وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من ميت سلسيل بالدقهلية    رويترز: الذهب العالمي يهبط لأقل مستوى بأسبوعين مع تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن منطقة هضبة الأهرام مساء اليوم    راشد: تصدر جنوب الجيزة والدقي وأوسيم ومديرية الطرق إنجاز المشروعات بنسبة 100%    «التنمية الصناعية»: طرح خدمات الهيئة «أونلاين» للمستثمرين على البوابة الإلكترونية    قائمة أسعار الأجهزة الكهربائية في مصر 2024 (تفاصيل)    مسؤول روسي: مصرع الرئيس الإيراني يهدد ب"تفاقم الوضع" في الشرق الأوسط    الجيش الأمريكي يعتزم إجراء جزء من تدريبات واسعة النطاق في اليابان لأول مرة    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    "أداء الحكام والجمهور".. ماذا قال مارسيل كولر قبل مواجهة الترجي في النهائي؟    "طرد للاعب فيوتشر".. حكم دولي يحسم الجدل بشأن عدم احتساب ركلة جزاء للزمالك    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    سرقة من نوع جديد "خلي بالك".. ضبط عصابة تستولي على أموال المواطنين بهذه الطريقة    ضبط شخص بأسيوط لتزويره الشهادات الجامعية وترويجها عبر فيسبوك    متى تبدأ إجازة عيد الأضحى 2024 في المملكة؟    كانوا نايمين.. مصرع شقيقين وإصابة والدهم في حريق منزل بالقليوبية    وصول جثمان شقيق مدحت صالح إلى مسجد الحصري    لهذا السبب.. عائشة بن أحمد تتصدر تريند جوجل خلال الساعات الماضيه    هشام ماجد يكشف عن مفاجأة بشأن مسلسل "اللعبة"    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    نقيب المحامين الفلسطينيين: قرار محكمة العدل ملزم لكن الفيتو الأمريكي يمكنه عرقلة تنفيذه    السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)    كرة السلة، الأهلي يواجه الفتح المغربي في افتتاح Bal4    تشافي يستعد للرحيل.. موعد الإعلان الرسمي عن تعاقد برشلونة مع المدرب الجديد    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    عاجل.. أنباء عن العثور على آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية غدا.. وكيل تعليم الوادى الجديد يوجه بتوفير أجواء مناسبة للطلاب    «الحج بين كمال الايمان وعظمة التيسير» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير.. موضوع خطبة اليوم الجمعة    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    التموين تعلن التعاقد علي 20 ألف رأس ماشية    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    وزير الخارجية البحرينى: زيارة الملك حمد إلى موسكو تعزيز للتعاون مع روسيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهزيمة النفسية في المجتمع الصهيوني
نشر في مصر الجديدة يوم 18 - 07 - 2011

إن إنجازات انتفاضة الأقصى والمقاومة الفلسطينيتين في تحطيم النفسية الصهيونية وتدمير الروح المعنوية في كافة قطاعات العدو الصهيوني أكثر من أن تحصى، ولكن سنقدم بعضاً من النماذج الفذة التي حققتها في بث حالة اليأس والإحباط وإشاعة حالة التخبط والاضطراب في المجتمع الصهيوني.
الكيان الصهيوني جيتو الخوف
كان برنامج شارون الانتخابي يعد الناخب الصهيوني أنه سيسحق الانتفاضة والمقاومة خلال مائة يوم فقط ويوفر له الأمن والأمان، وهاهي انتفاضة الأقصى تدخل عامها الخامس ورغم كل الإرهاب والجرائم التي ارتكبها شارون لم يحصد غير الفشل، وازدياد الخوف والرعب وفقدان الأمن الشخصي للمواطنين وفقدان الثقة في المؤسسة العسكرية الصهيونية، وتحول الكيان الصهيوني إلى (جيتو الخوف) بحسب عنوان مقالة للكاتبة الصهيونية (مانويلا دافيرى) في صحيفة "معاريف" قالت فيها: "من الصعب أن تكون (إسرائيليا) هذه الأيام.. كارثة تطارد كارثة.. ودولتنا التي كانت نبوءتها أن تغدو ملجأ آمناً لكل يهود العالم عادت خطراً على سكانها، تقامر على مستقبلها، الإحباط هنا يسيطر على كل شيء، والرأي السائد هو أنه ليس هناك ما يمكن فعله، القضية خاسرة، هذا هو المصير".
