أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقرّه باريس توقعات بتغيير نظام البعث في سورية . و رأى 60 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الاوضاع في سورية ستؤول الى تغيير النظام وان سورية ليست استثناءً لا بل تدخل في سياق البلدان العربية التي يثور فيها الشعب من أجل التغيير. وبرأيهم ان المسألة أكبر من أن يوقفها القمع مهما كانت شدته. أما 36.7 في المئة يرون ان الأوضاع في سورية ستؤول الى اقرار اصلاحات لأن هذا هو المطلب الشعبي والحكومي في سوريا، وإن التظاهرات التي حصلت هي جزء من مؤامرة تستهدف النيل من سورية شعباً وقائداً . أما 3.3 في المئة يخشون ان تدخل سورية والمنطقة في سيناريو التقسيمات ودويلات الطوائف . وخلص المركز الى نتيجة مفادها : لا يمكن لأحد ان ينكر التحركات التي تجري في سورية ولا ان يتهم الذين يتحركون بأنهم " عملاء" و" مأجورين" و" خونة " لأن هناك فعلاً مطالب اقتصادية وإجتماعية يتوق المواطن الى تحقيقها بعيداً عن لغة المماطلة وعن التبريرات التي تسوقها السلطة دائماً . وكان من الطبيعي ان تتأثر سورية بما يجري في العالم العربي بالنظر لتشابه الأوضاع بشكل عام حيث تلتقي سورية مع مصر وتونس وليبيا واليمن من حيث سيادة حكم الحزب الواحد وتفشي الفساد والرشاوى وشيوع البطالة وأستغلال السلطة وأنعدام الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير . ولكن ما يميز سورية عن غيرها من الدول السالفة الذكر ان التركيبة الطائفية معقدة بحيث من المحتمل ان تاخذ المواجهة ابعاداً مذهبية رغم ما لها من انعكاسات سلبية كبيرة على المنطقة برمتها ، كما هناك مشكلة عدم وجود معارضة فعلية وقوية قادرة على الإمساك بزمام السلطة مما يعني احتمال وصول تيارات سلفية الى سدة الحكم . وأغلب الظن ان ما يحصل في ليبيا سيحصل في سورية حيث من الصعب ان تحل الأمور ديمقراطياً وسلمياً لأن التحركات التي شهدتها سورية بينت منذ البداية اتجاه نحو استخدام المواجهات العسكرية ليس فقط من قبل القوى الأمنية بل ايضاً من قبل قوى شعبية بدليل وقوع عشرات القتلى في صفوف الجيش والشرطة .