... لا تدعى التميز إذا كنت حقاً متميزاً . فلا تظهر تميزك على من هم حولك ولا تتعالى عليهم بهذا التميز. فيبغضونك . ولكن دع الأخرين هم الذين يعلنون ذلك بينهم. فإذا ما أقروه بينهم وأجتمعوا عليه .فلا يزيدنك إلا تواضعاً بينك وبين نفسك أولاً ثم تواضع للأخرين . فيحبونك . ... ولا تفرح إن أحبوك كل من حولك . فربما أحبوك لأنهم يرو فيك مثل ما فيهم من سوء . فلا يجدون فيك ما يميزك عنهم وأنت لا تدرى. فيكون حبهم وقربهم منك لأنك تسير على نفس المنوال ... ولا تغضب إن أبغضوك العامة من الناس و أنصرفوا عنك . وأنت للحق وللخير تدعو !فلا يحزنك بغض الباغضين . ولكن أنظر من هم الذين يبغضونك . إن كانوا أُهل حق و أجمع الناس على صلاحهم وحسن خلقهم . فأستمع إلى صوت الحق فيهم وراجع نفسك وحاسبها. وأعدل عن ما أنت عليه وتراجع .وإن كانوا غير ذلك. فلا يضرك ما يقولون عنك ولا تسير على نهجهم ولا تشاركهم ما أجتمعوا عليه من قول و من فعل أرضاء لهم و تقرباً منهم ولكن دعهم يمرون من جانبك مر الكرام وأنت ثابت فى مكانك. وإن ظللت وحيداً. فليس كل ما أجتمع عليه الناس يكون صواب . ولا كل ما أختلف فيه الكثيرين يكون خطأ. فمن الجائز أن تكون أنت وحدك على صواب ويكون كل من حولك هم المخطئون . والجأ إلى { الله عز وجل } دائماً فى كل أعمالك و لا تستعن إلا بالله و لاتحب إلا فى الله و لا تكره إلا لله. فكل إنسان مسؤل أمام الله عما يفعل وليس عن ما يفعله الأخرون. .... أستمع وأصغى إلى الصوت الذى بداخلك. فبداخل كل إنسان منا يوجد جهاز انزار ينبهه إذا أقدم على فعل الخطأ و لكن ما يحدث دائماً أننا نتجاهل هذا الصوت. ألا وهو الضمير فإذا ما قدمت على فعل مكروه وضاق به صدرك وعدلت عنه فأعلم أن ضميرك ما زال سليماً. أما إذا أطمئنت نفسك و رضت بما تنوى عمله من خطأ. فأعلم أن هناك خلل فى جهاز الأنزار بداخلك .فهناك فرق بين الخطأ والخطيئة. الخطأ ما يفعله الانسان عن جهل و دون قصد ولم تعقد عليه النيةأما الخطيئة فتكون قد أنعقدت عليها النية ومارستها الجوارح و سعى الانسان إلى فعلها وأعد لها كل يؤدى إليها. .... لا تحسد ولا تحقد ولا تكره ولا تتمنى زوال النعمة عن من أنعم الله عليه بها . لا تنظر إلى ما فى أيدى الناس و أرضى بما قدره الله . فربما أعطاك الله ليمنعك وربما منعك الله ليعطيك .اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك و أنزع الغل والحقد والحسد من قلوبنا. اللهم أمين . تذكرة لنفسى وإياكم حلمي يا نفس أعلمي أن الأمور لها انقضاءوالحادثات جليلها وحقيرها محض ابتلاءوالعالمون صغيرهم وكبيرهم فيها سواء لا تجزعي يا نفس فا الله يفعل ما يشاء