أما الصحفي الصهيوني (دان سيمون) كتب في صحيفة "هآرتس" الذي خصصته لأصداء الانتفاضة وهي تتم عامها الرابع، مقالة بعنوان: "سنة لا مكان فيها للتفاءل" استهلها بقوله: "إن الصهاينة يعيشون في الظروف الراهنة، وكثيرون منهم لا يعرفون ما إذا كانت السنوات العجاف قد أصبحت خلف ظهورهم، أم أن المستقبل يخبئ لهم ظروفاً أسوأ من تلك التي عاشوها". واستشهد الكاتب بنتائج استطلاع أجراه معهد ديالوج (الحوار) عام 2004، بين أن السنوات الأخيرة تركت جراحاً غائرة في النفس الصهيونية، وولدت أخاديد عميقة... كما بين أن الصهاينة فقدوا أي قدر من التفاؤل، واهتزت ثقتهم في المؤسسة العسكرية الصهيونية وقدرة الدولة على البقاء والاستمرار، وأقل ثقة في فرص السلام وفرص البحبوحة والسعادة والأمن الشخصي. وتراجعت أحلامهم في تحقيق حياة جيدة. (فهمي هويدي).
توازن الرعب وتوازن الردع
لا يخفى على أحد أن العقلية العسكرية والأمنية الصهيونية جمدت على مبادئ عسكرية إستراتيجية تصلح للحرب التقليدية أثبتت التجربة فشلها وعدم صلاحيتها للتعامل مع المقاومة وحرب العصابات، وخاصة مبدأ:
1_ الحسم:
مبدأ الحسم العسكري السريع أو الحرب الخاطفة يعتمد على مباغتة العدو بالضربة الأولى الموجهة والمركزة التي تحقيق عنصر المفاجأة وإحداث حالة الارتباك في صفوفه، وقد حسم به العدو الصهيوني معظم حروبه مع الجيوش العربية، وهذا ما دعا متطرفي اليمين الصهيوني وأنصار الضربة العسكرية الحاسمة للفلسطينيين إلى ترديد مقولة "دعوا الجيش ينتصر". وقد غفل أولئك النرجسيين المغرورين بالقوة العسكرية الصهيونية أن مبدأ الحرب الخاطفة لا يصلح لحسم المعركة مع المقاومة الجماهيرية وحرب العصابات، وأن عنصر المباغتة والمفاجأة الذي يحسم المعركة بالضربة الأولى في الحرب التقليدية لا يمكن تحقيقه ضد المقاومة وانتفاضة الأقصى. لذلك فإن كل عمليات جيش العدو الصهيوني للقضاء على المقاومة بدء من عملية "السور الواقي" في جنين ومناطق أخرى في الضفة الغربية، إلى عملية "أيام الندم" الأخيرة في محافظات شمال قطاع غزة أثبتت فشلها في القضاء على المقاومة.
2- الردع:
كذلك إستراتيجية "الردع العسكري" هي أحد أهم المبادئ العسكرية التي يستخدمها العدو الصهيوني في حروبه التقليدية ضد الجيوش العربية، وقد عملت دوائر صنع القرار في الكيان الصهيوني على تكريسها بعد الهزائم التي لحقت بالجيوش العربية من خلال الترويج لمقولة أن جيش العدو الصهيوني لا يقهر، ومن الخير للأنظمة العربية اللجوء إلى كل الخيارات باستثناء الخيار العسكري في تعاملها مع العدو الصهيوني. وذلك ما عبر عنه (يوسي بيلين) أحد قادة اليسار الصهيوني في محاضرة ألقاها أمام طلاب جامعة تل أبيب (15/6/2001)، حيث قال: إن اتفاقات (السلام) التي وقعت مع الدول العربية لم توقع إلا بعد أن اقتنع العرب بأنهم سيخرجون مهزومين في أي مواجهة عسكرية مع (إسرائيل)، وأنه لا سبيل أمامهم إلا خيار المفاوضات. (هويدي). ولكن تلك الإستراتيجية فشلت أمام تصميم الجماهير الفلسطينية على المقاومة والمواجهة حتى طرد الاحتلال واستعادة حقوقها الوطنية المسلوبة، وقد فقدت القوة العسكرية الصهيونية تأثيرها على إرادة الجماهير في الصمود والمقاومة والاستعداد للتضحية والاستشهاد في سبيل تحقيق النصر والتحرر من الاحتلال.
ذلك الفشل والعجز الصهيوني الذي سببته ضربات المقاومة في تحقيق انتصار حاسم على الفلسطينيين رغم التفوق العسكري الهائل بالنسبة لإمكانيات المقاومة الفلسطينية، ورغم استخدامه لكافة الأسلحة التقليدية المتطورة والمحرمة دولياً بدء من البندقية مروراً بالدبابة والمدفع وانتهاءً بالأباتشي والإف 16 إلى غير ذلك، قد أوجد حالة من التخبط والارتباك داخل المجتمع الصهيوني، انعكست على التقارير الصادرة عن الجهات الصهيونية حول خسائر الكيان الصهيوني البشرية خلال انتفاضة الأقصى، وقد اعترفت به كافة الأجهزة والمسئولين الصهاينة على اختلاف مستوياتهم مما عزز إرادة القتال والصمود عند الجماهير الفلسطينية. فقد أعلن (يوفال شتاينش) رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الصهيوني عن إخفاق الجيش الصهيوني في الحرب التي يخوضها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الصهاينة سيواصلون تلقي الضربات. (البراق 1/10/2004).
