليسوا ضحية حادث قطار أو عبارة، ولكنهم ضحايا "جريمة منظمة".
بدأ الحفل فى تمام السادسة واستمر لمدة نحو ثلاثة ساعات، وعلى الرغم من حالة الحزن من جانب أهالي الشهداء، والأجواء الروحانية التي سيطرت على الحفل، بدءاً بتلاوة القرآن الكريم وانتهاء بالدعاء على "القتلة" و"الطغاة"، فقد بدا تصميم الجميع، على القصاص للقتلي ممن دبروا المجزرة، وعلى رأسهم القيادات الأمنية بوزارة الداخلية التى تهاونت عمدا فى أداء واجبها فى حماية الجماهير من مرتكبي المجزرة، خاصة بعد أن شكك معظم اللاعبون وشهود العيان فى أن يكون للأمن يد فى تدبير المجزرة، انتقاما من رابطة "أولتراس – أهلاوى" على مشاركتها فى إسقاط وزير الداخلية الأسبق – حبيب العادلي – الذي لا تزال معظم قيادات الداخلية تدين له بالولاء، وهى القيادات التى لم يتم الإطاحة بها حتى الآن، كما كان واجبا على إثر اشتعال ثورة 25 يناير، والتى فجرت شرارتها الأولي: غضبة الشعب على الانتهاكات اللاإنسانية واسعة النظاق من جانب "الداخلية" ضد أبنائه، على مدى عقود مضت.
جدير بالذكر أن عددا من أعضاء الجهاز الفنى والمسئولين بالنادي الأهلي، يرفضون فكرة العودة لممارسة النشاط الرياضى فى النادي، وبالتحديد فى مسابقة الدورى العام، حتى تصدر أحكام قضائية بالقصاص للشهداء، ليس فقط ممن نفذوا ولكن الذين أمروهم بالتنفيذ.