أنس الشقفة خطأ وقع فيه رئيس الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا ويدعى "أنس الشقفة"، قاد إلى الكشف عن علاقة هذه الهيئة بالتنظيم العالمى للإخوان المسلمين. الخطأ يتمثل فى أصدار الشقفة قرار بفصل على الغباشى عضو مجلس شورى الهيئة وهو فى ذات الوقت مدرس للدين الإسلامى، وذلك بعد أن أنتقد الأخير الهيئة الدينية الإسلامية مشيرا إلى انتهاكاتها وتقصيرها فى حملات الدعوة, ومطالبته فى مقال نشرته له صحيفة "ستاندرد" النمساوية واسعة الأنتشار بالكشف عن حسابات الهيئة. وزاد الطين بله أن رئيس الأكاديمية الإسلامية التابعة للهيئة الدينية "ياسر زركيا" ذو الأصل التركى دخل على الخط وقام هو الأخر بمطالبة أبوشقة بالاستقالة من منصبه بعد توجيه تهم الاستبداد الشخصى له عبر صحيفة ستاندرد المحلية. و كشف فتح ملف الهيئة الإسلامية أيضاً عن عدد من القضايا تنظرها المحاكم تتعلق أكثرها بمخالفات وتجاوزات مالية تنظرها المحاكم وهو الأمر الذى دعا الى تحرك دائرة الرقابة المالية النمساوية الإتحادية إلى طلب فحص السجلات المالية للهيئة وهى المرة الأولى التى تقوم فيها هذه الدائرة التى يطلق عليها "ريشنونكهوف" لإتخاذ مثل هذه الأجراء نحو هيئة دينية فى النمسا. ومع عدم أمتلاك الهيئة لدفاتر حسابية منتظمة ودقيقة فإن المراقيبين يعتقدون أنها سوف تضطر للكشف عن وصولات للتعرف على دور النشر داخل وخارج النمسا مملوكة لتنظيم الإخوان المسلمين فى أوروبا وخاصة فى ألمانيا وبريطانيا ومصر وتونس, وبعض أموال أخرى يعتقد أنها تسربت الى منظمات أخرى تابعة للتنظيم العالمى للإخوان، وعلى خلفية ما جاء فى أقوال بعض كوادر الإخوان فى التحقيقات التى جرت مؤخرا معهم فى مصر وأعترفوا فيها بأنهم يستغلون التبرعات، التى يتم جمعها لدعم الشعب الفلسطينى للإنفاق على الأنشطة والتحركات الإخوانية ودعم النشاط التنظيمى العالمى للجماعة خاصة فى أوروبا. كما أن هناك شك يدور حول التمويل والتكاليف التى نتجت عن مؤتمر الآئمة الأول والثانى الذى عقد فى مدينة جراتس النمساوية وفيينا العاصمة والذى تحمل 60 % من تكاليفه الإتحاد الأوروبى وتوزع الباقى بالتساوى بين وزارة الخارجية النمساوية والسعودية ممثلة فى التويجرى مدير عام المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم ومقرها تونس، بينما تولى الصرف على شركات سياحية ومطاعم وشركات أتوبيسات وسيارات ليموزين وغيرها من المصاريف النثرية، جماعات إسلامية عربية وتركية قريبة من جماعة الإخوان المسلمين فى النمسا، (كحال) مصروفات إتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا وهيئته العليا التى تتولى إدارة شئون التنظيم الإخوانى فى جميع القارة الأوروبية ويتولى تنفيذ التكليفات الواردة إليه من جميع دول العالم، يتبعه العديد من بؤر التنظيم التى تعمل تحت ستار مراكز ومؤسسات إسلامية. القضية بتداعياتها سوف تثير مجددا زوبعة إعلامية صحافية، وسوف تمثل ذخيرة انتخابية لقوى اليمين النمساوى المتطرف ضد الأجانب. والمطلوب الآن من الهيئة الدينية الإسلامية لرفع كاهل الشك عنها، الإفصاح بشكل مسئول وقابل للمسائلة عن جميع مصادر تمويلها ووارداتها ومصاريفها والتبرعات التى حصلت عليها بشكل دقيق وموثق وشفاف، وأيضا عن حقيقة دورها سواء