والفضل في ذلك يعود إلى قدرة المقاومة على تعديل ميزان القوة في الصراع مع العدو الصهيوني وفرض مبدأ استراتيجي جديد، هو مبدأ: توازن الرعب وتوازن الردع، وذلك من خلال التطوير النوعي المستمر والمتجدد في أسلحة وأساليب القتال عند المقاومة.
التطور النوعي والكمي في التكتيك والإنتاج الحربي
إن إفادات كبار الضباط الصهاينة الذين تحدثوا عن الأساليب المبتكرة والمتغيرة دوماً من جانب المقاومة في مواجهة جيش العدو الصهيوني الذي ما أن يغير تكتيكاته حتى يواجه بأساليب وتكتيكات مقاومة جديدة. شبهت تلك الإفادات تلك الأساليب ب"لعبة شطرنج عسكرية مع العدو لا تنتهي" مجلة فلسطين المسلمة
إن التطور النوعي في العمليات العسكرية الفلسطينية رغم طابعها البدائي وقلة إمكانياتها مقارنة بآلة الحرب الصهيو - أمريكية، إلا أنها تثير الذعر والخوف في نفوس المغتصبين الصهاينة خاصة بعد أن تحول مشروع المقاومة إلى مشروع للتحرر الوطني. كما أن ذلك يفرض عليها عدم التوقف عن التفكير والإعداد والبحث بشكل دائم عن وسائل وتكتيكات قتالية تمكنها من تحقيق اختراقات هنا أو هناك في منظومة الأمن والدفاع الصهيونية المضروبة على المغتصبات والمدن الصهيونية والمنتشرة على طول الطرق والحواجز. وذلك ما أرغم العدو الصهيوني على الاعتراف بعجزه عن وقف العمليات الفدائية. فقد أكد (إيتان هابر) مدير مكتب رئيس وزراء العدو الصهيوني الأسبق (إسحاق رابين) أن ربع القوى البشرية في الكيان الصهيوني يعملون في المجال الأمني، ورغم ذلك فإن الأجهزة الأمنية -كما يقول- يستحيل أن توقف العمليات الفدائية. (وهذه هي الحقيقة المرة التي لا يجب تجاوزها) على حد قوله. الشرق الأوسط اللندنية 2/8/2004م.
كما أن المعلق العسكري الصهيوني (زئيف شيف) اعترف أنه على الرغم من العمليات العسكرية التي تشن ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلا أن رغبة فصائل المقاومة ضد الاحتلال في القتال والإقدام قد زادت، فقال: "بعد عشرات العمليات ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية يتبين أن رغبة القتال والإقدام عالية أكثر من السابق" "هآرتس 28/12/2003م". وقد اعترف العدو الصهيوني على لسان مسئوليه وكتابه بالحقيقة التي تغيب كثيراً عن دوائر صنع القرار العسكري في الكيان الصهيوني وهي: قدرة المقاومة على تطوير نفسها في كل مرة تقوم فيها المؤسسة الصهيونية بتطوير أدوات القمع ضد الجماهير الفلسطينية؛ أشار لها المعلق العسكري الصهيوني (إبراهام آيلاند)، كما أشار إلى أن حركات المقاومة الفلسطينية قد استطاعت تكييف وسائلها مع تصعيد القمع الصهيوني لدرجة أن الجيش الصهيوني يفاجأ بقدرة المقاومة على تجاوز كوابح القوة الصهيونية بشكل كبير. (السبيل)
وذلك ما دفع المعلق العسكري الصهيوني (أليكس فيشمان) إلى التهكم على تصريحات ضباط جيش وأمن العدو الصهيوني قائلاً: "لقد نجحنا في تصفية كل الخلايا وبقيت أمامنا خلية واحدة فقط فيها 3.5 مليون فلسطيني" إشارة إلى مجموع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة معتبراً أن انخفاض معدل العمليات لا يعني أننا انتصرنا، موضحاً أن تضاعف عدد الإنذارات يعني أن "جيلاً" من (الإرهابيين) يخلق وينمو فوراً بدل الجيل الذي تم القضاء عليه ويخلفه في الميدان، والجيل الجديد ليس أقل عنفاً". (فلسطين المسلمة).
