شهدت مصر بالأمس أول اختبار حقيقي للديمقراطية وذلك من خلال الاستفتاء الذي تم على التعديلات الدستورية والذي لقي نسبة إقبال جماهيرية عالية لم تشهدها أى استفتاءات أو انتخابات سابقة وهو الأمر الذي أكده كل من شارك فى الاستفتاء . فمن ناحيته أكد الفقيه الدستوري عصام الاسلامبولى أن أحداث هذا اليوم تعد عرسا للديمقراطية ذلك لان الشعب المصري دائما ما كانت توجه له الاتهامات بالسلبية وعدم المبالاة والإحباط وعدم الأمل في اى تغير وكان هناك المفوضون بتزوير أراء الناس وتزيفها وقت الانتخابات بل واحيانا كانت تصل إلى حد الترويع للإبعاد عن المشاركة بآرائهم إذا كانت لديهم رغبة ؛أما الآن بعد الثورة تحديدا فقد نهض لمباشرة حقوقه الدستورية بنفسه ولأول مرة بعد سلب هذا الحق منه سنوات طويلة ، كما أشار أنه على الرغم من هذه الخطوة أو البداية الهائلة إلا انه قد ظهر وسط هذه الجماهير المقبلة على الاستفتاء أشخاص قاموا بتوزيع منشورات سخيفة و تافهة بها مضامين سلبية إلا أن هذه الأفعال لم تؤثر على نجاح هذا اليوم ، وعاد مؤكدا ان هناك نسبة قليلة من الشعب أقبلت على الاستفتاء بعشوائية فالبعض كان يقول (نعمم)بلا فهم او (لا)بلا فهم وبلا مبرر ولكن السبب فى هذا يرجع إلى أن الفترة التي كانت مابين طرح التعديلات والمدة المقررة للاستفتاء كانت قليلة فحتى المثقفين أنفسهم لم يدركوا التفاصيل بشكل واضح إضافة إلى بعض المواد المطروحة جرى فيها تعديل منذ يومين فقط فلا شك أن العجلة فى طرح هذه المسألة هي من تسببت فى الفوضى . شريف الهلالي مدير المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني لحقوق الإنسان، أشار إلى أن نسبة الإقبال كانت جيده من كافة أطياف الشعب الذين توجهوا إلى لجان الاستفتاء بكل ثقة وطمأنينة لأنها مستمدة من الإشراف القضائي المتواجد أمام كل لجنة ويباشر عمله بمنتهى النزاهة. موضحا أن هؤلاء المشتركين لهم اتجاهات مختلفة وظهر من يؤيد التعديلات وآخرين من يرفضوا التعديلات من غير أن يصادر احد على رأى الأخر وكان الجو يشوبه الديمقراطية . ثم ذكر ان هناك مخاوف من ان يكون هناك تصويت طائفى بين المشاركين فى الاستفتاء فالإخوان متفقين على التصويت ب (نعم) بينما الأقباط ومن يدعمهم قللوا (لا) وهذه الأمور بلا شك تفسد الجو الديمقراطي لأحداث هذا اليوم ؛ واستكمل بأن الإخوان لهم تنظيمات إسلامية يقومون بإعطاء مبررات دينية مخوفة لمن يتبعهم حتى يؤثروا على أرائهم ، مشيرا إلى أن الإخوان جماعة مرفوضة وهذه التوجهات مرفوضة أيضا تماما ؛وعلى الجانب الأخر نجد أن الأقباط صوتوا بلا من أجل إشاعة الخرافات ويجب الحظر من هذا الجانب خشية أن تضيع هذه التجربة ايجابية ولابد ان تستكمل . ومن جانبه أضاف محمود العسقلانى ناشط حقوقي : ان من علامات نجاح ثورة 25 يناير هى خروج الشعب بهذه الصورة فى هذا اليوم ؛مؤكدا ان نتائج هذا الاستفتاء سوف تكون فى صالح الشعب وتوقع أن تكون النتيجة (لا) لان نسبة كبيرة من شباب ال face book رافضين التعديلات .