فى إتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا التى تتولى توفير المال للإنفاق على نشاط التنظيم الدولى للإخوان، على مستوى العالم وأوروبا، وكذلك دورها فى عقد الدورات التى عقدت تحت مسمى منظمات ومساجد فى النمسا، والتى تقوم بجمع التبرعات من المصلين، بحجة بناء المساجد لكنها تسجلها بأسماء أشخاص لهم دور قيادى بارز ومعروف فى الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا، وعلى سبيل المثال مسجد النور فى مدينة جراتس النمساوية ومسجد الهدايا وغيرها فى فيينا العاصمة النمساوية، كما ظهر أخيرا فى ألمانيا، وكشفت عنه السلطات الأمنية الألمانية مؤخرا من خلال تسجيل أكثر من 200 مسجد وشركة وإستثمارات مختلفه وعمليات تبييض أموال، استنادا إلى اتهامات وزارة الداخلية الألمانية لجماعة الإخوان المسلمين الدولية بقيادة إبراهيم الزيات أحد زعماء الإخوان المسلمين الدولى وآخر معه من قادة تنظيم "ملى كروش" التركية، المحسوبين على تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، ناهيك عن اللقاءات الشبابية فى النمسا وفى دول أوروبية عدة والمشاركة فى نشاطاتها بشكل دورى وفى دول أوروبية مختلفة، بهدف المحافظة على التواصل والإتصال الخارجى لتنظيم الجماعة ولخلق كيانات تابعة للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين على مستوى العالم ، معززة بالمراكز الإقتصادية المنتشرة فى أوروبا والجمعيات الخيرية، وغيرها التى يرأس أهمها الطبيب المصرى الدكتور أيمن السيد أحمد على (من دمياط) أحد أبرز الوجوه فى حركة الإخوان المسلمين فى أوروبا والمسئول المباشر عن أوروبا الشرقية واليونان وأوكرانيا وبعض الدول الأخرى، ويتقلد مهام حساسة منها الأمين العام لإتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا الذى يمثل غطاء للأخوان المسلمين فى اوروبا، ويقيم بمدينة جراتس النمساوية، ومشهور عنه أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا، وكذا المجمع الثقافى الإسلامى فى فيينا (ليكاكولتور) المُمَثل فى مجلس الشورى والمجلس ألأعلى للهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا. وتدحرج كرة الثلج سوف يكشف أيضا ملفات مسكوت عنها تتعلق بالأموال الطائلة التى حصلت عليها الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا، من السفارات العربية والإسلامية ومن صندوق ألأوبك للتنمية الدولية الذى يتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرا له، ومصير هذه الأموال وهذه التصرفات وغيرها والقائمة تطول، وتُؤهِلْ الهيئة الدينية الإسلامية فى النمسا، كتربة خصبة لليمين المتطرف فى سباقه العنصرى ويطول بسببها المسلمين ضررا شديدا، إذا إستمر الوضع القائم بحال الهيئة وأشخاص لايهمهم سوى جمع المال لكونه المادة التى تكفل لهم الديمومته والمستقبل والوضع الإجتماعى المميز على حساب الدين الإسلامى الحنيف وعلى حساب جموع المسلمين فى النمسا وخارجها دافعى ثمن العنصرية والتطرف اليمينى الذى يحققه مجددا تكرارا تصاعديا فى الإنتخابات بكل اشكالها، المؤشر الخطير على مستقبل المسلمين ومستقبل أجيالهم فى أوروبا، ولتدق أجراس الخطر ولا سيما أن معالم اليمين الفاشى واضحة وليست بعيدة مآسيها فى ذاكرتنا وذاكرة العالم.