وفي نفس السياق يكتب المعلق العسكري (زئيف شيف) قائلاً: إننا نرى تحسينات نوعية في العمليات الميدانية المختلفة لديهم. بمعنى أن الإصابات العديدة وتخفيف الصفوف لأصحاب التجربة في المنظمات الفلسطينية لا تجد تعبيرها دوماً في الهبوط الكبير في المستوى المهني لعملياتهم. (هآرتس 1/10/2004). وقد عكست سلسلة العمليات الموجعة والنوعية التي نفذها المجاهدون التطور النوعي في عمل المقاومة الفلسطينية يقوم على أساس امتلاك المعلومات الكاملة للعدو عبر رصده ومعرفة تحركاته ومن ثم مهاجمته بشكل مباغت دون إعطائه فرصة الرد وتمثل ذلك في عمليات سردا ودورا القرع وعين يبرود. ويلاحظ أنه رغم عشرات العمليات التي استهدفت في غالبيتها جنوداً بالأسلحة إلا أنه لم تقع أي خسائر في صفوف المجاهدين وتمكنوا دوماً من الانسحاب بسلام من مكان الهجوم مما يعكس تخطيطاً عالياً لكيفية الهجوم وكيفية الانسحاب. (تقرير خاص من رام الله باعتراف الصهاينة : خلايا حماس المعتقلة في رام الله تتميز بالخبرة الكبيرة والتخطيط العالي المتمرس والسرية الكاملة). وسوف نعرض لبعض أساليب المقاومة الفلسطينية وما حققته من إنجازات خسائر مادية ومعنوية على جميع المجتمع الصهيوني دفعت العدو الصهيوني وأعوانه في وطننا شن حملة إعلامية ضدها سعياً لوقفها:
* تدمير دبابة "ميركافا 3"
يقول "جون لو ديفور" الخبير العسكري الفرنسي: "إنه بغض النظر عن العمليات الاستشهادية الجريئة التي لا يمكن للعدو الصهيوني فعل شيء لمجابهتها، فإن الطرق الحربية المنتهجة من طرف الفلسطينيين في تطور مستمر رغم نقص الأسلحة والوسائل العسكرية. ويضرب مثلاً كدليل على ذلك: تمكن الفلسطينيون من تدمير الدبابة المصفحة ذات المزايا المتقدمة في الدفاع عن النفس "ميركافا3" بمتفجرات ذات صنع تقليدي- محلي- . ويذكر أن مشكلة الفلسطينيين هي التمويل بالأسلحة من خارج الأراضي المحتلة.
*العبوات الموجهة
استكمال للحديث عن العبوة الناسفة التي دمرت دبابة "ميركافاه 3" أسطورة الصناعة العسكرية الصهيونية عالمياً. نذكر أيضاً: أن العبوات الناسفة الموجهة المصنعة محلياً أصبحت أبرز أسلحة المقاومة ضد المواقع والآليات الصهيونية، وقد استطاعت المقاومة تطوير هذا السلاح الذي ساعدهم على ضرب وتفجير الأهداف في إطار مساحة كبيرة حيث يصل مدى القوة التفجيرية لهذه العبوات من 10 - 30 متر، وهناك حديث عن أبعاد أطول. كما نجح المقاومون في ابتكار أساليب التمويه للعبوات أو في محيط المواقع أو الآليات المستهدفة وهو أحد أهم عناصر النجاح كما حدث في عملية الموقع العسكري في رفح -أحد أبراج الموت-.
كما أن استخدام العبوات الناسفة الموجهة ضد آليات ومركبات العدو الصهيوني أثناء اجتياحاته للمدن والمخيمات الفلسطينية، جعل العدو الصهيوني لأول مرة خلال انتفاضة الأقصى يطلب من الصليب الأحمر الدولي التدخل من أجل إعادة أشلاء جنوده الممزقة والمتطايرة على مساحات واسعة من الأحياء السكنية الفلسطينية في غزة ورفح. بعد أن اصطدمت ناقلتا جنود صهيونية بعبوات ناسفة زرعتها المقاومة الفلسطينية في شهر آيار/ مايو 2004.
* أبراج الموت
لم تتوانَ المقاومة الفلسطينية في ابتكار وسائل وطرق لاختراق تحصينات العدو الصهيوني وتوجيه ضربات مؤلمة في العمق نترك جيش الاحتلال في كثير من الأحوال في حيرة وذهول، قد يدفعانه في بعض الأحيان للانتقام بصورة دموية غير مألوفة، فتدمير البرج العسكري الصهيوني على الشريط الحدودي في مدينة رفح كان علامة فارقة في تطور المقاومة الفلسطينية وقدرتها على تجاوز كثير من التحصينات وخطوط الدفاع التي أقامها العدو. وتأتي نوعية العملية من كون الأبراج تتمتع بتحصينات مميزة وإحاطتها بالكتل الأسمنتية الضخمة ووجود قوة عسكرية مرابطة، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة تعمل طوال الليل والنهار، كما أن الجنود يستخدمون المناظير الليلية التي تكشف أي تحركات حتى ولو في ظلمة الليل. ويعلق زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" على تفجير البرج: أنه "الخبر الأكثر إثارة للقلق الذي نشر في الأسبوع الماضي ولم يصدر عليه أي رد من قبل الناطق بلسان جيش الدفاع"!.
