طائرات التحالف بالأجواء الليبية يبدو أن السموات الليبية صارت مسرحا للتنافس بين طائرات دول الحلفاء فى فنون تجريب وترويج صفقات الأسلحة الحديثة ،من خلال استعراض غاراتها المباغتة وقدراتها الفولاذية أثناء عمليات قوات التحالف الدولى المكونة أساسا من 5 دول (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وكندا وايطاليا) ، والتى تواصل توجيه ضربات الي النظام الليبى لتطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 بفرض الحظر الجوى منذ 17 مارس/آذار2011 . ولعل سقوط ضحايا من الثوار الليبيين نتيجة غارات التحالف الانسانية يضفى ظلالاً من الشك حول حقيقة أهداف هذه العمليات العسكرية الدولية فى الأجواء الليبية !. تصريحات وصفقات اف -18 فرغم إعلان أمريكا وفرنسا شن غارات انسانية لتوفير الحماية للثوار والمدنيين الليبيين من قوات "القذافى " إلا أن هناك مؤشرات بأن الأجواء الليبية قد تتحول إلى ساحة ماراثون بين واشنطن وباريس لتسويق قدراتهما العسكرية فى مجال الطيران الحربى على أمل الفوز بصفقة بيع 36 طائرة مقاتلة للبرازيل بقيمة 6 مليارات دولار .
ولم تكد القيادة العسكرية للقوات الفرنسية تعلن -حسب تقارير وكالة الأنباء الفرنسية- أن 8 طائرات رافال تنتجها مجموعة "داسو" الفرنسية ،تتولى طليعة الطائرات الحربية الفرنسية المكلفة فى إطار التحالف الدولى فى ترويج واضح للرافال ،حتى أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تناول خلال لقائه منتصف مارس 2011 مع نظيرته البرازيلية ديلما روسيف الامكانيات والمميزات القتالية للطائرة الأمريكية من طراز "أف / ايه 18" التى تتنافس مع "الرافال"الفرنسية و"الجريبن" السويدية الصنع على الفوز بالصفقة البرازيلية.
ورغم اعلان ليبيا ان مضاداتها الارضية اسقطت طائرة فرنسية ،إلا أن فرنسا نفت ذلك وأعلنت ان طائراتها العشرين التي شاركت في احدى العمليات العسكرية عادت الي قواعدها سالمة.
بينما ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن دانيال ريستريبو مستشار الرئيس "أوباما" كشف فى تصريحات صحفية أن أوباما أكد لرئيسة البرازيل أن الطائرة "أف / ايه 18" التى تنتجها شركة بوينج الأمريكية ستكون الخيار الأفضل للبرازيل لكنه أوضح أن "روسيف" لم تعلن خلال اللقاء عن تفضيلها لطائرة على حساب الطائرتين الأخريين المتنافستين للفوز بالصفقة البرازيلية .
فى غضون ذلك ، حذر محللون عسكريون من قيام قوات التحالف بالتبارى فى استعراض العضلات من أجل تجريب أحدث ما أنتجته مصانع الأسلحة المتطورة فى شعب يواجه عمليات أشبه بالابادة داخل بلده ، مبررين ذلك بأنه لابد من وجود عائد نظير تحمل القوى الكبرى تكلفة الحملة والمعدات بجانب الأهداف الانسانية المعلنة .
هذا غير مصرع 5 ثوار ليبيين بالخطأ فى 7 أبريل /نيسان بسبب هذه الغارات في قصف نفذته قوات حلف (الناتو)، الأمر الذى أثار حفيظة الثوار الذين ينتقدون تباطؤ قوات الحلف في استهداف كتائب "القذافي"، مع تأكيدهم أن المنطقة التي تعرضت للقصف قرب ميناء البريقة النفطي كان معروفا أنها تابعة للثوار، ما يضعف حجج الحلف وتبريره الخطأ بأن الغارة الجوية جرت في ظل طقس سيئ وعواصف رملية، أدت الى سقوط ضحايا بالخطأ بين صفوف الثوار.
وتعد هذه المرة الثانية التي يتعرض فيها ثوار ليبيا للقصف من "الناتو" ، علما بأن المرة الأولى شهدت تبريرا بأن بعض قوات "القذافي" تتمركز بين الثوار وتطلق نيرانا على طائرات التحالف التي تضطر للرد بدورها بقصف المكان.
وقد شملت الضربات الاولي في اطار عملية "فجرالأوديسة" اطلاق وابل من صواريخ "طراز توماهوك وكروز" علي الدفاعات الجوية الليبية من غواصات أمريكية وبريطانية وفرنسية واستهدفت حوالى 20 هدفا على الساحل الليبي.
وهذا الصاروخ يبلغ طوله 20 قدما وسرعته 700 ميل في الساعة ويصل مداه 1000 ميل ويطير على مسافة قريبة نسبيا من الأرض تمكنه من مباغته أنظمة الدفاع الجوي.
ورغم تصميم الصاروخ أصلا لحمل رؤوس نووية إلا أنه أثبت فعاليته في حربي الخليج ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين .كما استخدم لضرب الأهداف الصربية في حرب البوسنة وكان محملا بمتفجرات تقليدية.
