فوجئ طلبة الإمتياز بكليات الطب المختلفة بقراربتكليفهم للنزول للمدراس ، للمساعدة فى ترصد أى حالة مشكوك فى إصابتها ب إنفلونزا H1N1 وعندما إعترض طلبة الإمتياز على هذا القرار، واجههم المسئولين بأن هذا دور وطنى ضرورى مطلوب منهم. وفى بيان لحركة أطباء بلا حقوق جاء : " .. نود ان نؤكد على اننا بداهة لسنا ضد ان يذهب الاطباء مثل اى مصرى حتى الى جبهات القتال والاستشهاد لحماية بلدهم واهلهم سواء بعلمهم لانقاذ الارواح وعلاج المرضى والجرحى او بالبنادق فى ساحات الحرب اما ان يستخدم الاطباء كديكور ويلقى بالالاف منهم فى حجرات العيادات المدرسية لطمانة كل حالة زكام او تحويلها الى المستشفيات والمعامل وهى أماكن التشخيص والعلاج الحقيقية فهذا امر لا علاقة له بالوطنية بل بتخبط المسئولين عن الصحة وحرصهم على اخراج الاستعراض الذى يظهر نشاطهم وحرصهم الغائق على صحة الجمهور " أضاف بيان الحركة : " لنا عدة ملاحظات أولا طلبة الإمتياز ليسوا أطباء ولكنهم مازالوا طلبة فى مرحلة التدريب العملى ، وليس من حقهم أساسا ممارسة أى عمل طبى بشكل منفرد ، ولا يحمل أى منهم تصريح بمزاولة المهنة.. ودورهم الأساسى هو التواجد بالمستشفيات الجامعية والتعليمية للتدرب تحت ملاحظة الأطباء الأكثر خبرة . . حتى يصبحوا أطباء ممكن الإعتماد عليهم بعد نهاية سنة الإمتياز، عندما يصرح لهم بمزاولة المهنة ، ويصبح كل منهم مسئول عن وحدة صحية فى قرية يخدم آلاف المواطنين بمفرده ثانيا هذه التصرفات العجيبة لوزارة الصحة تكشف درجة وخطورة العجز الشديد فى أعداد الأطباء الذى نبهنا له مرارا ، هذا العجز الذى تسبب فيه إستقالات أطباء التكليف ، وهجرة الأطباء الأخصائيين للعمل بالخارج فرارا من ظروف العمل شديدة القسوة والمهانة الحالية للأطباء فى مصر هذا العجز الذى تنكره تصريحات المسئولين بوزارة الصحة إستنادا للأعداد الكبيرة لخريجى كليات الطب ، بينما تؤكده إحصائيات الوزارة المنشورة على موقعها الإلكترونى "وجود طبيب واحد لكل 1405 مواطن " وتثبته أيضا نتائجه الكارثية التى أصبحت متجسدة أمامنا، مثل اللجوء لتشغيل طلبة الإمتياز، أو رفض إخلاء طرف الأطباء اللذين أتموا فترة التكليف(أى فترة العمل بالوحدات الصحية ) والسماح لهم بالإنتقال للعمل بالمستشفيات فى مرحلة النيابة ، وهى مرحلة ضرورية للتدرب على تخصص معين لإستكمال التطور العلمى والوظيفى الضرورى للطبيب ، كل ذلك تحت دعوى أنه ليس هناك من يحل محل الأطباء فى الوحدات الصحية ، لذلك لن يتم الإخلاء لهم !!!! بإختصار مزيدا من المعاناة للأطباء الشبان .. مزيدا من تعطيل مستقبلهم العلمى والوظيفى .. وبالتالى مزيدا من الإستقالات والسفر والهجرة .. والمزيد من عجز الأطباء وتفاقم المشكلة وهنا لا يكون الحل هو إستيراد أطباء من الهند ، ولكن ببساطة الإهتمام بالإستماع لمشاكل الأطباء ، سواء المادية أو العلمية والإدارية والعمل على حلها أما مشكلة الإحتياج الفورى لمن يراقب طلبة المدارس لعزل حالات الإنفلونزا المشتبة بها ، فهى وظيفة ممكن أن تقوم بها الزائرات الصحيات بالمدارس، أو متطوعين من الجمعيات الأهلية ، بعد تلقى دورة تدريبية سريعة ، ولا تقتضى منع طلبة الإمتياز من تلقى تدريبهم وتأهيلهم الأساسى ليصبحوا أطباء حقيقيين ".