* أنفاق التهريب
مادمنا قد ذكرنا "أبراج الموت"، وأحد مهامها منع عمليات تهريب الأسلحة من مصر إلى فلسطين حري بنا هنا أن نذكر بحجم الفشل الصهيوني في منع التهريب عبر الأنفاق، وعدم جدوى تبرير جرائمه الهمجية التي يقوم بها ضد سكان الشرطي الحدودي في رفح والقتل وتدمير مئات المنازل بحجة البحث عن أنفاق يتم من خلالها تهريب الأسلحة للمقاومة. ذلك الفشل اعتبره (زئيف شيف) دليل على فشل جيش العدو الصهيوني ضد المقاومة لا انتصار، فقال: دليل آخر على أنه لا يدور الحديث عن نصر تاريخي على الإرهاب يكمن في الإخفاقات المتواصلة في منع التهريبات الكبيرة للسلاح والذخيرة إلى المناطق. فقد بذلت جهود كبيرة لمنع تدفق الأموال إلى المناطق، والتي تغذي الإرهاب الفلسطيني ولكن المشكلة بقيت على حالها. كما أن (إسرائيل) فشلت في نقل مواد خام كيماوية من أراضيها لغرض إنتاج مواد متفجرة في المناطق الفلسطينية.
من هنا لا يوجد ما يبرر الاحتفالات. الحرب في ذروتها. توجد إنجازات وتوجد إخفاقات، وتوجد أيضاً مفاجآت. هذا صراع متعدد الجوانب يحاول فيه الجميع جمع النقاط. غير أن الفشل الفلسطيني يجد تعبيره أحياناً في فشل (إسرائيلي). ليس فيه صيغة لإنهاء النزاع والاتفاق. هذا فشل عمق الاحتلال (الإسرائيلي) والسيطرة على شعب آخر وزاد سفك الدماء في الطرفين. كما أن خطة فك الارتباط لا تضمن أن يتوقف الإرهاب. فهي ستغير شكله في قطاع غزة، لأن عدد الأهداف (الإسرائيلية) سيتقلص. ولكن يحتمل جداً أن تعمقه في مناطق (يهودا والسامرة). وهكذا فإنه ليس مجدياً توزيع الدعوات للاحتفال بالنصر الحاسم على الإرهاب. (هآرتس 1/10/2004)
الكمائن والاختراق والهجوم
ونحن هنا لا نستطيع أن نحصي جميع العمليات العسكرية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية مستخدمة هذا الأسلوب ضد العدو الصهيوني، ولكننا سنقدم مثال نموذجي على كل واحد منها لنبين كم هو الجهد العقلي والفكري الذي يبذله رجال المقاومة من أجل تطوير إمكانياتهم البدائية المحدودة، يحاولون من خلالها تحقيق نظرية "توازن العرب وتوازن الردع".
* الكمائن
كثيرة هي الكمائن العسكرية التي نصبها رجال المقاومة الفلسطينية لجنود ودوريات العدو الصهيوني، ولكن كان من أهم واشهر تلك الكمائن كمين "وادي الحرامية"، تلك العملية جعلت أحد المعلقين الصهاينة يقول: "إن الردع الذي حققه (المخرب) – الفدائي – الواحد من بندقية كاربين الخردة تفوق ألف مرة الردع الذي حققه الجيش (الإسرائيلي) في عملية استعراضية في مخيم جنين مع دباباته ومروحياته الحديثة. (حصاد)
* الاختراق
كثيرة هي عمليات الاختراق التي حققتها المقاومة الفلسطينية ضد مغتصبات العدو الصهيوني في الضفة وغزة وقتل عدد من الجنود والمغتصبين الصهاينة، وقد أثارت تعليقات في الصحف الصهيونية متهمة أن قادة جيش العدو لا يقولون الحقيقة. فكتب المعلق الصهيوني (حمي شاليف) معلقاً على إحدى العمليات: "لا يمكن للمرء أن يصدق التصريحات التي يدلي بها قادة جيشنا، في كل ما يتعلق بمواجهة الانتفاضة، لأننا لو صدقنا هذه التصريحات أو أخذناها على محمل الجد لما كان من الممكن أن تقع أية عملية عسكرية ضد الأهداف (الإسرائيلية) في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي داخل (إسرائيل). وطالب شاليف قادة جيش العدو الصهيوني أن يتحلوا بالشجاعة الأدبية وأن يخبروا الجمهور الصهيوني بالحقيقة التي يجب على الجمهور أن يعلمها وهي أنه لا يوجد حل لعمليات المقاومة. (السبيل)
* العمليات الهجومية
حاجز بيت حانون – إيريز – الذي يفصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من جهة الشمال، كان هدفاً لعدة عمليات عسكرية استشهادية وغيرها، ولكن أشهر تلك العمليات التي أصابت فيه العدو الصهيوني في مقتل من حيث التخطيط والتنفيذ وعدد القتلى، كانت العملية المشتركة التي قامت بها سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد، وكتائب شهداء الأقصى – الجناح العسكري لحركة فتح، وكتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – وقد قامت سرايا القدس بالتخطيط وإعداد المتفجرات والجيبات العسكرية المستخدمة في العملية وطلائها بلون جيبات العدو الصهيوني، وتمت المشاركة من الأجنحة الأخرى بالمقاومين إلى جانب مقاومي سرايا القدس، وتعتبر هذه العملية أوسع العمليات تنسيقاً بين فصائل المقاومة ضد العدو الصهيوني، وتعتبر من العمليات النوعية التي امتازت بالجرأة والشجاعة والإقدام.