كما أفادت محطة "سي بي اس نيوز" 20مارس/آذار أن ثلاث مقاتلات "بي-2 شبح أمريكية" ألقت 40 قنبلة على قاعدة جوية ليبية لتدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي.
وتتنوع الطائرات الفرنسية مابين طائرة "داسو رافال" الفرنسية متعددة المهام ذات المحركين ،ويمكنها شن هجوم على قوات برية وتدخل ضمن أنظمة الدفاع الجوي ولها القدرة على القيام بعمليات استطلاع.وتنطلق من على متن حاملة الطائرات "تشارل ديجول".
والطائرة مزودة بنظام رادار متطور ،يمكنها من رصد وتتبع ما يصل إلى ثمانية أهداف في وقت واحد وإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد.
أما الطائرة ميراج 2000 ، فتتعدد أدوارها في سلاح الجو الفرنسي وقد دخلت الخدمة في عام 1982 ،وتم تحديثها في نهاية الثمانينيات لسد الفجوة قبل استحداث الطائرة داسو رافال الخدمة.
بعدها دخلت "ميراج اف 1 " الخدمة في عام 1983 ، وتشكل طراز قديم من نوع ميراج وتزود بنظام متخصص للاستطلاع وكاميرات وأجهزة استشعار بصرية والكترونية.
وتعتبر طائرة "Gripen jas 39 " أول طائرة سويدية تستخدم في الإعتراض والهجوم الأرضي والإستطلاع . واتخذت الحكومة السويدية عام 1989 قرار إنتاجها لتكافئ في أدائها الطائرة الأمريكية F-16 وأجرت أول تجربة طيران تجريبي للطائرةعام 1996 .
و الطائرة مصممة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية وتحتوي على رادار قوي متعدد المهام ونظام متقدم لتتبع الأهداف ونظام تسليح حديث ومنظومة حرب إلكترونية شاملة ولها بصمتهاالرادارية المنخفضة
وتسعى الحكومة السويدية بجدية لتصدير هذه الطائرة للخارج خاصة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وجنوب أفريقيا . طائرات بريطانية صاروخية
وفى السياق نفسه ،أعلن مسئولون بوزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنيدو شنت غارات جوية على ليبيا. وأكد المتحدث باسم الجيش الجنرال جون لوريمر أن سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق أيضا صواريخ ستورمشادو العابرة للقارات، انطلاقا من مقاتلات +تورنيدو جي ار 4+". ومن أحدث المقاتلات البريطانية الطائرة " تايفون أو إعصار" التى دخلت الخدمة في سلاح الجو الملكي البريطاني عام 2003 ولها قواعدها في لينكونشير وقاعدة جوية في اسكتلندا. وتتميز بتكنولوجيا الشبح التي تتيح لها الافلات من أجهزة الرادار وتحمل الطائرة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى من طراز جو- جو،بل يمكنها حمل صواريخ لاستهداف مواقع أرضية. وتستخدم هذه الطائرة الرشيقة بشكل خاص عند وقوع معركة في الجو ،وقد صممت طبقا لمعايير وضعتها بريطانيا وألمانيا وايطاليا لتحل محل مقاتلة من طراز "تورنادو" التى دخلت الخدمة أول مرة عام 1980 ،واستخدمت في فرض منطقة حظر جوي على العراق. وتقوم الطائرة"تورنادو" أساساً بدور هجومي ،وتحمل الطائرة صاروخ "ستورم شادو" الذي يتميز باستهداف مواقع بعيدة المدى بدقة داخل المواقع الحساسة والفعالة على الأراضي الليبية. كما تزود تورنادو بصواريخ " برايمستون" المضادة للدروع ولا تتأثر بحالة الطقس ويمكن استخدامها في عمليات استطلاع ليلية أو نهارية. وقد يدفع استخدامها في العملية العسكرية الحالية القوات الليبية إلى استخدام أنظمة صواريخ مضادة للطائرات. وهناك طائرة استطلاع بريطانية طراز" نمرود آر 1 "، مزودة بأجهزة رادار ومراقبة لتعقب وملاحقة قوات الخصم البرية. يتوقع استخدامها في العمليات العسكرية على ليبيا. وتستخدم الطائرة في جمع معلومات استخباراتية وتتميز بقدرتها على الطيران ببطء لمدة طويلة ويمكن إمدادها بالوقود في الجو. و المتوقع أن تخرج الطائرة من الخدمة بسلاح الجو البريطاني بعد انتهاء العمليات العسكرية في أفغانستان. فى حين تلعب طائرة سي اف 18 هورنيت الكندية وتلعب دورا رئيسيا في سلاح الجو الكندي بسبب قدرتها على المساندة التكتيكيةواستخداماتها المتعددة . وقد دفعت كندا بست طائرات من هذا النوع لفرض منطقة حظر الطيران على ليبيا والطائرة مزودة بنظام رادار متطور يمكنه تعقب الأهداف دون التأثر بحالة الجو على مسافات كبيرة كما أنها مزودة بكاميرا تعمل بخاصية الأشعة تحت الحمراء تسهل على قائدها رصد الأهداف عند انخفاض مستوى الرؤية.