الأسلحة الإستراتيجية
أما الحديث عن أسلحة المقاومة الإستراتيجية التي هزت الكيان الصهيوني وأوجدت نظرية "توازن الرعب وتوازن الردع" فإنه يطول، وقد أشبع نقاشاً حول جدواها وضرورتها وصلاحيتها كسلاح يخدم القضية الفلسطينية والمصلحة العليا للجماهير الفلسطينية أم عدم صلاحيتها وإلحاقها الضرر بالقضية والمصلحة العليا، وأنه يظهرنا أمام العالم وكأننا (إرهابيين سفاكي دماء" وقتلة)...إلخ. ونحن هنا لا نريد أن نعيد جدلاً دار حولها طويلاً، ولكننا سنلخص مدى جدوى استخدامها وفاعليتها وتأثيرها على العدو الصهيوني، وكيف عدلت في ميزان القوة ونسبة الشهداء الفلسطينيين والقتلى الصهاينة وقربتها من 10:1، إلى 2.73:1، ونبدأ بالحديث عن:
* سلاح الاستشهاديين
يرى (جون لوي ديفور)، خبير عسكري فرنسي وملحق عسكري في لبنان مؤلف كتاب "الحرب، المدينة والجندي". وخبير في شؤون الصراعات المعاصرة: أن شارون يعلم جيداً أنه خسر المعركة ضد الفلسطينيين لأن العدو الصهيوني لا يمكنه استعمال كل أسلحته في الأراضي المحتلة، كما أن اللغة التي يجيدها الفلسطينيون هي لغة العمليات الاستشهادية، ويرى أن العدو الصهيوني ليس باستطاعته تحمل الخسائر وخاصة البشرية منها إلى أجل غير مسمى، لذلك عليه الإذعان والاستسلام، ويشبه الوضع بما مرت به فرنسا في فيتنام ويذكر مقولة (هوشي فيه) آنذاك: "أنني سأقتل من الفرنسيين رجل واحد وستقتلون منا عشرة رجال وبالرغم من هذا فأنا الذي سيفوز وأنتم الذين ستخسرون".
وهذا ما دعا المعلق العسكري الصهيوني (أليكس فيشمان) للقول: "إن نجاح الفلسطينيين في تنفيذ عمليات بهذا الشكل تثبت أن سياسة الأمن (الإسرائيلي) تحتضر"، ووصف التهديدات التي يطلقها شارون أنها "فارغة" (يديعوت أحرونوت). وذلك تعليقاً على العمليات الاستشهادية التي كلفت العدو الصهيوني خلال شهر واحد (131) قتيلاً و(421) جريحاً. أما المعلق العسكري الصهيوني (ميرا هورن) فيؤكد أنه لا يدري أيضحك أم يبكي عندما تجتمع حكومة شارون لدراسة رد على العمليات الاستشهادية، ويضيف: "من يسمع كلام الناطقين بلسان حكمة شارون يساوره الظن أن هناك خيارات أمنية لم يستخدمها الجيش (الإسرائيلي) ضد المقاومة، لكن الحقيقة أن الجيش قد استنفد كل طاقته في مواجهة المقام الفلسطينية، ففي الضفة الغربية التي تنطلق منها أكثر من تسع وتسعين بالمائة من العمليات فإن الجيش يحتل فعلياً كل المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ومع ذلك عن أي ردود يتحدثون، إنه الإفلاس بعينه".
كما أن تأثير العمليات الاستشهادية تجاوز المجتمع الصهيوني إلى الإدارة الأمريكية المتصهينة، فقد ذكرت إذاعة العدو الصهيوني باللغة العبرية "أن الإدارة الأمريكية "قلقة من ضعف حصان المجتمع (الإسرائيلي) في ظل موجة العمليات الاستشهادية الحالية التي تنفذها المنظمات الفلسطينية".
* خطر استراتيجي على وجود كيان العدو الصهيوني
بهذه الجملة لخص الصهيوني يعقوب بيري في كتابه "الموت القادم إليك" نظرته إلى العمليات الاستشهادية، فقد رأى وهو مسئول سابق في جهاز المخابرات الصهيوني بشقيه الشاباك والموساد، إن كل أنواع المقاومة التي استخدمها الفلسطينيون على مدى مئة عام من الصراع لم تشكل خطراً حقيقياً على (إسرائيل)، وإن كان ضمن مسلسل المقاومة هذا عمليات قاسية وموجعة للكيان إلا أنها لم تشكل خطراً حقيقياً على وجوده، ويرى بيري أن هذا الخطر لم يتشكل إلا بعد العام 1993 بانطلاق العمليات الاستشهادية، حيث بات الكيان الصهيوني كله مهدد بالانهيار نتيجة هذا النوع وهذا النوع فقط من المقاومة.
* الاستشهاد ثقافة فلسطينية
كاتب إسرائيلي يدعى روين شكيد في مقال له نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت يصف العمليات الاستشهادية بالقول "إنها ثقافة بطولية أحدثت انقلاباً في المجتمع الفلسطيني وذلك بترسخ العمليات الاستشهادية كسلاح استراتيجي رادع ل(إسرائيل) لا يستطيع ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني وقفه مهما حاول". ويذكر أن نحو 120 استشهادياً واستشهادية نفذوا عمليات داخل الأراضي المحتلة وهؤلاء الاستشهاديين لا يشكلون ظاهرة هامشية، بل يعكسون نموذجاً اجتماعياً يجسد الثقافة الفلسطينية الجديدة. إنها ظاهرة تحظى بتأييد الشارع الفلسطيني وقيادته، ليس في استطلاعات الرأي فحسب، وإنما عبر مظاهر الفرح التي تلي كل عملية، وفي جنازات الاستشهاديين، وفي صورهم المعلقة في كل زاوية في الشوارع، وفي الأغاني التي تمجدهم. وتنعكس تعابير هذه الثقافة، أيضاً، في المؤتمرات وفي المسيرات التي يشارك فيها عشرات لابسي الأكفان الذين يعلنون: "نحن اللاحقون"، وكذلك في المدارس وفي المخيمات الصيفية.
* عمليات تزرع الأمل
ويتحدث بكل صراحة عن العمليات الاستشهادية: "لقد أحدثت هذه الثقافة البطولية انقلاباً في المجتمع الفلسطيني، ذلك أن العمليات الفدائية لم تعد تعتبر عمليات تنم عن اليأس أو الخيبة والانتقام، وإنما أصبحت عمليات تزرع الأمل. وحسب مفهومهم إن الهدف من الاستشهاد هو ليس القتل من أجل القتل، وإنما وسيلة من أجل تحطيم قوة الصمود (الإسرائيلية) وتقويض المجتمع وتدمير الاقتصاد (الإسرائيلي). وأضاف يشعر الفلسطينيون أنهم نجحوا في إحداث هزة أرضية خفيفة شققت الجدارين الاجتماعي والاقتصادي في (إسرائيل). وأشار الكابت شكيد في مقاله إلى أن الفلسطينيون يؤمنون أنه مع بذل مزيد من الجهود سيحققون انهيار (إسرائيل).
* الجانب الإنساني
وأضاف: أن الفلسطينيون يخلقون حياة جديدة عبر بوابة الاستشهاد ومن المناسب إلقاء نظرة على الجانب الإنساني للاستشهاديين. فمنفذ العملية في حي غيلو، محمد الغول، كان يدرس دراسات عليا في جامعة النجاح في نابلس، الجامعة التي حظيت باسم "كلية الاستشهاديين"، ذلك أنه خرج منها أكثر من 30 استشهادياً. وكان نصف الاستشهاديين ال 120، يملكون ثقافة أكاديمية، وقرابة 35% يملكون ثقافة ثانوية، والبقية امتلكوا ثقافة ابتدائية عل الأقل. هذا يعني أنهم ليسوا متهورين وطائشين، وإنما استشهاديون يعرفون جيداً، ما هو العمل الذي يُفعلونه.