أما إفإيه - 18 هورنت ،مقاتلة متعددة المهام أمريكية تعمل في كل الظروف الجوية، وبإمكانها تدمير الأهداف الجوية والبرية. ويمكنها الانطلاق من حاملات الطائرات والقواعد البرية، والقيام بعدة أدوار، كإخماد الدفاعات الجوية المعادية، والاستطلاع، والدعم الجوي ومهام هجومية باليل والنهار. طائرات الانذار المبكر أواكس
وكانت طائرات "أواكس " تراقب سماء ساحة القتال وعمقها على مدار الساعة. وتعني " أواكس " حرفيا منظومة السيطرة والإنذار المبكر المحمولة جواً الأمريكية، وفي عملية حرب الخليج الثانية ، استخدم نوعان من هذه الطائرات ،هما :(E–3) سنتري التي تمتلكها القوات الجوية الأمريكية، والقوات الملكية العربية السعودية، والنوع الثاني (E–2C) التي تتبع البحرية الأمريكية والمعروفة باسم عين الصقر "هوك آي". وتشمل مكوناتها الرئيسية: الرادار والحاسب الإلكتروني الرئيسي بذاكرة سعتها 10 ميجابايت وسرعته 740 ألف عملية، في الثانية الواحدة، ووحدات عرض البيانات ومنظومة الاتصالات و تستخدم الأواكس (E-3) أربعة نظُم ملاحية،لتوفير البيانات دون الرجوع إلى مساعدات أرضية ولقياس سرعة الريح وتأثيرها في الطائرة. ووفق بيانات موقع المنتدى العربي للدفاع والتسليح،قد استخدمت القوات الجوية الأمريكية عام 1953 طائرة تعرف باسم (EC–121) وأدخلت التحسينات عليها حتى ظهر نظام الإنذار والسيطرة للطائرة الأمريكية المعروفة باسم "الأواكس" بمختلف أنواعها. وطرازها مجهز على هيكل طائرات بوينج 767، لكنها أكبر من البوينج 707، وذات مدى وارتفاع أكبر. وفي عام 1965، أدى التطوير إلى إنتاج أجهزة الإنذار والمراقبة من محطة طائرة للمراقبة الجوية وعدد كبير من أجهزة الاستشعار وأجهزة تحليل المعلومات، وجداول عرض متطورة يستخدمها الطاقم لإرسالها إلى المحطات الأرضية. ويمكن لهذه الطائرة مراقبة لجميع المركبات الفضائية، سواء كانت معادية أو صديقة، ضمن مدى يزيد عن 322 كم، وهذا يسهل مثلاً مراقبة الحركة الجوية على أحد الشواطئ. ولدى حلف شمال الأطلسي الذى يقود العمليات فى ليبيا منذ 31 مارس/ آذار، فوق ال18 طائرة من هذا النوع، تسلم أولاها عام 1982. ومهمة الطائرة استطلاعية استكشافية للإنذار المبكر ولمراقبة الأجواء ليلاً ونهاراً من خلال اكتشاف الطائرات المعادية، على جميع الارتفاعات، وإنذار القوات منها، وإمدادها بمعلومات مستمرة، تشمل المدى والاتجاه وخط السير والسرعة والارتفاع. و إدارة عمليات القصف جو / أرض، خاصة ضد مواقع الدفاع الجوي المعادي. وقد مرت طائرات الأواكس (E–3) بعدة برامج تطوير، منذ عام 1984، لزيادة مدى الكشف، وتدعيم منظومة الاتصال بأجهزة إضافية،وضمان سِرية الاتصالات، وزيادة سعة الحاسب الإلكتروني الرئيسي، وتطوير برامج عمله، وزيادة شاشات العرض ، وإضافة أجهزة لاستقبال معلومات شبكة أقمار الملاحة مما يؤدي إلى تأمين الاتصالات ضد التشويش.
وبدأ استخدام طائرات الأواكس أثناء التحضيرلحرب تحرير الكويت "عاصفة الصحراء"من 2 أغسطس/آب 1990 إلى 28 فبراير /شباط عام1991 . ونفذت الأواكس 682 طلعة جوية بإجمالي أكثر من خمسة آلاف ساعة طيران. ووفرت معلومات الاستطلاع، لأكثر من 120 ألف طلعة طائرة للقوات المتحالفة. وكان على طائرات الإنذار المبكر و"طاقم الرادارات الأرضية" وضع تخطيط للطيران بالكمبيوتر لمنع تصادم الطائرات مع بعضها.
وللمرة الأولى في تاريخ الحرب الجوية، تم تسجيل العمليات الجوية، وذلك بفضل البيانات التي قامت الأواكس بتسجيلها. ومازالت هناك توقعات بتوظيف طرز جديدة من الطائرات والصواريخ والغواصات فى الغارات الدولية بالأجواء الليبية .