* آلة قتل تتنفس
وفي تصريحات صحفية أدلى بها وزير الحرب الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر قال فيها "إنني على إطلاع على أحدث التكنولوجيا الحربية والقتالية من الدبابات والمدفعية والطيران لكني لا أعرف أشخاصاً مستعدين للتحول إلى قنابل حية ولم ألتق حتى الساعة آلة قتل تتنفس""! واعترف بن اليعازر أن "هذه الهجمات تمثل سلاحاً فعالاً كلفته قليلة ويسبب قتل الكثيرين ولا يمكن مواجهته بسهولة". وقد سبق لإسحاق رابين القول : "ماذا أفعل لشخص يريد أن يموت".
تعليقات دولية الصواريخ
قد تشكل التعليقات التالية مدخلاً واسعاً لإدراك الأهمية الإستراتيجية التي تتمتع بها الصواريخ بالنسبة للمقاومة الفلسطينية التي تواجه احتلالاً صهيونياً بكل ما يمكن أن تختزله كلمة صهيوني من مترادفات (العنصرية، الغطرسة، الوحشية) الذي لا يفهم سوى لغة القوة. فصحيفة ال "التايمز" البريطانية وصفت صاروخ المقاومة بأنه "الصاروخ البدائي الذي قد يغير "الشرق الأوسط"".. أما شبكة (سي.إن.إن) الأمريكية الإعلامية فتعتبره "الورقة الشرسة في (الشرق الأوسط)"، في حين أن كبريات المؤسسات الإعلامية في العالم هي ال "بي.بي.سي" فتصفه بأنه نقلة إستراتيجية تنخر في القوة العسكرية "(لإسرائيلية) الفائقة .. أما بنيامين بن أليعازر وزر الدفاع الصهيوني السابق، فيقول : إنه مستوى جديد من التهديد. (صاروخ القسام نقلة استراتيجية).
* الجنون والعقد النفسية
كما أن صواريخ المقاومة قد أصابت سكان المغتصبات الصهيونية القريبة من قطاع غزة وخاصة مغتصبة سديروت بحالات اضطراب نفسي وعقد نفسية يخشى الأطباء النفسيين من أن تتضاعف هذه الحالات وتصل ببعضهم إلى درجة الجنون، لذلك أعربت مصادر طبية صهيونية عن خشيتها من إصابة عدد من المغتصبين الصهاينة في مغتصبة سديروت الصهيونية في النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948م بحالات جنون، نتيجة السقوط المتوالي اليومي للصواريخ. (قدس برس للأنباء، نقلاً عن إسلام أون لاين.نت 31/7م2004)
* كريات شمونة ثانية
رداً على حالة الاضطراب والانهيار النفسي التي يعيشها سكان مغتصبة سديروت وإصرار الغالبية منهم على الرحيل عنها، ثمة من يذكر سكان هذه المغتصبة "بكريات شمونة التي وقفت على مدى السنين ببطولة في وجه رشقات الكاتيوشا من لبنان، وينسى أنها أيضاً غادرها سكانها في حينه. هناك من يكلف نفسه إرشادهم أنه في مدن المركز أيضاً يعيش المواطنون في خطر العمليات ولا يفهم الفرق بين الخطر البعيد-الإحصائي، القابل أيضاً إلى الصد في حالات عديدة وبين التهديد الفتاك الملموس، الشخصي، اليومي، لصواريخ القاسم على جمهور محدد يعيش في خط النار، وثمة من يقترح عليهم تعزيز أسطح المنازل – وهي أحد الأقوال غير الناجحة على نحو خاص وعديمة الإحساس لرئيس شينوي". (المصدر 5/10/2004)
وأعرب رئيس مستوطنة "أسديروت" في النقب، جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، التي تشكل الهدف الرئيس للصواريخ الفلسطينية من طراز "قسام" و"الناصر 4" وغيرها من الصواريخ الفلسطينية المصنوعة محلياً عن بالغ قلقه من إخفاق جيش الاحتلال حتى الآن، وبالرغم من عملياته العسكرية المكثفة والمتتالية في شمال قطاع غزة مكان إطلاق معظم تلك الصواريخ، في منعها، وقال : "لم نكن نعتقد أنه في الوقت الذي يتواجد فيه الجيش في بيت حانون ستقع مثل هذه التراجيديا. (نقلة إستراتيجية).
والآن لنا رأي آخر في الصواريخ سبق أن نصحنا به بعض فصائل المقاومة منذ عام 2005 من خلال تجارب عسكرية واقترحنا بدائل له، وهو: أنه سلاح يضر بالقضية الفلسطينية وسمعة المقاومة كثيراً، ويحلق الضرر بالجماهير الفلسطينية ويوقع بها خسائر كبيرة هي في غنى عنها نتيجة رد العدو الصهيوني على إطلاقها!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.